دعا الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، إلى العمل على إيجاد أدلة مادية على مرور ثلاثة من أنبياء الله فى مصر، مؤكدًا أن مصر تملك أكبر قوة ناعمة فى العالم، وبخاصة فى الآثار، كما أشار إلى أن هناك بعثة فرنسية لاكتشاف الغرف السرية فى هرم خوفو الآن.
جاء ذلك خلال استضافة الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، مساء اليوم، الاثنين، ضمن برنامج اللقاء الفكرى، فى فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ49، وأدار اللقاء سليمان جودة.
وقال زاهى حواس، إن هيئة الكتاب اختارت "القوة الناعمة" شعارًا لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، فى هذه الدورة، وأعتقد أن مصر تملك أكبر قوة ناعمة فى العالم، فلا توجد دولة لديها ما تملكه مصر من آثار على وجه الخصوص، لافتًا إلى أن القوة الناعمة لمصر لا تتمع بتأثير قوى فى الداخل فقط، بل وفى الخارج أيضًا، مدللا على ذلك بالاهتمام المحلى والعالمى لأحداث نقل تمثال رمسيس، وقبل ذلك دخول الإنسان الآلى داخل الأهرامات.
وتطرق زاهى حواس فى بداية حديثه إلى المغالطات التى يتم ذكرها فى العديد من الكتب التى تهدف إلى نفى نسبة الأهرامات إلى مصر، بفترة حكم الملك خوفو، وبعدد الأحجار التى بناء الهرم بها، وأشار زاهى حواس إلى أن هناك بعثة فرنسية تعمل الآن على اكتشاف الغرف السرية فى الهرم.
وقال زاهى حواس، إننى أتمنى أن يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسى، بدعوة كل رؤساء العالم لحضور افتتاح المتحف المصرى الكبير، لتصل إلى العالم رسالة مهمة، وهى أن مصر تهتم بآثارها.
وأشار زاهى حواس إلى أن أسعد لحظة فى حياته، هى حينما قام بزيارة مقبرة توت عنخ آمون، مضيفًا: حينما أتحدث عن الآثار المصرية، كأننى أتحدث عن امرأة أحبها، لافتًا إلى أنه حينما كان ينقب داخل المقبرة قال لنفسه "عثرت على حبى".
ورأى "حواس" أن هزيمة الإرهاب تكمن أيضًا فى إظهار ما لدينا من قوى ناعمة، مطالبًا قصور الثقافة بأن تعمل على إيصال ما نكتشفه ونقوله، وما يتم إنتاجه من فنون ومسرحيات، فلا يعقل أن تكون لدينا كل المقومات السياحية، ولا يكون لدينا نشاط سياحى كبير، وعلينا أن نعمل دومًا على تأكيد رسالة "مصر آمان".
وطالب زاهى حواس وزارة الثقافة والتربية والتعليم والآثار بالعمل على وضع خطة ثقافية تعليمية تستهدف الأطفال فى المقام الأول، للتعرف على تاريخ وطنهم، منتقدًا مناهج التاريخ على كل المستويات التى لا يتم استحداثها، وعبر "حواس" عن حزنه الشديد بأن الغالبية العظمى من الشعب لم يقم بزيارة الأهرامات من الداخل.
وتساءل زاهى حواس عن أسباب عدم قدرتنا على إثبات وجود أدلة على زيارة ومرور أنبياء الله فى مصر، مثل سيدنا إبراهيم، وسيدنا يوسف، لافتًا إلى أن هناك لوحة تسمى "المجاعة" فى جزيرة سهيل، فى أسوان، وهى لوحة تجسد قصة سيدنا يوسف كاملة، ولكن دون أن يذكر اسمه فيها، وأيضًا لدينا سيدنا موسى، متسائلاً: لماذا لم نعثر حتى الآن على أى دليل مادى على مرور الأنبياء فى مصر؟.
وقال زاهى حواس، إن الذى أنقذ المتحف المصرى فى التحرير، من السرقة، أثناء ثورة يناير 2011، هو الخزعبلات، مؤكدًا أنه لا يوجد شيء فى الدنيا اسمه الزئبق الأحمر، أو الكنز، مثل الرسائل التى تصل إلى عدد من الناس "الحق يا محمد عمك لاقى..".
وعلق زاهى حواس على بعض الأسئلة الخاصة بما يرد فى عدد من الكتب والروايات التى تصدر عن غير المختصين فى الآثار، ومنها رواية "أرض الإله" للكاتب أحمد مراد، فقال "حواس": إن كل كاتب من حقه أن يبدع، ويخترع عوالمه كما يشاء، فهل يوجد شخص ما يصدق الأفلام التى تتحدث عن الصراعات فى الفضاء؟، هكذا هى الروايات والكتب إن لم تكن مدعمة بمصادر فهى خيال لا تؤخذ على محمل العلم واليقين.
كما أوضح زاهى حواس ردا على أحد الأسئلة التى وجهت إليه بشأن "الزئبق الأحمر ولعنة الفراعنة" بأن هذه خزعبلات لا أساس لها من الصحة، مؤكدا أن هذه الخزغبلات هى التى أنقذت المتحف المصرى فى التحرير من السرقة إبان ثورة 25 يناير 2011، حيث رأى "حواس" أن كثيرا من الناس منعهم الخوف من سرقة القطع الأثرية.