فى تصعيد متبادل، وعلى الرغم من وجود مصالح مشتركة تجمع واشنطن وبكين، ومواجهتهما تهديدات مماثلة بمقدمتها التهديد الذى تمثله كوريا الشمالية وزعيمها الشاب كيم جونج أون، هاجمت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الصين، مهددة بفرض جمارك 45% على المنتجات الصينية التى تدخل السوق الأمريكية، فى وقت تمارس فيه الحكومة الصينية ضغوط مستغلة السندات الأمريكية المقدرة بـ1.2 تريليون دولار.
وفى اتهام صريح من الصين للولايات المتحدة الأمريكية، بدخول أحدى السفن الحربية الأمريكية إلى المياه الإقليمية الصينية دون تصريح، متوعدة باتخاذ "الإجراءات اللازمة" لضمان حماية سيادتها.
وذكرت الوزارة الدفاع الصينية على موقعها الإلكترونى، اليوم، أنه فى مساء 17 يناير الجارى، اقتربت المدمّرة الأمريكية "هوبر"، وأصبحت على بعد 12 ميلاً بحرياً من جزيرة "هوانغيان" فى بحر الصين الجنوبى.
وأضافت وزارة الدفاع خلال البيان، أن السفينة انتهكت سيادة الصين ومصالحها الأمنية، وهددت سلامة السفن والأفراد فى بحر الصين الجنوبى.
وكانت الولايات المتحدة قد انتقدت الصين، لبنائها جزراً ومنشآت عسكرية فى المنطقة، قائلة إنها يمكن أن تستخدم فى تقييد حرية حركة الملاحة.
ولم تكتف الولايات المتحدة بذلك بل قالت قالت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إنها ستبدأ السعى لشن حملة على التجارة الصينية، وإن الولايات المتحدة أيدت بشكل خطأ انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية فى 2001 بناء على شروط لم تجبر بكين على فتح اقتصادها.
وأضافت الإدارة فى تقرير سنوى للكونجرس عن مدى التزام الصين بتعهدات منظمة التجارة العالمية "يبدو واضحا أن الولايات المتحدة أخطأت بدعمها دخول الصين لمنظمة التجارة العالمية بناء على شروط ثبت عدم فعاليتها فى ضمان اعتناق الصين لنظام التجارة المفتوحة الموجه نحو السوق.
وأشارت الإدارة الأمريكية، إلى أنه من الواضح الآن أن قواعد منظمة التجارة العالمية غير كافية للحد من سلوك الصين المقوض للسوق. وعلى الرغم من أن التقرير السنوى الذى يصدر من مكتب الممثل التجارى الأمريكى ينتقد منذ فترة طويلة الصين بسبب ممارساتها التجارية غير العادلة فقد اتخذت أول مراجعة من هذا القبيل خلال رئاسة ترامب لهجة أكثر تشددا تجاه الصين.
ويأتى ذلك فى وقت تفاقمت فيه التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين فى العالم ومع استعداد إدارة ترامب لاتخاذ إجراءات للحد من سرقة الصين المزعومة للملكية الفكرية على حد قوله.
وفى رد قوى من الصين على الولايات المتحدة، قالت وكالة بلومبرج إن الصين قد تخطط لإبطاء عمليات شراء سندات الحكومة الأمريكية، خاصة وأن بكين هى أكبر المستثمرين فيها. ويمكن للصين، أن تستخدم هذه السندات التى تبلغ قيمتها حوالى 1.2 تريليون دولار، كورقة رابحة فى المفاوضات المستقبلية مع الولايات المتحدة حول التجارة.
وفى السياق نفسه قالت مجلة Market Realist ، إن ترامب تحدث عن رفع الرسوم الجمركية بنسبة 45٪ على الواردات الصينية. كما فكر فى إعلان الصين محتكرا ماليا، وعلى الرغم من أن الرئيس خفف من خطابه بعد الانتخابات، إلا أن بعض الأحداث الأخيرة أعادت حربا تجارية محتملة بين البلدين إلى جدول الأعمال.
وأضافت المجلة، أن إدارة ترامب تجرى تحقيقا فى إغراق السوق بمستوردات الألمنيوم الصينى، فضلا عن التحقيق فى استيراد الصلب. كما اتهمت واشنطن الصين بسرقة حقوق الملكية الفكرية.
وخفضت وكالة Dagong العالمية، ومقرها فى بكين، تصنيف الولايات المتحدة إلى مستوى BBB+ وهذا يعنى أن قدرة أكبر اقتصاد فى العالم على تسديد الديون أسوأ من قدرة روسيا وبوتسوانا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة