كان من المفترض أن يكون اللجوء لتقنية حكم الفيديو سببا فى القضاء على الشكوك حول القرارات ومساعدة كرة القدم على تصدر المشهد، لكن الحديث عن مباريات الدورى الإيطالي يوم الأحد الماضى انصب على قرارات الحكام، ويبدو أن حكم الفيديو يتسبب فى المزيد من الارتباك بدلا من القضاء عليه.
أزمة التحكيم فى الدورى الإيطالى
كأس العالم 2018 ينتظر حكم الفيديو
وربما يكون ذلك أمرا مقلقا للاتحاد الدولى (الفيفا) الذى كان يأمل فى استخدام تقنية حكم الفيديو فى كأس العالم فى روسيا، لو سارت التجربة على ما يرام فى عدد من الدول، إذا نال موافقة مجلس الاتحاد الدولى، ومن المتوقع اتخاذ القرار فى الثالث من مارس.
وسيتساءل الفيفا كيف يمكن لتقنية، ما زالت تسبب ارتباكا بعد خمسة أشهر من استخدامها فى الدورى الإيطالى، أن تعمل بشكل سلس فى بطولة سيكون الأمر فيها جديدا على أغلب الحكام واللاعبين.
وقال مجلس الاتحاد الدولى لكرة القدم، المسئول عن سن قوانين اللعبة، لرويترز، فى بيان، إنه "يحلل جميع اختبارات تقنية حكم الفيديو حول العالم للتأكد من حصولها على الضوء الأخضر... واستعداد الحكام وحكام الفيديو ومراقبى المباريات بشكل كامل".
وأضاف "مسئولو كل بطولة يجب عليهم التأكد من حصول الحكام على التدريب الكافى".
وأدت الحالات إلى حديث صحيفة جازيتا ديلو سبورت عن "الأحد الأسود للحكام وحكام الفيديو" بسبب هدف ميلانو ضد لاتسيو إذ اعترف المدربان أن الكرة كانت لمسة يد إضافة إلى واقعة أخرى تتعلق بعدم احتساب هدف صحيح كان يمكن أن يمنح الفوز لكروتونى ضد كاليارى.
وقال سيمونى إنزاجى مدرب لاتسيو إنه لا يصدق احتساب هدف باتريك كوترونى لاعب ميلانو رغم أن الإعادة أظهرت أن الكرة لمست ذراعه.
وأضاف إنزاجى الذى اشتكى فى السابق من أن تقنية حكم الفيديو أفسدت متعة كرة القدم "أفضل الخسارة بدون استخدام نظام الإعادة التلفزيونية".
الاعتراض على الحكم
عدة دقائق
وأحرز كروتونى هدفا فى الدقيقة 90 واحتسبه الحكم فى البداية قبل أن يتراجع فى قراره بعد مراجعة حكم الفيديو وهو الأمر الذى احتاج إلى عدة دقائق. وأوضحت الإعادة التليفزيونية صحة الهدف.
وقال والتر زينجا مدرب كروتونى بعد التعادل 1-1 "فزنا بالمباراة، شاهدت الواقعة فى التليفزيون وما صعقنى أنها لم تكن تسللا ولا أفهم كيف يمكن للحكم أن يرتكب هذا الخطأ رغم مشاهدته الإعادة".
وحدث غضب أيضا من تقنية حكم الفيديو عندما تحدث واقعة مهمة ولا يقوم الحكم بمراجعتها وهو ما حدث فى فوز نابولى 3-1 على بولونيا.
وشعر بولونيا أنه كان يجب أن يحصل على ركلة جزاء بعد لمسة يد ضد كاليدو كوليبالى مدافع نابولى عندما كانت النتيجة تشير إلى التعادل 1-1 وكان الغضب مماثلا عند احتساب ركلة جزاء لصاحب الأرض بعد تدخل بسيط ضد خوسيه كايخون.
وقال روبرتو دونادونى مدرب بولونيا "فى الواقعة الأولى (الحكم) تحمل المسؤولية القرار ربما لكى لا يضيع الوقت وفى الثانية تركها لآخر وفى هذه الحالة حكم الفيديو.
"كنت أفضل نفس الدرجة من الحكم فى الواقعتين".
كما أن الوقت الذى يحتاجه الحكم لمراجعة الأمر يشكل مشكلة أخرى وفى العام الماضى حذر ماسيميليانو أليجرى مدرب يوفنتوس من أن المباريات ربما تمتد "لثلاث أو أربع ساعات" لو تم استخدام حكم الفيديو بشكل أكثر من اللازم.
وأشار جيان بييرو جاسبرينى مدرب أتلانتا إلى أنه باستخدام حكم الفيديو أو بدونه يجب أن تعتمد القرارات على تقدير الحكم.
وقال "الأمور لم تكن جيدة (يوم الأحد) لكن بعض الحالات يمكن أن تتكرر فى أى وقت، الصورة لا تكذب باستخدام حكم الفيديو لكن تقدير الحكم هو ما يثير الأمر".