إستحوذت "شيماء مصطفى حسين"، أول مأذونة فى أسيوط على حديث الشارع الأسيوطى، بعد تداول فيديوهات وصور لها أثناء عقدها لقران عروسين بمسجد عمر مكرم بأسيوط، بالرغم من أنها تولت مهام مأذون قرية بنى مر منذ أكثر من 3 سنوات، إلا أن وجودها فى القرية جعلها بعيدة بعض الشيئ عن الأضواء، ولكن عندما عقدت القران فى مسجد المحافظة لاقت قصتها رواجا بين المتابعين على السوشيال ميديا ومواقع التواصل الإجتماعى، وتعد شيماء من أصغر ممن تولوا هذا المنصب سنا، كما أنها تعتبر أول سيدة تتولى منصب المأذون فى محافظة أسيوط.
"اليوم السابع"، إلتقت بأول مأذونة فى أسيوط، تناولت فيه جانب من حياتها وتنشئتها، وكيف يتعامل المجتمع مع فكرة أن تكون المأذونة مرأة.
النشأة والدراسة
قالت الدكتورة شيماء، أنها طفلة وحيدة لا يوجد لها أشقاء من البنين أو البنات، وهى من قرية بنى مر بلد الزعيم جمال عبد الناصر، وهذا شرف لها ودرست جميع مراحلها التعليمية فى مدارس بنى مر الحكومية، ثم انتقلت منها إلى جامعة أسيوط، حيث حصلت على ليسانس الحقوق عام 2005، وبدأت بعدها فى إستكمال دراستها، ورفضت أن يكون المؤهل الدراسى هو آخر عهدها بالدراسة والتعليم، فقامت بتحضير الماجستير حتى حصلت عليه عام 2007، ثم تقدمت للحصول على درجة الدكتوارة وأقتربت من المناقشة خلال العام الجارى.
تقديمها لمنصب مأذون القرية
أوضحت الدكتورة شيماء، أنه فى الأونة التى كانت تستكمل دراستها قرأت إعلان معلق على دوار العمدة، بالإعلان عن فراغ منصب مأذون القرية وكان ذلك عام 2011، فقررت أن تتقدم للوظيفة ضمن عدد كبير من شباب القرية الذين تقدموا لهذا المنصب، وهذه الوظيفة وبلغ عددهم حينها 18 شخص 17 منهم رجال، وهى البنت الوحيدة من بينهم، وكانت على يقين بأنها سوف تقتنص هذه الفرصة كونها الأعلى من حيث المؤهلات الدراسية، كما أنها جهزت نفسها لأى لقاءات أو إختبارات فى هذا الشأن.
مراحل الإختيار وقرار لجنة الفتوى بالأزهر الشريف.
أضافت مأذون قرية بنى مر، أن إختيار عمدة القرية مر بأكثر من مرحلة، منها مرحلة المفاضلة بين المؤهلات وكانت هى أعلاهما من حيث الشهادات العلمية والمؤهلات، إلا أن المرحلة الأهم كانت بالنسبة لها هى مرحلة لجنة الفتوى بالأزهر الشريف التى كانت ستفصل بين أحقيتها الشرعية من عدمه كونها أنثى، فهل يصح لها توليها هذا المنصب أو لا حتى تمت الموافقة، ثم قبل ذلك إجتياذها للجلسات التى كانت تعقد امام رئيس محكمة الفتح الجزئية للمتقدمين حتى تم إعلان النتيجة، وكان ذلك يوم 4 / 6 / 2013 حيث صدر حكم قضائى بأحقيتى فى المكان، تم التوثيق والتصديق على القرار من وزارة العدل لاصبح بعد ذلك اول مأذون فى تاريخ أسيوط
أول عقد قران
سألنا الدكتورة شيماء، عن أول مرة لها تقوم فيها بعقد قران عروسين، قالت أنه لم يكن بالامر السهل او شيئا عاديا، وظللت ليلة كاملة أفكر فى هذه اللحظة، ولا استطيع طيلة حياتى أن انسى هذا اليوم وهذا العرس الذى كان مقاما فى احدى السرادقات امام منزل الاستاذ عبدالجابر مصطفى أحد اهالى القرية، وكان العرس مقاما بمنزل العروس، حيث كنت حافظة للصيغة التى تملى على العريس وولى العروسة، ولكنى كنت أخشى أن أخطئ أو أرتبك، ولكن استجمعت قواى وكان خالى بجوارى لدعمى معنويا والحمد لله أديت عقد القران بكفاءة، وكنت وقتها أستشعر وكأن كل الناس حولى يتابعونى ويرون لأول مرة مأذونة فكان فى الحقيقة الأمر صعبا.
المضيقات والتعليقات
أوضحت المأذونة، أنه كل الناس فى قريتها " بنى مر " يحافظون على العادات، والتقاليد واحترام المرأة كعادة كل شباب ورجال المجتمع الصعيدى، ويراعون أن التى تجلس بينهم سيدة قبل أن تكون مأذونة، والسيدة فى مجتمعنا لها احترام خاص تجبر حتى من يريد أن يتفوه بأى كلمة السكوت، ولكن تعرضت لبعض المضايقات البسيطة، ولكن كان ذلك عادة مايكون فى الأندية والمدن ولكنها لا تخرج عن امتعاض البعض، أو همهمة غير مفهومة أو نظرات أثناء عقدى للقران.
الإتفاق على الأجر مع العروسين.
آخر شيئ أفكر فيه فى عقد القران والزواج هو الأجر، وتحكمه أعراف وأبعاد إجتماعية، فظروف العروسين وأهلهما من أولوياتى، حيث نراعى بشكل كبير الأوضاع المادية للعروسين، ومقدرتهما المالية، حتى أن هناك بعض الحالات لا أتقاضى منها أى أجر بل هناك أمور أفضل ألا أتحدث عنها لأنها بينى وبين الله سبحانه وتعالى، وكل هذه الأمور وطدت علاقتى بأهل قريتى تماما وجعلهم فخورين بى لأنى واحدة منهم أشعر بهمومهم وحالتهم.
حالات الطلاق
أنا أرى أن دورى إصلاحى بشكل كبير، وأخوض معارك كثيرة بين الزوجين المتخاصمين لردهما عن فكرة الطلاق، والحمد لله وفقا للإحصائيات أقل حالات طلاق هى الموجودة فى قريتى بنى مر، لأننا نضع الأسرة وإستقرارها الهدف الأول ونحاول تقريب وجهات النظر بين الزوجين، حتى يتراجعا عن قرارهما فى هذا الشأن.
رسالة للمجتمع الذى تتعاملين معه وخاصة انك تعرضت لمضايقات بعد نشر الفيديو الأخير لعقد القران وهل تضايقين من لفظ نونه المأذونة.
أقول للمجتمع الأسيوطى، وخاصة المتابعين على مواقع التواصل الإجتماعى والسوشيال ميديا، أنه لابد من إحترام دور المرأة أيا كان، ولابد أن ندرك أن المرأة تولت معظم المناصب فهناك القاضية وهناك العمدة، وهناك من السيدات اللاتى تولت منصب المحافظ، أما التعليقات على الفيديو الأخير، فأقول لهم أننى لابد أن اسمع كل من فى المسجد وأشهر الزواج، وكان هذا سببا فى علو الصوت، كما أن التصوير كان مجتزءا حيث لم يتم تصوير الصياغة كاملة، ولا أتضايق أبدا من لفظ نونه المأذونه بل اسمعه فى إطاره الكوميدى.
شيخ المسجد
قال الشيخ محمد ثابت أحمد شيخ المسجد المواجه لمنزل المأذونة، انها سيدة فاضلة ومحترمة وكل البلد تحبها وتعاملها مع الناس جعلها محبوبة للجميع، وصيغتها فى عقد القران لا يوجد تعقيب عليها وأدعو الله أن يثبتها على الحق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة