فى التاسع والعشرين من يناير العام الماضى، دخل رجل يحمل رشاشا بيده مسجد كيبيك وفتح النار على المصلين الذين كانون يؤدون صلاة العشاء، فقتل 6 منهم وأصاب 4 آخرين بجروح.
بعد عام على الاعتداء، لا تزال كندا تحت تأثير هذه الجريمة التى قام بها طالب يحمل أفكارا قومية متشددة، من المفترض أن تبدأ محاكمته الربيع المقبل، وساهم هذا الاعتداء الأول من نوعه الذى يستهدف مسجدا فى كندا، فى إثارة قلق نحو مليون مسلم يعيشون فى كندا، التى تشهد تناميا للهجمات التى تستهدف الاجانب.
ويقول أيمن دربالى وهو جالس على كرسى نقال بعد أن أصيب بشلل فى ساقيه إثر إصابته بالرصاص "لا تزال أصوات المصلين وهم يصرخون فزعا، تطن فى أذنى، لقد نخر الرصاص جسدى وفقدت الكثير من الدم".
وأمضى أيمن شهرين فى حالة غيبوبة، كما بقى فى المستشفى لفترة طويلة قبل أن يخرج مشلول القدمين.
وتبين أن المهاجم فى الثامن والعشرين من العمر ويدعى ألكسندر بيسونيت، وقد قام بنفسه بطلب رقم الشرطة فى الساعة 20،11 واعترف بفعلته، وجلس فى سيارته على بعد عشرين كيلومترا من المسجد ينتظر وصول عناصر الشرطة لاعتقاله.
وإثر التحقيق معه تبين أنه لا سوابق إجرامية له، فهو طالب مثقف يرتاد جامعة قريبة من المسجد، معروف عنه بعض الانطواء على النفس واعتناق أفكار قومية من دون أن ينتسب إلى أى مجموعة أو حزب.
وأضاف أيمن دربالى لوكالة فرانس برس، "لم أشعر أبدا بالكراهية أو الغضب تجاه منفذ الاعتداء، إنه الجهل المطبق الذى دفعه إلى الشعور بهذا الكم من الكراهية، لقد كان يحمل الكثير من الأفكار المسبقة، ولم يحاول الاحتكاك بمسلمين بل تميز بالانغلاق على نفسه".
وفى الإطار نفسه يقول تييرنو مامادو بارى إنه "لا يصدق حتى الان ما حدث"، ولا يزال يبحث عن جواب على السؤال الذى يؤرقه منذ عام: لماذا قتل شقيقه إبراهيم (39 عاما) فى المسجد.
والقتلى الستة الذين سقطوا فى المسجد يحملون جنسيات أخرى إلى جانب الكندية: فهناك جزائريان وغينيان ومغربى وتونسى، وتتراوح أعمالهم بين بقال وأستاذ جامعة وخبير معلوماتية، وكانوا جميعا مندمجين فى المجتمع الكندى فى كيبيك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة