للخيانة وجوه كثيرة لكن التحالف مع العدو على حساب الجار هو أقذر أنواع الخيانة، وهو ما طبقه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عندما اعتدى على الأراضى العربية السورية من خلال عملية عسكرية أطلق عليها "غصن الزيتون" وبالتحديد فى مدينة عفرين الواقعة فى شمال سوريا ليزهق أرواح العشرات من المدنيين العزل فى سوريا.
ولم تمر سوى 9 أيام على العملية العسكرية بزعم القضاء على أكراد سوريا، حتى بدأت تل أبيب فى دق طبول الحرب هى الأخرى ضد الرئيس السورى بشار الأسد، عندما هدد بقصف مطار بن جوريون فى تل أبيب، ردًا على هجمات الجيش الإسرائيلى على مناطق حيوية فى سوريا. خلال اتصال هاتفى بنظيره الروسى، فلاديمير بوتين، حيث اشار إلى مهاجمة مطار بن جوريون بصواريخ سكود الروسية الصنع.
واستنكر الأسد، خلال الاتصال مع بوتين، تفجير القواعد، ومستودعات الذخيرة، وقوافل الأسلحة التى تصل إلى سوريا
وفى أول تعليق على هذا التهديد، قال مسئول عسكرى كبير فى الجيش الإسرائيلى إن قصف بن جوريون بمثابة إعلان حرب على إسرائيل، ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن المسئول العسكرى أن هذه التصريحات من قبل "الأسد" بمثابة محاولة لكسب شعبية السوريين عبر تصريحات غير مسئولة بسبب الأزمة السياسة والعسكرية التى يعيشها الأسد فى بلاده منذ 7 سنوات هى عمر الحرب التى أندلعت فى سوريا ، مضيفًا: "الأسد ليس لديه عدد كبير من الصواريخ التي يمكن أن تصل إلى تل أبيب".
ويأتى هذا التصعيد بين دمشق وتل أبيب بعد 9 أيام من العدوان التركى على شمال سوريا، حيث قصفت المدفعية التركية وسلاح الجو اليوم الأحد، مناطق عدة فى قرى بلدة عفرين.
وذكرت قناة سكاى نيوز بالعربية التى أذاعت النبأ أن منطقة جنديرس جنوب غربى عفرين شهدت اشتباكات اليوم هى الأعنف منذ بدء العمليات العسكرية بين القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها من جهة، والوحدات الكردية من جهة ثانية.
وأشارت القناة إلى أن القوات التركية لم تحقق أى تقدم برى ملموس بعد أيام على بدء العملية العسكرية، فيما يستمر القتال العنيف على تلال ومحاور عدة لناحية راجو شمالى غرب عفرين إثر هجوم برى للقوات التركية والفصائل السورية فى محاولة للتوغل.
يأتى ذلك فيما دعت وحدات الحماية الكردية القوات الحكومية السورية للتدخل فى عفرين لمواجهة العملية التركية "غصن الزيتون".
آليات عسكرية تركية
وفى وقت يعتدى فيه "أردوغان" على الأراضى العربية يبرم اتفاقيات اقتصادية مع تل أبيب، حيث كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن أن حجم التبادل التجارى بين إسرائيل وتركيا بلغ 4 مليارات دولار سنويا، وقال إيتان نائيه، سفير إسرائيل فى تركيا، إن هناك احتمالات كبيرة أن يتضاعف المبلغ، وتمركزت التجارة بين البلدين فى تجارة الحديد والصلب والأسمنت والمنسوجات وغيرها.
وفى نوفمبر 2016، بينما تعرضت إسرائيل لموجة حرائق، أدت إلى اشتعال النيران فى المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة فى باتح تكفا وريشون لتسيون وغيرها يحترق، عرضت تركيا على إسرائيل إرسال طائرة إطفاء كبيرة للمساعدة فى إخماد الحرائق، وكانت الحكومة التركية أول المقدمين للمساعدات من أجل إخماد الحرائق، وقدمت أردوغان 3 طائرات لإطفاء الحرائق من أجل إخمادها، وقبلت وقتها الحكومة الإسرائيلية، وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إنه يثمن هذا العرض والمساعدة التى تقدمها الحكومة التركية.