تعتبر الأزمة السورية، أحد أفجع الأزمات الإنسانية التى ضربت العالم العربى السنوات الماضية، بسبب القتلى الذين خلفتهم الأزمة، وعدد اللاجئين الذين تشردوا بالملايين، لدول عديدة هروبًا من نيران الحرب.
يختلف الكثيرون عن الانتماءات والجهات التى يدعمونها فى الحرب، لكن الإنسانيات لا يختلف عليها أحد، فدائمًا المواطنون العاديون، هم من يدفعون ثمن الحروب والصراعات العسكرية منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا.
مأساة سورية جديدة، ترقى لحد الفاجعة، تمثلت فى وفاة عائلة سورية على الحدود السورية اللبنانية، حيث عثر على العائلة متجمدة بردًا فى محاولة يائسة منهم للوصول للحدود اللبنانية اتقاءًا لنيران الحرب، إلا أن شدة البرد والصقيع لم تمهلهم الوقت.
رواد مواقع التواصل الاجتماعى، تداولوا صورًا لعائلة سورية فقدت حياتها تحت وطأة البرد الشديد والصقيع، على الحدود السورية اللبنانية في محاولة منهم لعبور الحدود، لتأمين حياتهم من نيران الحرب، مستنكرين المآسى الإنسانية التي دفعتهم للهروب، وأن يلقوا حتفهم تجمدًا على الحدود اللبنانية، غير خافين لحزنهم الشديد على المصير البائس الذى لقته تلك الأسرة.
البوست المتداول
سوريون يتجمدون على الحدود اللبنانية
عائلة سورية تموت بردًا على الحدود اللبنانية
لاجئين سوريين يموتون بردًا على الحدود اللبنانية
الصور والمأساة التى مرت بها هذه العائلة السورية، أثارت حزنا شديدا فى صفوف رواد مواقع التواصل الاجتماعى، مطالبين بالتدخل السريع لإنقاذ اللاجئين والمهاجرين السوريين من المصير الذي ينتظرهم.
مأساة هذه العائلة، لم تكن هى الأولى، فالقضية السورية، شهدت عدد كبير من المآسى الإنسانية، وكثير منها هز ضمير العالم، وفتح باب التساؤلات عن متى يتحرك العالم لإنقاذ الأبرياء الذي يدفعون ثمن صراعات وحروب لا دخل لهم بها.
الصورة التي هزت ضمير العالم، وأحد أبرز وأفجع مآسى الحرب السورية، هو الطفل الكردى إيلان، والذى كان يبلغ من العمر 3 سنوات، ووجد غارقًا، على أحد الشواطئ التركية بعد إنقلاب القارب الذي كان يقل أسرته إلى جزيرة كوس اليونانية، فى محاولة للعثور على حياة أفضل بعيدًا عن نيران الحروب.
إيلان
صورة الطفل المسجى على الرمال، كان لها أبلغ الأثر في إثارة قضية اللاجئين، وأبكت العالم، فلفظ البحر جسد الطفل إيلان، ليحكى عن يوم وفاة الإنسانية، ليشهد عن الضمير الإنسانى الذى لقى حتفه مع الصغير، لتظل صورة "إيلان" وهو يضع رأسه على الرمال غير عابئ بهذا العالم القاسى، أيقونة حية عن مدى السوء الذى وصل له العالم، وقضية اللاجئين، التى كانت ومازالت التحدى الأكبر الذى يواجه حكومات الدول في هذا العصر.
المشهد الثالث الذى أشعل السوشيال ميديا، كانت صورة لطفل يجلس فى عربة الإسعاف، صامت وصامد، كبلاد الشام، تغطى الجروح والدماء وجهه، بعد أن تم إنقاذه من تحت الأنقاض، إثر غارة روسية على شمال حلب بسوريا، وظهر في الصورة رغم جروحه صامت ومتماسك دون أن يبكى وكأنه تحت تأثير الصدمة.
الصورة لطفل يدعى عمران، تم إنقاذه من غارة جوية على منزله بحلب، ورغم تعرضه لاصابات وجروح، إلا أنه ظل في عربة الإسعاف في حالة من الصدمة لا يبكى ولا يتحدث، بل جلس صامد وصامت وشامخ، ليكشف بشموخه خزى الإنسانية وضعفها.
الطفل عمران السورى