لم يكن اختيار السفير محمود كارم، كمنسق عام لحملة الرئيس عبد الفتاح السيسي لـ2018 هو أمر وليد اللحظة، بل أن اختياره جاء بعد إدارته الحكيمة لحملة السيسي خلال 2014، التى شهدت لها 13 منظمة دولية بنزاهتها وكفاءتها ومنهم الاتحاد الأوروبى والبرلمان الأوروبى والاتحاد الأفريقى والجامعة العربية والعديد من المنظمات التى تابعت الانتخابات بعد زيارات عديدة لمقر الحملة فى 2014.
كما أن محمود كارم، والذى يترأس فى الوقت الحالى مركز مصر والشرق الاوسط بالجامعة البريطانية بمصر، استطاع خلال قيادته لحملة الرئيس فى الدورة الماضية، خلق سلسلة تواصل دائم مع الشباب بعقد جلسات حوارية مستمرة خلال انعقاد الحملة، كما أنه وصفه الكثير بأنه "الشخصية التوافقية"، التى استطاعت التواصل مع المجتمع المصرى بكل أطيافه وتوجهاته.
وتاريخ محمود كارم الدبلوماسى ليس بالقليل، فهو حافل بمحطات عدة تؤكد أنه من أبرز رجال الدبلوماسية المصرية، فقد اختارته أكثر من 139 منظمة دولية ورأى عام ومجتمع مدنى فى أوروبا كأفضل سفير لدى الاتحاد الأوروبى عام 2007، كما أنه تقلد عام 1999 ميدالية ودرع القوات المسلحة من الهيئة الهندسية لدوره الوطنى فى إدراج مشكلة الألغام التى تعانى منها مصر أمام المحافل الدولية ودوره فى المساعدة على تسهيل الحصول على معدات التطهير اللازمة للألغام.
ولعل أعضاء حملة "السيسى" الانتخابية لـ"2014" يشهدون له بأن أداؤه الدبلوماسى والمتفوق أرهقه كثيرًا خلال الحملة السابقة لأنه كان حريصا على العمل واستقبال كافة أطياف اللون السياسى المصرى مع الأطراف السياسية المختلفة والتعرف على مطالبم والاستماع لهم، ما أكسب الحملة ثقلا كبير فى التعامل مع المصريين بالخارج فطبيعته ذات الخلفيته الدبلوماسية مكنته من كسب ثقتهم فى الحملة والتواصل مع الممثلين بالخارج وكان لها دور إيجابى كبير فى نتائج الحملة خارجيا.
وباعتباره نجل الفنان والمطرب الراحل كارم محمود، جعل الكثير يصفونه بـ"مايسترو وضابط إيقاع" الحملة، حينما تمكن من الخروج بها دون الغوص فى أى صدامات أو مهاترات لا داعى منها تعرضت لها الحملة خلال عملها بـ 2014، فقد كان دائمًا يوصى شباب حملته بالعمل فى صمت والحرص على عدم الدخول فى أى مهاترات جانبية، والترفع عن الدخول فى أى صراع وقت احتدام المنافسة.
وحصل "كارم " على الدكتوراة من الولايات المتحده جامعة ساوث كارولينا بسبع مراتب شرف وحاز كتابه "إنشاء منطقه خالية من السلاح النووى بالشرق الأوسط"، الذى نشرته دار بريجر بالولايات المتحدة على جائزة أفضل كتاب ينشر فى أمريكا عام 1988 فى مجال العلاقات الدولية، وذلك باختيار المؤسسة العلمية المتخصصة CHOICE International، كما أنه حاصل على وسام الجمهورية من الطبقه الثالثة عام 1979، وأعلى وسام من ملك البلجيك Order of the Crown عام 2010، ومن المنتظر أن يتم تقليده أعلى وسام يمنح من حكومة اليابان فى احتفال سيقام بالسفارة اليابانية فى القاهرة قريبا.
وتقلد "كارم" منصب سفير مصر فى دول عدة، بدأها باليابان ثم سفير مصر لدى بلجيكا، وسفير مصر لدى الاتحاد الأوروبى وحلف الأطلنطى، وسفير مصر لدى لوكسمبرج حتى 2010، كما اختارته القمة العربية فى موريتانيا عام 2016 كعضو فى لجنة الحكماء لدراسة مشكلة الأمن ونزع أسلحة الدمار الشامل، وقد اختارته اللجنة فيما بعد كمقرر لها لإعداد تقريرها للعرض على الأمين العام للجامعة العربية وعلى القمة العربية بالبحر الميت فى 2017.
ولعل عمله كأمين عام للمجلس القومى لحقوق الإنسان لمدة سنتين من 2010 واختياره عضوًا بالمجلس فى سبتمبر 2013، جعل هناك طابع حقوقى ساد الحملة خلال فترة عملها الماضية، كما أنه ترأس اللجنة الدولية بالمجلس خلال الأربع سنوات الماضية، فقد شارك فى العديد من المؤتمرات الدولية حول العالم، وعقد الكثير من اللقاءت مع الكونجرس والبرلمان الأوروبى ومراكز الفكر والإعلام الغربى دفاعًا عن بلده وقدم أبحاثا وأوراقًاعديدة، واختاره وزير خارجية اليابان منذ أشهر ــ تقديرا لدوره البارز ــ عضواَ بلجنة الخبراء البارزين لإعداد توصيات كممثل عربى شرق أوسطى أفريقى وحيد لدفع نزع السلاح النووى وقد عقدت الجنة اجتماعها الأول ديسمبر الماضى فى هيروشيما .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة