قال وكيل مديرية أوقاف الإسكندرية الشيخ محمد العجمى، إن الغلو والتطرف في أى مجتمع له أسبابه التى يترعرع فيها، وإذا أريد مواجهته أو معالجته فلا بد من التعرف على الأسباب التي أدت إليه، مضيفا أن مواجهة الغلو والتطرف مهمة عاجلة وضرورية تقع على كاهل العلماء والمثقفين والمفكرين الذين يجب أن يقوموا بدور فعال في تشديد الخطاب وترشيد الصحوة ومواجهة الهجمة التي تتهم الإسلام والمسلمين بالعدوان والعدوانية بالحجة والبرهان لا بالسيف والسنان.
وأضاف العجمى في تصريح له اليوم، إذا نظرنا نظرة تأمل وإنصاف إلى الإسلام فى مصدريه الأصليين، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما فهمه السلف الصالح من هذين الأصلين، أو استنبطوه من أحكام، نقطع بأن الغلو والتطرف وأساليب الإرهاب أبعد ما يكون عن الإسلام وأهله، أما حينما يضعف ارتباط بعض المسلمين بدينهم، ويزيد جهلهم به، فإنه من الجور وعدم الإنصاف أن تنسب تصرفاتهم إلى الإسلام، وهو رسالة الله الخالدة.
وأشار إلى أنه لا علاج للغلو والتطرف إذا وجد في فئة مسلمة إلا بتصحيح تصوراتها عن الإسلام، وإعادتها إلى الكتاب والسنة، وإيضاح منهاج سلف الأمة الصالح، الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وإيضاحه لهم لكي يعودوا للحق، ويبتعدوا عن المغالاة، أي أن يعالج الغلو بالعلم الشرعي الصحيح، لأن الغلو والتطرف، سواء أكان في المعتقد، أم في السلوك والتعامل، يتنافى مع الإسلام ومع منهج النبي صلى الله عليه وسلم.
وأكد العجمي أن مواجهة الغلو في الدين تكون بتفقيه الناس في أمر دينهم لأن الدين الإسلامي في حقيقته يرفض الغلو وهو دين التعددية بمعنى أن يسمح للآخرين بالتعبير عن وجودهم من خلال ممارسة شعائرهم.
وأوضح أن منهج أهل السنة والجماعة منهج وسط بين الأمم، ووسط بين الفرق الغالية، ووسط بين المفرطين المتساهلين والمتشددين وهذه وسطية في كل شيء، والوسطية ليست التساهل، لكنها التزام بالدين، ولعلاج الغلو لا بد من نشر منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتصام بكتاب الله والسنة الصحيحة عملا وقولا واعتقادا على علم وبصيرة، والتزود بالعلم الشرعي الصحيح، والأخذ بمنهج الوسطية والاعتدال في شؤون الحياة كلها، والتربية الإيمانية الصحيحة على منهج القرآن وبنبراس من تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وأصحابه، والتربية على منهج السماحة وخفض الجانب للمخالفين، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وترك الجرأة في الحديث عن العلم، والسماح بالحوار الصادق الهادئ الناشد للحق مع الآخرين، وذم الجدل والتحاكم في الأفكار والمناهج والأعمال إلى الكتاب والسنة الصحيحة، وقيام العلماء والأئمة بواجبهم وبدورهم برفع الجهل عن الناس وأن يكونوا قدوة لهم وترك ما يكون بينهم من خلاف، والنزول عند الحق.
وأضاف أنه يجب التحصين من الغلو إذ أنه ليس مشكلة آنية، ولكنه قد يطرأ مرة أخرى إذا وجدت أسبابه، فلا بد من بيان الغلو وجذوره لتقطع المشكلة ويحصن الدعاة عقول الشباب ويغرسوا في عقولهم حبهم لدينهم والانتماء لوطنهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة