استطاع فريق عمل من كلية العلوم بجامعة المنصورة، بقيادة هشام سلام رئيس مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية الحاصل على الدكتوراه من جامعة اكسفورد عام 2010، بالتعاون مع 4 باحثات مصريات من جامعة المنصورة وأسيوط، أن ينشروا بحثا فى أهم مجلة علمية، وهىNature Ecology and Evolution، ذلك البحث الذى يوثق آخر 70 مليون سنة من العصر الطباشيرى، ويثبت اتصال قارتى أفريقيا وأوروبا، حيث نجح الفريق فى اكتشاف أول ديناصور فى مصر وأفريقيا يوثق هذه الفترة، ويسد تلك الفجوة الزمنية بمنطقة "تنيدة" بالواحات الداخلة بالصحراء الغربية المصرية.
"منصوراسوروس"(Mansourasaurus) ذلك الاسم الذى اختاره الفريق للديناصور المكتشف، ويحمل الرقم العلمى (MUVP-200)، والأحرف (MUVP) وهى اختصارًا لاسم مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية باللغة الإنجليزية، وهو أول دليل فى تاريخ العلم يثبت وجود اتصال قارتى أفريقيا وأوروبا جيولوجيّا فى هذه الحقبة الزمنية؛ إذ اكتشف فريق البحث وجودًا للديناصور المكتشف فى أوروبا فى نفس العصر.
تواصل "اليوم السابع" مع إحدى الباحثات بهذا الفريق وهى المدرس مساعد سناء السيد، وتحدثت لنا عن رحلة البحث التى بدأت منذ 2013 حتى الآن، لينشر الاكتشاف فى أهم مجلة توثق الاكتشافات فى العالم، وقالت إن فريق البحث ترأسه هشام سلام ويتكون من الدكتورة إيمان الداودى ومدرس مساعد سارة صابر من جامعة أسيوط، بالإضافة للباحث فرحات إبراهيم، والباحثة مى الأمير بإشراف الدكتور محمود قورة.
وتحكى سناء لـ"اليوم السابع" أن أول البحث بدأ منذ 2008، ثم فى استأنفناها ديسمبر 2013 حين كان معها الدكتور هشام سلام فى الوادى الجديد، مضيفة: "فاقترحنا عليه إجراء بعض الأبحاث طالما وصلنا إلى تلك المنطقة المليئة بالصخور، ووجدنا طريقا ممهدا بالفعل وذلك بسبب وجود محجر هناك، فاستغللنا الطريق بدأنا البحث وكانت أول من رأى الاكتشاف هى الباحثة سارة صابر".
وأكملت سناء حديثها: "فى ذلك الوقت لم نكن مجهزين بمعدات الحفر والتخييم ولا الأموال، فاضطررنا أن نعود مرة أخرى فى فبراير حتى مارس 2014، وظللنا فى الصحراء والجبل لمدة 21 يوما مع فريق يتكون من 6 أفراد منهم 4 بنات.
أضافت سناء أنهم عملوا من وقتها حتى الآن على تحضير العينة وإثبات أن "المنصوراسورس" هو نوع جنس جديد من الديناصورات لم يسجل من قبل، بالإضافة إلى المقارنات والأبحاث والمناقشات مع الفريق الأمريكى حتى ينشر فى مجلة تهتم بمجال العلوم.
وروت سناء أن الاكتشاف استطاع إبهار العالم لأنهم أول فريق يستكشف ديناصورا شبه كامل من العصر الطباشيرى المتأخر، أى من 70 مليون سنة فى أفريقيا، كما أنه نوع وجنس مختلف، وأعربت عن سعادتها بالاكتشاف وذلك بعدما قضوا 21 يوما فى الصحراء ووسط الجبل، وروت بعض الصعوبات التى واجهتها مثل حالة الجو فى الصحراء والحياة القاسية وعدم وجود طعام إلا فى المعلبات، بالإضافة إلى رعب سماع صوت الذئاب فى الليل وهم فى الخيام.
وأضافت سناء أنه رغم الصعوبات إلا أنهم كانوا محظوظين بثقة أهاليهم الذين سمحوا لهم أن يخيموا فى الصحراء لمدة 21 يوما، ولكنهم كانوا متخوفين من عدم وجود أمن ومخاطر الصحراء، مضيفة: "لكننا كنّا على تواصل دائم بهم ونخبرهم بكل التفاصيل وحماسنا وإيماننا بالاكتشاف، فكانوا من وقت لآخر يتواصلون مع رئيس البعثة الدكتور هشام سلام للطمأنينة فقط".
وأكدت سناء أنه على قدر عظمة الاكتشاف ولكن النجاح الحقيقى هو أن فريقا أغلبه بنات استطاع رغم الصعاب أن يحقق هذا الإنجاز، وذلك فقط لأنهم مؤمنون بهدفهم وشغفهم، وتمنت أن هذا الاكتشاف يساعد فى تغيير تفكير المجتمع الذى يحجم خيال وشغف المرأة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة