بأزمات مفتوحة وتهديدات بحرب نووية قادرة على تغيير ملامح كوكب الأرض وما يحويه من خرائط وحدود ومحيطات، واصلت كلاً من كوريا الشمالية والجنوبية وواشنطن التصعيد المتبادل على مدار أكثر من عام مدفوعين بالحروب الكلامية التى يقف فى صدارتها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وزعيم بيونج يانج، كيم جونج أون، إلا أن بادرة حوار نادر بين الأطراف المتنازعة ظهرت فى الأفق فى الأيام الأولى للعام الجديد، ليس عبر وساطة إقليمية أو مفاوضات سلام، أو بادرة تنازل .. وإنما من عالم الرياضة.
وللمرة الأولى منذ عامين تتفق الكوريتين الشمالية و الجنوبية على إجراء مناقشات، حيث من المقرر أن يعقد اللقاء الأول من نوعه منذ ديسمبر 2015، الثلاثاء المقبل، فى قرية "بانمونجوم" الحدودية التى وقع فيها وقف إطلاق النار فى الحرب الكورية "1950-1953" كما اتفقت واشنطن وسول من جهة أخرى على تأجيل مناوراتهما العسكرية السنوية، والتى كانت تؤدى فى كل مرة إلى تفاقم التوترات فى شبه الجزيرة الكورية، إلى ما بعد دورة الألعاب الأولمبية.
كما عرضت كوريا الجنوبية إرسال وفد يضم خمسة مسؤولين بقيادة وزير التوحيد "تشو ميونج-جيون" إلى المحادثات، وأعلنت وزارة التوحيد فى سول أمس السبت، أن 4 مسؤولين آخرين بينهم نائبى وزيرين "أحدهما مسؤول عن الرياضة"، سيرافقان وزير التوحيد.
وبتناقض صريح من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى كانت تصريحاته عدائية دائما تجاه الزعيم الكورى الشمالية، إلا أنه قال "أنا أؤمن على الدوام بالمحادثات"، ردا على سؤال أحد الصحفيين حول إذا كان سيجرى محادثة هاتفية مع الرئيس الكورى الشمالى.
وأضاف الرئيس الأمريكى "سأفعل ذلك بالطبع، ليست لدى أدنى مشكلة فى ذلك"، مشيراً بالوقت ذاته، إلى أن هذا لا يمكن ان يتم بدون شروط مسبقة.
ورحب ترامب بمؤشرات التهدئة فى شبه الجزيرة الكورية، ومن بينها المشاركة المرجحة لكوريا الشمالية بدورة الألعاب الأولمبية الشتوية بكوريا الشمالية، وأعرب الرئيس الأمريكى عن أمله بأن تتخطى المحادثات المرتقبة بين الكوريتين الإطار الرياضى.
وكان مسؤول أولمبى كورى شمالى كبير قد صرح فى وقت سابق من يوم أمس، إن بلاده ستشارك فى دورة الألعاب هذه، وهو ما يشكل مؤشراً جديداً لاستئناف العلاقات الطبيعية الذى بدأ أخيراً فى شبه الجزيرة الكورية.
كما أوعز الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون، فى خطاب لشعبه، بتهيئة كافة الظروف اللازمة لتحسين العلاقات مع كوريا الجنوبية.
وأفادت بذلك وكالة الأنباء الكورية الشمالية، وقالت: "أوضح زعيم الدولة بدقة ضرورة الالتزام بشكل صارم بالسياسة التى تسمح بتحقيق قفزة فى مجال الوحدة، التى يجب أن تطغى على كل الأمور الأخرى".
وشدد كيم جونج أون على عدم استرجاع الماضى، ودعا بدلا من ذلك إلى تحسين العلاقات والاتصالات بين الشمال والجنوب.
وقالت الوكالة الكورية الشمالية فى بيان سابق لها، إن الوقت قد حان لتوحيد جهود الشعب الكورى لوقف تصاعد التوتر فى شبه الجزيرة الكورية، ونوهت بأن "الحديث يجرى ليس فقط عن تطبيع العلاقات بين الكوريتين بل أيضا عن المصالحة بين الأمة وعن توحيدها الطوعى".
وأضاف البيان، أنه وعلى الرغم من تصريحات الجانب الجنوبى حول الحاجة إلى تحسين العلاقات إلا أن المحافظة على الاتصالات والتعاون بين الشمال والجنوب، يصطدم بوجود تحفظات مختلفة غير مناسبة، وكذلك بعض الإجراءات القانونية والسياسية".
وكان الزعيم الكورى الشمالى قد أوعز يوم 3 يناير ببدء المفاوضات مع الجنوب بواسطة قناة الاتصال الخاصة فى المنطقة المنزوعة السلاح فى بانمونجوم، كما أعربت بيونج يانج عن رغبتها فى بدء مفاوضات حول مشاركة فريق كوريا الشمالية فى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التى ستجرى فى كوريا الجنوبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة