بحث وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردنى أيمن الصفدى مع الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو جوتيرس اليوم السبت، عددا من القضايا الإقليمية والتحديات التى تواجه جهود التقدم نحو حل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، إلى جانب الصعوبات المالية التى تواجه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" والأزمة السورية.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية أن الصفدى، الذى يزور الولايات المتحدة حاليا، بحث أيضا مع جوتيرس تداعيات القرار الأمريكى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث أطلع الصفدى الأمين العام للأمم المتحدة على مخرجات اجتماع الوفد الوزارى العربى الذى عُقد فى عمان بداية الشهر الحالى بتكليف من الجامعة العربية لبحث سبل الحد من التداعيات السلبية للقرار الأمريكى وتأكيد بطلانه، وأن القدس قضية من قضايا الوضع النهائى يحسم مصيرها بالتفاوض المباشر ووفق القرارات الأممية التى تعتبر القدس الشرقية أرضا محتلة، وحث المجتمع الدولى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد الصفدى وجوتيرس ضرورة تكاتف الجهود لحل الصراع على أساس حل الدولتين ووفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة.
وشدد وزير الخارجية الأردنى على خطورة غياب الأفق السياسى لتحقيق السلام واستمرار حرمان الشعب الفلسطينى من حقه فى الحرية والدولة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على الأمن والاستقرار فى المنطقة.
كما بحث الجانبان التحديات التى تواجه "الأونروا"، حيث أكدا ضرورة استمرار الوكالة فى تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها الأممى، كما اتفقا على استمرار التنسيق والتعاون لبحث سبل تلبية احتياجات "الأونروا" المالية فى ضوء الصعوبات التى تواجهها بعد عدم تسديد الولايات المتحدة كامل مساهماتها التى كانت متوقعة بداية العام وتفاقم العجز فى موازنة الوكالة.
وتناولت المحادثات الأزمة السورية، إذ أكد الصفدى وجوتيرس وجوب حلها سياسيا عبر مسار جنيف وعلى أساس قرار مجلس الأمن 2254، كما استعرضا أزمة اللجوء السورى، حيث أشاد جوتيرس بالدور الإنسانى الذى تقوم به المملكة فى استضافة مليون وثلاثمائة ألف مواطن سورى.
وأشاد الصفدى وجوتيرس بالمستوى العالى من التعاون بين المملكة والأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة فى مجال مساعدة اللاجئين.
وأكد وزير الخارجية الأردنى ضرورة الحفاظ على التمويل اللازم للمنظمات الدولية لتمكينها من الاستمرار فى الإسهام فى تلبية احتياجات اللاجئين، لافتا إلى أن المملكة تتحمل أعباءً تفوق قدرتها وتحتاج دعما دوليا وافيا لمساعدتها فى تحمل هذا العبء وآثاره الضاغطة على قطاعات التعليم والصحة والمياه والبنية التحتية وغيرها.
وشكر الأمين العام للأمم المتحدة، الأردن على موافقته بإيصال المساعدات إلى تجمع الركبان للنازحين السوريين عبر حدوده.
وأكد الصفدى أن الأردن وافق على إدخال المساعدات عبر حدوده كإجراء استثنائى ولمرة واحدة بعد أن قدمت الأمم المتحدة خطة أظهرت عملها على تقديم المساعدات إلى التجمع من داخل الأراضى السورية وفِى ضوء عدم استكمال الأمم المتحدة إجراءات تنفيذ هذه الخطة.
وشدد الوزر الأردنى على أن قاطنى الركبان مواطنون سوريون على أرض سورية ما يجعل تجمع الركبان مسئولية سورية ودولية، خصوصا أن الظروف الميدانية والأمنية تسمح بإيصال المساعدات عبر الأراضى السورية.
وقال وزير الخارجية الأردنى إن إيصال شحنة المساعدات عبر المملكة قبل أيام يوفر الوقت اللازم لاستكمال استعدادات تقديم المساعدات من الداخل السورى فى المستقبل، وإن الأردن لن يتحمل مسئولية الوضع فى المخيم مستقبلا.