ضحية جديدة تنضم إلى قائمة سائقي"التوك توك"، الذين يتم استدراجهم وقتلهم، لسرقة العربة منهم، أنه "محمد أنور" شاب فى العشرين من عمره، الذي فقد حياته بمدينة قها بالقليوبية، بعدما ظن أنه بصدد بدء مشوار حياته لتكوين نفسه، عقب إنهاء خدمته العسكرية، استعدادا للزواج.
كانت الوسيلة المتاحة أمام محمد مثل العديد من أبناء المدينة التى يقيم بها، العمل كسائق توك توك، فاشتراه بالتقسيط، وبدأ فى العمل، إلا أنه لم يمر على عمله سوى 4 أشهر فقط، حتى استدرجه مجهولون، بحجة توصيلهما، ثم قتلاه وتخلصا من جثته بإحدى الترع بقرية مجاورة، لسرقة التوك توك الخاص به، ليسود الحزن أرجاء المدينة التى لم تعتاد تلك الجرائم.
والد المجنى عليه تحدث لــ" اليوم السابع" عن مصيبته فقال: محمد مثل باقى الشباب بعمره، فى مقتبل حياته يسعى جاهدا لتكوين نفسه، رفض أن يكون عاطلا عن العمل عقب إنهاء خدمته العسكرية بالقوات المسلحة، حيث كان أحد عناصرها الذى يدافع عن تراب مصر برفح المصرية، وبدأ عمله بشراء توك توك بنظام التقسيط، منذ 4 شهور فقط قبل الحادث.
وأضاف والد المجنى عليه: محمد كان يواصل الليل بالنهار خلال عمله، حيث كان يسعى على رزقه بجد ومثابرة، حتى جاء اليوم الذى اختفى به، خرج ليلا للعمل وتوصيل الركاب من أسفل كوبرى قها لداخل المدينة، فطلب منه شخصان مجهولان توصيلهما، إلا أنه اختفى عقب ذلك، وشاء القدر أنه كان قد ترك هاتفه المحمول بالمنزل فى تلك الليلة، وعندما اكتشفنا تأخره وعدم عودته للمسكن، بحثنا عنه فى كل مكان، وسألنا عنه زملائه السائقين العاملين بموقف التوك توك أسفل كوبرى قها، إلا أن الجميع أكد أن شخصين طلبا منه توصيلهما ولم يشاهده أحد عقب ذلك"
وتابع والد الضحية حديثه: حررنا محضرا بتغيبه بقسم شرطة قها، وبدأنا فى رحلة البحث عنه، وبعد مرور 8 أيام على اختفاء "محمد" فوجئنا بأحد الأشخاص يخبرنا أنه تم العثور على جثة أحد الأشخاص بترعة بقرية مجاورة لمدينة قها، حيث شاهد طفو الجثة أثناء لهوه وأبلغ والده، أسرعنا إلى المكان، فكانت المفاجأة بعثورى على جثة ابنى ملقاة بالترعة، اللحظات حينها كان تمر كسنوات، كنت أتمنى أن أعثر عليه حيا، لكن لله الأمر من قبل ومن بعد، من قتلوا ابنى تخلصوا منه لسرقة توك توك، كنت أتمنى أن يسرقوه فقط، وأن يتركوه يعود لى ولوالدته وأسرته، أطالب من أجهزة الأمن سرعة كشف هوية المتهمين والقبض عليهم، وحصولهم على العقوبة التى تليق بجريمتهم".
ومن جانبه تحدث إيهاب عبد الخالق ابن خال المجنى عليه عن رحلة البحث عنه، وكشف غموض اختفائه قائلا " منذ أن اكتشفنا اختفاء "محمد" لجأنا إلى كاميرات المراقبة الخاصة بالمحلات التجارية، وعثرنا على كاميرا مراقبة معلقة بكوبرى قها، الكائن أسفله موقف التوك توك الذى استدرج منه المتهمون "محمد"، وبفحصها اكتشفنا أن سيارة ميكروباص "ترامكو" كانت قادمة من طريق مصر اسكندرية الزراعى القادم من اتجاه القاهرة، توقفت أسفل الكوبرى وهبط منها شخصان، طلبا من محمد توصيلهما، وعقب تحركه بالتوك توك وبصحبته الشخصين، تحركت السيارة خلفه وتتبعته، وتبين من خلال فحص عدد من كاميرات المراقبة الأخرى، أنهم اتجهوا به اتجاه مزلقان السكة الحديد، ثم اختفوا عقب ذلك".
كما روى "محمد نصار" ابن عم الضحية بعض تفاصيل الحادث فقال: عقب العثور على الجثة، تبين من خلال فحصها عدم وجود أى إصابات ظاهرية، سواء بطلق نارى أو طعنات بالجسد، وهو ما يؤكد أن المتهمين قتلوا "محمد" بواسطة الخنق، حيث تم العثور على "كوفية" ملفوفة علي الجثة ليست خاصة به".
وأضاف: ضباط قسم شرطة قها اشتبهوا فى عدد من الأشخاص، إلا أن التحريات كشفت عدم تورطهم فى ارتكاب الحادث، حيث يواصل فريق البحث الجنائى جمع المعلومات لكشف هوية المتهمين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة