تعددت النماذج المشرفة من السيدات فى ريف مصر اللاتى مهما كبر بهم السن، ومرت سنوات العمر، إلا أنهم لم يعرفوا البطالة يوما، إما بالعمل لجلب الأموال لأسرهن، أو قضاء وقت فراغها فى عمل توزع نتاج عملها على الأهل والأحفاد والجيران مجانا.
ففى قرية المنشأة الكبرى التابعة لمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ، تنعم سيدة تعدت الـ 90 عاماً بحياتها بين أبرتها وخيطها تصنع العرائس والمجسمات المتعددة للسيارات والتوك توك، ولأشخاص وحيوانات وآلات وسيارات، كل شى تراه تنفذه وبإتقان كأنه الواقع ولكن بمنظورها، حقا أنها موهبه، برغم أنها لا تقرأ ولا تكتب ولم تتخرج من فنون جميلة ولا تشكيلية، وإنما تخرجت من مدرسه الحياة التى علمتها الكثير، تفضل الجلوس مفردة صديقها أبرتها وخيطها، تتسامر معهما، حتى لا تجلس مع الآخرين تخشى أن ترتكب ذنوباً بذكر سيرة فلانة وعلانة فالغيبة والنميمة تجلب الذنوب لصاحبها هكذا تفكيرها.
قالت نور محمد ناجى ربة منزل 90 عاماً، أن العديد من الشباب دائما يلقون باللوم على الظروف والمجتمع، ودائما يعلق خيبه آماله على سماعه الظروف ويندب حظه، ولو فكرنا جميعا فيما حياه الله لنا من مواهب وسمات وإمكانيات من عقل وتفكير ميزتنا عن باقى المخلوقات لا صبحنا فى الصداره، مؤكدة أنها تتحسر على العديد من الشباب الذين لا يعملون ويلجئون للمقاهى.
وأضافت، تجد الشاب وقد بلغ من عمره العشرون ربيعا وتنظر فى وجهه وترى ما عليه من خوف من المستقبل ويأس، وينسى أنه شاب فى مقتبل عمره وأنه ليس عديم المنبعث ولكن لا ينقصه سوى الأمل، ولا يعلق همومه على شماعة الظروف، فلابد أن يكون لديه من روح الأمل والتفاؤل والإصرار والإيمان بالله وتكون عقيدته "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لأخرتك كأنك تموت غداً"، مؤكدة أنها تنظر للحياة كأنها منتزه وكل ما امتد عمرها تجد نفسها محلاً للعطاء والبهجة والتفأول والبذل حتى لو كنت أصبحت قعيدة السرير.
وقالت السيدة العجوز، إنها تجلس بعد أن تفرغ من صلاه فجرها وتصلى ضحاها وتذكر ربها تأتى بأدواتها البسيطه البدائية " إبرتها ومخيطها "لتصنع مجسمات تبهر الناظر إليها تجسد كل شى حولها ،علمتها الحياه أن تكون كالوتد وكالجبال تواجه لطمات أمواج الحياه وتصبر.
وأضافت أنها صبرت على فراق زوجها وهى لم تتعدى الثلاثون من عمرها، وقد كانت رزقت بثلاث اولاد أصغرهم أتى للحياة قبل وفاه والده بعشرين يوما، وتركه لها تكافح بهم حتى صاروا رجالا يعتمدوا على أنفسهم من صغرهم ويتحملوا المسؤولية والذى أصبح منهم الآن الجد وربما جد الجد قريبا ،لا تبتغى من عملها لتلك المجسمات الفنيه الرائعة سوى أن تتركها إرثا لأحفادها حتى يذكروها بها ويترحموا عليها بعد وفاتها بعد عمر مديد.
وأضافت، إنها تروى قصتها لتحفيز الشباب على الجد والاجتهاد والعمل، ولا يبنوا احلامهم على الأوهام أو مكاسب سريعة ،وإنما بعد ينضج الثمار على شجره ولا تأخذهم العجله فى أمرهم ،وتتمنى من الله أن يحفظ مصر وقيادتها السياسى،ه وأن تظل مصر أمنا وأماناً مهما حدث لأنها محفوظة بعناية من الله وهى بلد الأمن وإلامان.
وقالت، أن القدس لن تضيع وكل ما فعله الرئيس الامريكى سينعكس بالسلب عليه وعلى أمريكا وإسرائيل، مؤكدة أن القدس سيعيدها المسلمون كما أعادها عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبى، مشيرة إلى أنها لا تخشى على مصر لأن الله يحفظها، والرسول صلى الله عليه وسلم قال أن جنودها خير أجناد الأرض فلن يُهزموا بإذن الله، ولكن لا نعتمد على ذلك بالكلام فقط ولكن بالعمل والاجتهاد.
السيدة نور بين أحفادها ونجلها
الجدة مع نجلها
اليوم السابع مع السيدة نور وحولها المجسمات
السيدة نور شرح لليوم السابع كيف تصنع المجسمات
حديث الجدة نور مع اليوم السابع ودعوتها للشباب والعمل واستغلال أوقات الفراغ
السيدة نور تمسك سبحتها وتدعوا الله أن ينصر مصر ويحفظ القدس