محيى الدين جاويش يكتب : الأخلاق تموت .. ولا عزاء للأعزاء

الثلاثاء، 02 يناير 2018 04:00 م
محيى الدين جاويش يكتب : الأخلاق تموت .. ولا عزاء للأعزاء تحرش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نحن نتغير كثيرا للأسوأ .. والكارثة أن هذا يحدث لنا دون أن نشعر به .. لا نعرف إلى أين نسير ومع ذلك نركض بغريزة مجنونة ركضاً محموماً لا ينتهى .. نركض ولا نعرف سبباً لذلك .. الجميع يركض وفقط هذا الركض فضلا عن أنه يهدم الأخلاق والقيم إلا أنه يخلق صراع على المصالح وتنازع المصالح هذا قد يفضى فى كثير من الأحيان لمخالفة الضمير والأخلاق والقانون فى الوصول للأهداف بتحقيق نشوة شخصية أو كسبا غير مشروع أو إلحاق الضرر بالغير وارتكاب الجرائم باختلاف انواعها ومما يثير الضيق فى النفس وربما التعجب أن ترى من حولك وفى مجتمعك الكثير والكثير من الظواهر السلبية أو السيئة تحيط بك فى كل مكان.. تحاصرك وتكاد تخنقك وقد تمتد إلى ابعد من ذلك .. على الرغم من عدم وجود مسببات منطقية أو جوهرية تدعو إلى حدوث مثل تلك الظواهر.

 

الطبيعى أن الطبقة الوسطى هى ميزان الأخلاق فى المجتمع المصرى لكن الظروف الأخيرة التى مرت بها مصر خلطت بين الطبقة الوسطى والطبقة الفقيرة مما تسبب فى سيطرة أخلاق الطبقة الفقيرة وبالأخص أخلاق العشوائيات على المجتمع حتى أصبحت هى السائدة ووفقا لذلك يرى علماء النفس أن المجتمع المصرى يعانى الآن من أزمة أخلاق حقيقية انهارت فيها كل منظومة القيم كما سادت العشوائية والوصولية فى تصرفاته وسلوكياته بسبب تدهور الحالة الاقتصادية والبطالة الفقر والإعلام وغياب دور وزارة التربية والتعليم وغياب الرقابة والضغوط النفسية.

 

استطلاع نشرته إحدى الوسائط الإعلامية مؤخرا اظهر تراجعا لدى المصريين فى الإلتزام بالقواعد والقوانين حيث انتهى الاستطلاع أن 37.7% من المصريين يرون أن أخلاق وسلوكيات المواطنين حالياً سيئة وسيئة جداً فيما رأى 32.9% منهم أنها مقبولة و14.1% فقط أنها جيدة وجيدة جداً.

 

وعن رؤية المشاركين فى الاستطلاع حول اتجاه تغير أخلاقيات وسلوكيات المجتمع خلال المرحلة الراهنة يرى أغلبهم بنسبة 61.9% أنها تتغير للأسوأ فيما اظهر تقرير صادر عن مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء رصد فيه سلوكيات الشعب المصرى أن نسبة الغش التجارى فى المنتجات ارتفعت إلى 63.7% ونقل الشائعات 61% والواسطة واستغلال السلطة 54.1% والسلبية 42%.

السلوكيات الشاذة وغير السوية جعلت القاهرة مدينة غير آمنة للنساء حسب بحث أجرته مؤسسة تومسون رويترز ففى تحقيق شارك فيه خبراء بشأن إجراءات حماية النساء من العنف الجنسى ومن العادات الثقافية والاجتماعية المضرة احتلت القاهرة المرتبة الأخيرة والتى شملت 19 مدينة كبيرة وجاءت العاصمة المصرية بعد نيودلهى وكراتشى وكينشاسا.

 

وبالإضافة إلى الترتيب العام صنفت دراسة تومسون رويترز المدن وفقا لكل من الأقسام الفرعية أيضا وكانت القاهرة ثالث أخطر المدن الكبرى للنساء من حيث العنف الجنسى أى بالنسبة إلى قدرتهن على العيش دون التعرض لخطر الاغتصاب أو الاعتداء الجنسى أو التحرش.

 

إن معالجة تلك الظواهر السلبية المقيتة يتم عن طريق التربية والتهذيب والتوعية ووضع قواعد أخلاقية صارمة فردية ومجتمعية مع تطبيق النظام من قبل الجهات المختصة على كل من يسيء أو يعبث بأى ممتلكات عامة أو يتصرف بسلوكيات قد تؤذى الآخرين .. ومهمة التربية تلك هى أحد المهمات التى يجب أن تشارك بها الدولة لتقوم بوظيفتها الأخلاقية والإعلام والتربية والفن والدين هى المداخل الرئيسية لإعادة الروح إلى الشخصية المصرية الأصيلة من جديد وفق خطة استراتيجية تعمل على ضبط السلوك الاجتماعى لدى الأفراد ومراقبة الأبعاد والمتغيرات النفسية والأخلاقية للمجتمع على المدى القريب والبعيد .










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة