فى يوم 4 يناير 1809 كان العالم على موعد مع شخص يعد نموذجا لواحد من أشهر متحدى الإعاقة فى العالم هو الفرنسى لويس برايل، مخترع طريقة برايل فى القراءة.
ولد برايل فى كوبفراى وهى مدينة صغيرة فى شرق باريس، فقد بصره عندما كان فى الثالثة من عمره، وذلك عندما فقد إحدى عينيه خطأ بواسطة عصا مثبت بها مثقابين من ورشة عمل والده، وببلوغه الخامسة فقد البصر كلياً فى كلتا عينيه.
تعلم لويس التنقل فى أنحاء قريته باستخدام عصا من صنع والده، مما أبهر معلميه فى مدينته بعقليته الفذة وتلقى التشجيع للحصول على تعليم أكثر، تعلم برايل فى مدينته حتى بلغ عمره 10 أعوام، وحصل على منحة تعليمية إلى معهد المكفوفين اليافعين فى باريس، لكن الأوضاع فى المعهد كانت سيئة.
فى عام 1821 قام ضابط فى الجيش الفرنسى للمعهد اسمه شارل باربيار بزيارة للمعهد، أبلغ خلالها لويس برايل بأنه ابتكر طريقة جديدة مشفرة للكتابة يستطيع بها الجنود التخاطب فيما بينهم فى الأمور السرية بدون الحاجة للكلام، وهى بأن تبرز على ورق سميك أشكالا من النقاط أقصاها اثنتى عشرة نقطة، لكل منها دلالة كلامية.
برايل واجه صعوبة فى فهم تلك الكتابة فقام بتخفيض العدد الأقصى للنقاط من 12 إلى 6، وبدأ فى نفس ذلك العام بالعمل على اختراع طريقة كتابة جديدة، وانتهى فى عام 1824 وهو بعمر 15 سنة، استخدم بريل فى نظامه الجديد 6 نقاط فقط كرموز لحروف، وقام بتوسيع نظام كتابته ليشمل رموز الرياضيات والموسيقى، نُشر أول كتاب بنظام كتابة بريل فى عام 1829.
أصبح برايل مدرّسا فى المعهد ولكن لم يتم اعتماد نظام كتابته الجديد رسميًا فى المعهد فى فترة حياته بل اعتُمد النظام رسميًا فى فرنسا فى عام 1854، أى بعد وفاة برايل بعامين.
وطريقة برايل عبارة عن نظام من النقاط البارزة التى يمكن قراءتها بالأصابع من قبل المكفوفين أو ضعاف البصر، وهى ليست لغة بالمعنى الحرفى، بل هى الرمز الذى يساعد على قراءة العديد من اللغات مثل الإنجليزية والإسبانية والعربية والصينية، وعشرات من اللغات الأخرى، قد تكون مكتوبة ومقروءة.
أحرف البرايل هى أحرف مستطيلة صغيرة تسمى بالخلايا التى تحتوى على المطبات الواضحة الصغيرة والتى تسمى بـ النقاط المثارة، تختلف الحروف الهجائية فى لغة برايل من لغة إلى لغة باختلاف أنظمة الكتابة المطبوعة ورموزها .