ينتظر أكثر من 20 ألف عامل فى حوالى 30 مصنع إنتاج كتان بقرية شبرا ملس بمركز زفتى، تدخل اللواء أحمد ضيف صقر محافظة الغربية لحل أزمة عدم صدور قرارات لتراخيص تلك المصانع التى تجمع وتجهز مشتقات نبات الكتان فى القرية التى تعد الأكبر على مستوى الجمهورية فى إنتاج وزراعة الكتان وتصديره للخارج.
وتشهد قرية شبرا ملس التى تعتبر قلعة صناعة الكتان فى مصر والشرق الأوسط أزمات كارثية تهدد تلك الصناعة الهامة لمصر بأكملها، حيث أن الإهمال ووقف التراخيص بات أزمة حقيقية تهدد أسر أكثر من 20 ألف عامل فى تلك المصانع بالتشرد، والجميع ينتظر الخطوة الفاصلة من محافظ الغربية للتدخل وحل تلك الأزمة وإعادة الحياة للقرية والمصانع المهددة بالغلق.
قرية شبراملس بزفتى الغربية تنتظر قرارات ترخيص أكثر من 30 مصنع كتان
وناشد أهالى وأصحاب مصانع الكتان بقرية شبراملس الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، واللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية بالموافقة على تراخيص مصانع الكتان بشبراملس، والتى تعمل منذ 150 سنة وسرعة تنفيذ الإجراءات، حيث أن تشغيلها سيعود بمنفعه كبرى على مصر وزيادة العملة الصعبة للمحافظة من جديد.
فى هذا الصدد يقول ممدوح عبدالخالق سرحان أحد أصحاب مصانع الكتان بقرية شبراملس: 80٪ من محصول الكتان فى مصر تنتجه قرية شبراملس وتبلغ مساحة زراعة الكتان فى القرية 70 ألف فدان ينتج الفدان 5.5 طن، ويصل سعر الكتان إلي 15 ألف جنيه، بخلاف قيمة منتجات بذوره، التى تصل إلى 600 كيلو جرام، مؤكداً أن مصانع القرية مهدده بالغلق من قبل مجلس مدينة زفتى والوحده المحليه بالقرية.
أصحاب المصانع يناشدون المحافظ والحكومة بالتدخل لحل الأزمة
ووجه الحاج ممدوح عبدالخالق، استغاثة عاجلة للواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية، لإنقاذ القرية الأولى إنتاجاً وتصنيعاً وتصديراً للكتان فى مصر والشرق الأوسط بأكمله، مؤكداً على أن القرية تعتبر قلعة الكتان من عهد الفراعنة إلى زمننا، مطالباً المحافظ بضرورة الموافقة على تراخيص مصانع كتان القرية، حيث إنهم يدفعون الضرائب والتأمينات والمياه والكهرباء، وفى النهاية يكون مصير مصانعهم الغلق.
حل الأزمة يخدم 20 ألف عامل بالمهنة التاريخية
ويقول خالد عبدالعزيز الحوت أحد مصدري مشتقات الكتان، أن الكتان له فوائد كثيرة وهامة للجميع، فبذرة الكتان تستعمل فى نقص الوزن (الريجيم) وأيضاً علاج للشعر، أما عود الكتان فيستخدم فى صناعات كثيرة مثل الملابس والدهانات والخشب الحبيبي وأدوات السباكة، مؤكداً أن قيمة تصدير طن الألياف المعروفة بشعر الكتان الخام تبلغ 20 ألف جنيه، ويتم استيراده مرة أخرى بعد غزله بـ 60 ألف دولار.
القرية تدر علي الدولة مليار و300 مليون جنيه سنوياً من محصول الكتان
ويضيف خالد عبد العزيز الحوت لـ"اليوم السابع"، أن 40٪ من زيت بذر الكتان به نسبة عالية من أوميجا 3 و22٪ بروتينات و4٪ معادن، و10 جرامات يتم تناولها من بذور الكتان قد تساعد المرأة على الحمل والإنجاب، حيث أنه للكتان المصرى استخدامات لا حصر لها منذ زراعته على يد الفراعنة قبل آلاف السنين وإستعان القدماء المصريون بمنتجات الكتان فى الكثير من الاستخدامات التى لم تقتصر على الملابس فقط، وإنما استخدموه أيضا فى صناعة حبال من الكتان لرفع الصخور التى أقاموا بها مبانيهم، والأشرطة التى تلف حول مومياوات الفراعنة المصنوعة من الكتان لحفظ المومياوات بعد إتمام عملية التحنيط التى اشتهر بها المصريون فى ذلك الوقت.
محصول الكتان يجلب لمصر العملة الصعبة من التصدر للخارج
وأكد ابن قرية شبرامليس، أن نبات الكتان يعد من أقدم النباتات المستخدمة فى الصناعة، حيث يتم استخراج الزيت والألياف منه، ويُستخدم ساق نبات الكتان فى الحصول على الألياف التى تكون على شكل حزم، ومن المعروف أنّ اللون الطبيعى للكتان يكون مائلًا للصفرة وأحيانًا مائلًا للرمادى أو الأخضر، وتدخل ألياف الكتان فى صناعة الأنسجة والأغطية وأقمشة الخيام، والأكياس القماشية وصناعة الملابس والحقائب، أما بذور الكتان" فيستخرج منها زيت الكتان والمعروف باسم الزيت الحار كما هو معروف فى بعض دول شمال إفريقيا، فهو زيت يستخدم فى الطعام ويستخدم فى الطبخ والصيدلة والطب، لكونه غذاء صحيا غنيّا بالدّهون المفيدة والفيتامينات.
ويؤكد ماجد السعيد دنيا صاحب مصنع كتان من قرية شبراملس، أن القرية بها حوالي 30 مصنع كتان يعمل فيها أكثر من 20 ألف عامل بمختلف دورات الكتان من الزرع والقلع والتحميل والتصنيع، موضحاً أن كل عامل لديه أسرة ينفق عليها جراء العمل في الكتان، قائلاً: "ألا يوجد مسئول رشيد في حكومتنا يساعد على تراخيص المصانع وينقذ كل هذه الأسر من خراب بيوتهم وتشريد أسرهم".
ويضيف ماجد السعيد لـ"اليوم السابع"، أن مشتقات الكتان قرية شبراملس تفيد الدولة سنوياً بحوالي مليار و300 مليون جنيه، وتدر عائدا كببرا من النقد الأجنبي نظير التصنيع والتصدير منذ عشرات السنين، وما زال التصنيع والتصدير قائماً حتى الآن، مناشداً الجميع بالوقوف في صف أصحاب المصانع بضرورة إصدار قرارات بتراخيص مصانعهم لكي ينعموا بحياة هادئة دون الخوف من الغلق والتهديدات المتكررة من مجلس مدينة زفتي والوحدة المحلية للقرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة