أكد عدد الوزراء والمثقفون على أن كتاب "كيرياليسون.. فى محبة الأقباط"، للكاتب والإعلامى حمدى رزق، يدق ناقوس الخطر، فى ظل ما تشهده مصر من هجمة إرهابية لا تستهدف المسيحيين وحدهم ولا المسلمين بل مصر كلها.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها مكتبة القاهرة، فى الزمالك مساء اليوم الأحد، لتوقيع ومناقشة كتاب "كيرياليسون.. فى محبة الأقباط" للكاتب الصحفى والإعلامى حمدى رزق، وأدار الندوة الإعلامى الكبير مفيد فوزى، وتحدث فيها الكاتب والمفكر الدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة السابق، والدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة.
وحضر الندوة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، والكاتب الصحفى عبد اللطيف المناوى، رئيس قطاع الأخبار السابق، الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة السابق، ومنى مكرم عبيد، وزهير جرانة، وزير السياحة السابق، والدكتور خالد عزب، مدير المشروعات فى مكتبة الإسكندرية، والدكتور سامح فوزى، نائب مدير المشروعات فى مكتبة الإسكندرية، وغيرهم العديد من رموز السياسة والصحافة والإعلام، وعدد من رجال الكنيسة المصرية.
فى بداية الندوة، قال مفيد فوزى، إننا نحاول فى هذه الندوة أن نعرف ما وراء كتاب حمدى رزق، وسؤالنا للكاتب هو هل محبة الأقباط تحتاج إلى توثيق؟.
ومن جانبه، قال حمدى رزق:"إن المحبة هى هذا الكتاب، الجزء الأول من الكتاب يمثل السبع العجاف، ابتداء من تفجير كنيسة القديسين فى الإسكندرية، وحتى بناء الكنيسة الكبيرة فى العاصمة الإدارية، وهو ما أسميته بدفتر أحوال المصريين فى هذه الفترة".
وأضاف حمدى رزق، مجيبا على سؤال مفيد فورى، نعم فإن المحبة تحتاج إلى توثيق، فجميعنا كما قلت فى الكتاب فى الهم أقباط، فمن بكى على شهداء تفجيرات الكنائس، هم أنفسهم من بكى على شهداء مسجد الروضة.
ووجه مفيد فوزى لوزير الأوقاف سؤالا حول حقيقة ما تتعرض له الأسر المسيحية من اضطهاد فى الصعيد، فقال محمد مختار جمعة، إن المشكلات الفردية يجب أن تعالج بالقانون فى دولة مدنية، مضيفا: يقينا كل الجرائم الإنسانية تعود إلى القاسم المشترك وهو الجهل، أيا كان جهلا دينيا أو فكريا، أو غيره، وهو ما يجب علينا إزالته.
ورأى وزير الأوقاف، أنه على الرغم من أن الكتاب أقرب إلى فن المقال، ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعى، فإن الهواة ظنوا أن كتابة المقال أمر يسير، والحقيقة ليست كذلك، فكاتب المقال له بصمته التى تدل عليه.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن موضوع الكتاب تأكيد على ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى مرارا وتكرارا من أن أحدًا لن ينال من مصر ما دمت على قلب رجل واحد، وهو أيضًا ما يؤكد عليه حمدى رزق فى كتابة حول أهمية المواطنة، فالدفاع عن الكنيسة والمسجد هو واجب شرعى ودينى، وهو ما أصدرت الأوقاف فيه كتبا من قبل كثيرة.
وأكد وزير الأوقاف على أنه لا المسلمين ولا المسيحيين هم من يستهدفهم الإرهاب، بل هو الوطن، مطالبا كافة المسئولين والكتاب والمفكرين والفنانين والإعلاميين، بالقيام بجولات تنويرية فى المحافظات لإنقاذها من الإرهاب.
ومن جانبه، قال الدكتور مصطفى الفقى، إن ما يزعجنى فى حقيقة الأمر، هو أننا فى مثل هذه الندوات نجتمع فى القاعات ونردد الشعارات، وفى حقيقة الأمر أيضًا هو أن الواقع ليس جيدًا كما نظن، ولهذا فأنا أؤكد على أن الأقباط مستهدفون، ونعم هناك تحركات على مستوى المسئولين والدولة، كزيارات الرئيس للكنيسة، ولكن هذا الدور التنظيرى غير كافى، فنحن علينا دور آخر أيضا علينا القيام به.
وأشار مصطفى الفقى إلى أنه أبلغ الجميع فى مكتبة الإسكندرية بالكف عن تنظيم الندوات الثقافية والاكتفاء بها، لافتا إلى أن المكتبة تقوم الأن باستقطاب الأطفال والشباب لمشاهدة الأفلام والمسرحيات والفنون.
كما أشار "الفقى" إلى أنه أعجب جدا بما قاله الرئيس السيسى فى مؤتمر حكاية وطن، بأن موقفه من الأقباط موقفا سياسيا بل موقفا دينيا.
ورأى الفقى أن كتاب حمدى رزق يدق ناقوس الخطر، لافتا إلى أنه يرفض بشدة الجلسات العرفية التى تعقد فى كل مرة تحدث فيها أزمة، مؤكدا أنه يجب أن يكون هناك قانون يتم تطبيقه على الجميع، مشيرا إلى أنه يرى أن من لا خير له فى الأقباط، فلا خير له فى هذا الوطن.
وقال مصطفى الفقى إن مكتبة الإسكندرية الآن تعمل على تقديم رسالة سلام للعالم من خلال توثيق مراحل مصر اليهودية والإسلامية، والمسيحية التى قفزت عليها مناهج التعليم وتعاملت معهم وكأن الأقباط لقطاء.
وختم مصطفى الفقى كلمته بالتأكيد على أهمية مواجهة الحقيقة والعمل على حلها جذريا.
ومن جانبه، قال الكاتب حلمى النمنم، أظن أن الكاتب حمدى رزق فى هذا الكتاب يعطى درسا للزملاء الصحفيين، وهو أنه لم يقم بجمع مقالاته فى كتاب، بل قام بتقديم كتاب جديد.
ورأى حلمى النمنم، أنه حينما أعلن أن هناك دولة لليهود، فهم خطأ أنه يجب أن تكون هناك دولة للمسلمين وأخرى لليهود، وكان أول اعتداء على المسيحيين فى فترة الأربعينيات.
وأكد حلمى النمنم، على أن مشكلة الفتنة الطائفية ليست مشكلة الشارع المصرى فى المقام الأول بل مشكلة النخبة، لافتا إلى أنه يختلف مع وزير الأوقاف، متسائلا: كيف يمكننى تصنيف سالم عبد الجليل؟، فعلق عليه "جمعة": "كان"، فرد "النمنم": حينما أساء سالم عبد الجليل إلى المسيحيين واعتذر فيما بعد قال أنا أحب الأقباط ولكن دينى يكفرهم.
ورأى حلمى النمنم، أن التفسيرات ممن ينسبون أنفسهم كمتحدثين باسم الإسلام، ويقولون إن المسيحيين كفرة "خبل".
وأضاف "النمنم": للأسف فى الإعلام يتم استخدام مصطلحات دون الإشارة إلى ما تعنيه، فحينما وقعت حادثة ماسبيرو تم الإشارة إلى الطرف الثالث، وجميعنا يعلم أن الإخوان هم من فعلوها، فالجيش لم يكن يملك رصاصة واحدة هناك.
وأكد حلمى النمنم أن مصر بحاجة إلى حل لأزمة المعرفة، والإجابة على سؤال البعض وتحديدا فى القرى: هل المصرى المسيحى كافر؟ الإجابة: لا، مضيفا: وهذا ما نحتاج لمواجهته، فعلينا مواجهة هذه الفتاوى بصرامة.
وقال ثروت الخرباوى إن الإخوان كانوا يستخدمون المواطنين المسيحيين كعروة فى بدلتهم من أجل مصلحتهم وتحديدا فى الانتخابات النقابية.
ورأى الخروباى أنه على الرغم من تحركات مؤسسة الأزهر الشريف لوأد الفتن الطائفية والتأكيد على دولة المواطنة، إلا أن حركة الأزهر لازالت بطيئة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة