أسفرت الغارات الجوية التركية التى شنتها مقاتلات تركية السبت، على منطقة عفرين شمال سوريا، عن مقتل 7 مدنيين على الأقل و3 مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية. كحصيلة أولية.
وقال بيروسك هاساكا المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية لـ"رويترز": "إن القصف تسبب بمقتل 3 عناصر ينتمون لوحدات حماية الشعب، بالإضافة إلى إصابة 13 مدنيا بجروح".
وشنت مقاتلات تركية ، السبت، عملية عسكرية شملت هجوما بريا وجويا فى شمال سوريا على منطقة عفرين السورية ذات الغالبية الكردية بزعم القضاء على وحدات حماية الشعب التى تعتبرها أنقرة امتداد لحزب العمال الكردستانى على أراضيها وتصنفه بـ"منظمة إرهابية".
وتعتبر السلطات التركية أن "وحدات حماية الشعب الكردى" السورية (YPG)، المدعومة من الولايات المتحدة، هى امتداد لحزب العمال الكردستانى التركى (PKK)، الذى تصنفه تركيا كـ"تنظيم إرهابى"، كما تصنف تركيا حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى السورى (PYD) كـ"منظمة إرهابية" أيضا.
وذكرت هيفى مصطفى وهى عضو بارز فى الإدارة المدنية التى تحكم عفرين، لوكالة "رويترز"، أن المدنيين تحصنوا فى المخابئ والمنازل، وأن عددًا من المصابين فى القصف نقلوا إلى المستشفيات.
وكان وزير الخارجية التركى مولود تشاووش أوغلو قد قال فى وقت سابق إن الجيش "لا يستهدف إلا الإرهابيين"، فى إشارة إلى المقاتلين الأكراد؛ إلا أن الوحدات الكردية اتهمت أنقرة باستهداف الأحياء السكنية فى المنطقة.
وتوعد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بأن العملية العسكرية فى منطقة عفرين قد بدأت على الأرض، وستتبعها عملية أخرى تستهدف منطقة منبج المحاذية لها. فى استفزاز صريح للسيادة السورية.
من جهته أدان النظام السورى، ما وصفه بـ"العدوان التركى الغاشم" على مدينة عفرين، فى إشارة إلى العملية العسكرية التى بدأتها تركيا داخل الأراضى السورية، وكان النظام السورى هدد قبل بدء العملية بالرد العسكرى على أى تدخل تركى وبإسقاط المقاتلات التركية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر رسمى بوزارة الخارجية قوله إن: "سوريا تدين بشدة العدوان التركى الغاشم على مدينة عفرين التى هى جزء لا يتجزأ من الأراضى السورية"، مضيفا أن "هذا العدوان يمثل الخطوة الأحدث فى الاعتداءات التركية على السيادة السورية".
وأضاف المصدر أن "سوريا تنفى جملة وتفصيلا ادعاءات النظام التركى بإبلاغها بهذه العملية العسكرية التى هى جزء من مسلسل الأكاذيب التى اعتدنا عليها من النظام التركى". وتابع بالقول: "سوريا تطالب المجتمع الدولى بإدانة هذا العدوان التركى واتخاذ الإجراءات الواجبة لوقفه فورا".
وتكررت فى الآونة الأخيرة تهديدات أردوغان، بشن عملية عسكرية يشارك فيها سوريون حلفاء لأنقرة، بهدف إخراج مسلحى وحدات حماية الشعب الكردية من عفرين.
وتعد أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية فرعا لحزب العمال الكردستانى، الذى يقود تمردا مسلحا ضد الدولة التركية منذ عقود.
وتنفي الوحدات علاقتها المباشرة بحزب العمال. وقد حظيت بدعم من التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة خلال مواجهات مع تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا.