لعيد الميلاد المجيد طقوسه الخاصة التى لا تختلف كثيرًا عن أى قداس يصلى باللحن الفرايحى فى الكنيسة القبطية، ولملابس البابا البطريرك والأساقفة والكهنة الذين يخدمون فى القداس رموز وردت فى الإنجيل والعهد القديم، يوضحها القمص أشعياء عبد السيد فرج أستاذ علم اللاهوت الطقسى بالكنسى، فيقول: "إن الزى الكهنوتى فى المسيحية له أصول تاريخية، ففى سفر الخروج من العهد القديم، أمر الله موسى أن يصنع ملابس خاصة لهارون أخيه واللاويين والكهنة ليستعملوها وقت الخدمة"، مضيفا: "وأصنع ثيابا مقدسة لهارون أخيك للمجد والبهاء وتكلم جميع حكماء القلوب الذين ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هارون لتقديسه ليكهن لى".
ويضيف القمص أشعياء لـ"اليوم السابع"، أن ملابس البطريرك تتكون من 11 قطعة، هم التونية والبطرشيل والزنار والكمام والصاكوس والحجِر والأموفوريون والصليب والأنكلوبيون والتاج وعصا الرعاية.
التونية
هى قميص طويل ينسدل حتى القدمين، وتدل على الطهارة التى يجب أن يتحلى بها الكاهن أو البابا وأن يحفظها فى حياته، وترمز إلى الثوب اللامع الذى ألبسه هيرودس الملك للمسيح وأرسله إلى بيلاطس سخرية (لوقا 23: 11)
الزنار (الأوراريون)
قطعة نسيج طويلة تشبه الزنار، وعليها صلبان صغيرة أو كتابة "قدوس قدوس قدوس" يرتديها البطريرك، فى إشارة إلى العفاف اللازم لمن لبسها ويرمز أيضا إلى السياط التى جلد بها المسيح.
الأكمام
قطعتا قماش عريضتان عليهما صليبان صغيران، حيث يغطى طرفى التونية، وتدل على الأسلحة الروحية الضرورية لمرتديها فى جهاده الروحى ضد الشيطان وما يثير عليه من المعاكسة، وكذلك إلى الوثاق الذى ربط يدى المسيح حين آلامه.
البطرشيل
قطعة نسيج طويلة وعريضة يلبسها على العنق، وتتدلى على الصدر، وتنتهى إلى الأسفل بشراريب، والبطرشيل يدل على النعمة الإلهية المستقرة على لابسه، ويشير إلى تحمله مسؤولية الرعية.
الحجر
قطعة نسيج مربعة الزوايا فى وسطها صليب أو صورة أحد القديسين، يضعها على الجانب الأيمن، ويشير إلى فضائل الشجاعة والصدق والدعة والحق الذى ينبغى أن يتصف بها الكاهن عند تقديم الذبيحة.
الصاكوص
رداء الأسقف أو البابا وهو قميص واسع قصير وعريض الكمين ومشقوق الطرفين يجمع طرفيه بجلاجل، ويرمز إلى قميص المسيح الذى اقترع عليه الجند ساعة صلبه.
ويرمز إلى عبادة الله الصانعة الصالحات التى تستر مرتديه وتكتنفه من كل الجهات ويقول عند لبسه، "رؤساء كهنتك يارب يلبسون البر وأبرارك يبتهجون ابتهاجا" (مز9:131)
اموفوريون
لباس الكتف، قطعة نسيج مستطيلة يرتديها الأسقف فقط على كتفيه وحول عنقه فوق الصاكوص، ويدل على الخروف الضال الذى فتش عنه المسيح فلما وجده حمله على منكبيه بفرح عظيم وضمه إلى التسعة والتسعين، وكذلك هو يرمز إلى خشبة الصليب التى حملها المسيح على كتفيه ولهذا كان ينسج من الصوف، ويقول عند ارتداء الأموفوريون، "لقد حملت على منكبيك طبيعتنا الضالة أيها المسيح، ولما صعدت قدمتها إلى الأب".
الانكولبيون
أيقونة السيد أو السيدة أو أحد القديسين مرصعة بالحجارة الكريمة يعلقها على صدره دلالة الإيمان القويم من كل قلبه يقول عند تعليقها "قلبا نقيا أُخلق فى يا الله وروحا مستقيما جدّد فى أحشائى" (مز50: 10). وهو يدل على أهمية حامله وأهليته للخدمة، وعلى أنه يعترف من قلبه بالإيمان المستقيم.
الصليب
يتدلى صليب من معدن ثمين مرصع من على الرقبة، تمثلا بالأية، "من أراد أن يتبعنى فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعنى" (مرقس8:
التاج
زينة الرأس مستدير موشى بالتخاريم والأيقونات المقدسة ويعلوه صليب يلبسه فى الاحتفالات الكنسية، وفى تتميم سائر الأسرار المقدسة، ويدل على إكليل الشوك الذى وضع على رأس المسيح، ويشير إلى العمامة التى كان يرتديها هارون ورؤساء الكهنة فى العهد القديم حسب أمر موسى (خروج 39: 3، 31).
ولبس الأسقف للتاج يعنى أنه بتحمله مهام الرعية سيصل بنعمة الله إلى إكليل المجد والغلبة.
العكاز (عصا الرعاية)
عصا طويلة من المعدن أو الخشب، تعلوها حيتان يتوسطهما صليب صغير وتبدى حقوق الأسقف الرعائية وسلطته الروحية، وتشير إلى عصا موسى التى تحولت إلى حية وأكلت حية كهنة فرعون.
أما بالنسبة للألحان الكنسية فإن أشهر لحن ارتبط بعيد الميلاد المجيد هو لحن يسمى "ايبارثينوس"، ويقول: "اليوم البتول تلد الفائق الجوهر والأرض تقرب المغارة لغير المقترب إليه الملائكة مع الرعاة يمجدون والمجوس مع الكوكب فى الطريق سائرون لأن من أجلنا ولد صبياً جديداً الإله الذى قبل الدهور".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة