مع استمرار الاحتجاجات فى إيران ضد نظام المرشد آية الله على خامنئى وسياسات حكومة الرئيس حسن روحانى، واصلت الصحف الأمريكية اهتمامها بتطور الأوضاع فى الجمهورية الإسلامية التى ربما تكون على وشك أن تشهد تغييرا جذريا.
تقول صحيفة نيويورك تايمز، إن الاحتجاجات التى تشهدها إيران ليست فقط الأكبر منذ عام 2009، ولكنها تشير أيضا إلى تجاوز بعض الانقسامات التقليدية. فمن يعيشون فى المحافظات القروية، والذين تم اعتبارهم دوما من أنصار النظام، يقودون الآن معظم المظاهرات.
وفى حين أن الناس فى طهران قد نزلوا إلى الشوارع، فإن العاصمة ليست مركز الاحتجاج مثلما كانت أثناء ما يسمى بالحركة الخضراء فى عام 2009. ففى طهران يتشارك العديد من الإيرانيين من أبناء الطبقة الوسطى حالة الاستياء لكنهم يخشون أيضا من انعدام الأمن.
كما أن الإحباطات التى أدت إلى الاحتجاجات تبدو مختلفة عما كانت عليه فى عام 2009. ففى هذا العام، اندلعت موجة من المظاهرات بعد نزاع على نتائج انتخابات رئاسية أعيد فيها انتخاب رئيس متشدد وهو محمود أحمدى نجاد ثم تحولت بعدها إلى حركة احتجاج أكبر ضد قادة إيران. لكن هذه المرة، تأتى الاحتجاجات لفشل الرئيس المعتدل روحانى فى تحقيق تغيير سياسى أكبر وتوفير الفرص الاقتصادية على الرغم من رفع بعض العقوبات ضد إيران كجزء من الاتفاق النووى. ويشعر الشباب على نحو خاص بالغضب، وقد قال أحد المسئولين أن متوسط سن من تم اعتقالهم 25 عاما، وقد وصل عدد المعتقلين لأكثر من 450 شخص خلال الأيام الماضية.
وتذهب الصحيفة، إلى القول بأن قوة الاحتجاجات قد فاجأت السياسيين الإيرانيين، وقد أدانها البعض ووصفوها بأعمال شغب، بينما اعترف آخرون بالإحباطات الواسعة التى لم يعد من الممكن تجاهلها.
من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست إنه بعد ستة أيام من المظاهرات، لا توجد أى مؤشرات على الهدوء حيث وجد الغضب فى الشوارع أهدافا جديدة. فما بدأ كإحباط من الوضع الاقتصادى قد اتسع ليتحول إلى تحدى مفتوح للقيادة الإسلامية لإيران.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأنه على الرغم من عدم وجود أدلة على انشقاق فى الطبقة الحاكمة من رجال الدين والشبكات الأمنية، إلا أن المؤسسة الإيرانية قد تفاجأت من سرعة وشراسة الاحتجاجات.
وندد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، بالنظام الإيرانى واصفا إياه بـ "الوحشى والفاسد".
وأضاف ترامب، فى سلسلة تغريدات عبر صفحته الرسمية بموقع التدوينات المصغرة "تويتر"، أن الأموال التى قدمها أوباما للنظام الإيرانى ذهبت للإرهاب وجيوب قادة النظام في طهران، والولايات المتحدة تراقب ما يجري فى إيران".
وقال ترامب إن واشنطن تراقب ما يجري فى إيران، مؤكدا أن الشعب الإيراني تحرك أخيرا ضد فساد ووحشية النظام في بلاده. وأشار إلى أن الأموال التى قدمها الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما للنظام الإيرانى ذهبت للإرهاب ولجيوب قادة النظام فى طهران.
وعلقت صحيفة "وول ستريت جورنال"، على الأوضاع فى إيران، وقالت إن أكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ عقد تقريبا قد وضعت قادة البلاد فى موقف صعب، فى الوقت الذى زادت فيه إدارة ترامب ضغوطها بالتهديد بعقوبات جديدة لو قامت حكومة طهران بقمع الاحتجاجات.
وأوضحت الصحيفة، أن العقوبات يمكن أن تستهدف الحرس الثورى الإيرانى فى محاولة لتجنب الضرر الاقتصادى بالإيرانيين الذين يقومون بالاحتجاج، حسبما قال المسئولون الأمريكيون. وأوضح المسئولون أن الإدارة تحشد الدول لدعم حق الإيرانيين فى تنظيم الاحتجاجات السلمية.
ويقول كريم سادجادبور، الخبير فى شئون إيران بمؤسسة كارنيجى، إن الاحتجاجات ضد خامنئى أكثر من كونها ضد روحانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة