لم يكن يدرك هذا الصبى الصغير الذى لم يتجاوز عمرة الثانية عشر أنه سيكون ضحية الفقر والجهل والإهمال الطبى لتتحول حيانه إلى جحيم ويفقد نور بصرة منذ 8 سنوات بعد أن فشل الأطباء فى تشخيص حالته ليتحول إلى كفيف يعيش داخل سجن من الظلام الدامس، ويبحث عن أمل فى إجراء جراحة عاجلة قد تكون صعبة، لكنها الأمل الوحيد الذى لا ينقطع فى إعادة نور الحياة إلية لعيش حياة طبيعية.
البداية عندما أصيب حسام رضا فتحى حسن الطالب بالصف الثانى الإعدادى من مدينة ميت أبو غالب بمحافظة دمياط بارتفاع فى درجة الحرارة والسخونة الشديدة التى أرقدته طريح الفراش ونتيجة الفقر وجهل أسرته ظل الصبى يعانى من الحمى وارتفاع الحرارة حتى تم نقله إلى مستشفى حميات دمياط التى قررت نقلة إلى مستشفى حميات العباسية، وتم تشخيص حالته بأنها التهاب سحائى ليدخل هذا الصبى فى غيبوبة لعدة أيام كانت كفيلة بإنهاء حياته أو إصابته بالشلل الرباعى، لكن إرادة الله ساقت إليه شخصا كان يتابع حالة ابنته التى تعالج بنفس المستشفى الذى قرر نقله إلى أحد أخصائى المخ والأعصاب على نفقته الخاصة، وإجراء جراحة عاجلة لسحب المياه من على المخ وتركيب صمام لتصريف مياه المخ، لكن كانت المفاجأة الصادمة وهى إصابة أعصاب الإبصار بالضمور لتتحول حياة الأسرة إلى جحيم بعد أن فقد الابن الأكبر نور بصره وتحول إلى كفيف يحتاج من يساعده بدلا من أن يكون عونا لوالده الذى يعمل عاملا بسيطا باليومية وأقعده مرض الدرن عن العمل، وأصبحت الأسرة تبحث عن المساعدة بين أهل الخير لتصريف أمور حياتهم والإنفاق على الأشقاء الثلاث.
لكن الصبى الذى مرت به الأيام والسنون حاول أن يتغلب على عجزه قدر إمكاناته واهتم بدراسته وغير مسار حياته الدراسية وانتقل إلى مدرسة النور والأمل بدمياط لينخرط مع زملائه من فاقدى البصر، واستطاع بمعاونة أساتذته وزملائه أن يجتاز مرحلة الدراسة الثانوية ويلتحق بكلية الآداب بجامعة دمياط قسم اجتماع ويواصل النجاح والتقدم حتى وصل إلى الفرقة الثالثة هذا العام، لكنه لم يفقد حلمه فى إعادة الإبصار ليرى نور الحياة، ولم يكف عن متابعة الأطباء والمتخصصين الذين أكدوا تقدم حالته وانخفاض كمية المياه على المخ ونصحوا بإجراء جراحة بأعصاب الإبصار، والتى تجرى حاليا فى ألمانيا وجورجيا، وبمساعدة أهل الخير وبعض الجمعيات الخيرية تم التواصل مع بعض المستشفيات فى جورجيا لتحديد مصير هذه الحالة، لكن الشوق إلى عودة نور الحياة دعا حسام إلى مناشدة الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة لمساعدته وإجراء العملية عل نفقة الدولة وتسهيل إجراءات السفر من أجل أسرته التى ليس لها دخل ولا عائل يساعدهم على الحياة بعيدا عن ذلة السؤال والحاجة.