قال البابا تواضروس، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، إن 2018 تشهد 3 مناسبات كبرى للكنيسة، الأولى منها مرور 50 عاما على ظهور السيدة العذراء فى الزيتون، والذى حدث فى 2 إبريل 1968، حيث أراد الله أن يحدث نوعا من الطمأنينة للمصريين بعد نكسة 67، وظلت تظهر العذراء على مدار عامين.
وأضاف البابا تواضروس، خلال حواره مع الفنانة إسعاد يونس، ببرنامج "صاحبة السعادة" عبر قناة CBC، أن الحدث الثانى بعام 2018 هو وضع حجر أساس كاتدرائية العباسية من قبل الرئيس جمال عبد الناصر، وشهد هذا اليوم آنذاك احتفالا كبيرا باعتبارها أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط.
أما الحدث الثالث الاحتفال بمرور 100 عام على بداية تأسيس مدارس الأحد، وهى عبارة عن تجميع للأطفال لتعليمهم مبادئ من الإنجيل، من أجل مساعدتهم على التربية فى المنزل.
وقال البابا تواضروس تعليقاً على كاتدرائية العاصمة الإدارية الجديدة: "حاجة مبهرة جداً"، مشيراً إلى أنه لم يكن لديهم معرفة بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لكنيسة الكاتدرائية فى عام 2015، لأنه كان فى زيارة للكويت، ثم فاجأهم بالزيارة.
وأضاف البابا، أن وجود الرئيس لأول مرة داخل الكنيسة فى ليلة العيد، هنأ فيها كل المصريين بكلمات عذبة، وكانت الزيارة 12 دقيقة، لكن آثارها وكلماتها أثرت فى أمم وشعوب، موضحاً أن العمل الجيد خاصة من المسئولين ينعكس على كل الشعب.
وأوضح أن الزيارة تكررت لعامين، وفى العام الماضى كانت زيارة جميلة وأعلن مفاجأة عن مشروع إنشاء مسجد وكنيسة بالعاصمة الإدارية الجديد وقال :"السنة الجاية بإذن الله هنصلى فيها".
وقال البابا تواضروس إنه فى شبابه كان يلعب كرة سلة، كما لعب فى الصف الأول الإعدادى كرة قدم، فى أول يوم دراسة، مشيراً إلى أنه كان قد حصل على ساعة هدية نجاحه فى الابتدائية وعندما لعب كرة القدم، تهشمت ساعته، مما جعله يتجنب لعب الكرة.
وأضاف أنه من المهم جداً أن يكون للإنسان هوايات ولا يكون لديه أوقات فراغ، مشيراً إلى أنه يحب الفنانين عادل إمام وفؤاد المهندس ونجيب الريحانى وهانى رمزى ومحمد عوض.
وأشار البابا تواضروس، إلى أنه يحب روح المرح بصفة عامة، والشخص الممتلئ بالمعرفة، بالإضافة إلى أنه كان يحب هوايات المراسلة، موضحاً أنه راسل نيل أرمسترونج أول رائد فضاء يمشى على سطح القمر.
وذكر أن مشروع العاصمة الإدارية ضخم جداً، والعمل كبير جداً، مما يمثل صورة رائعة لمصر، مؤكداً أن مصر تستحق ذلك، فكانت كل الحضارات موجودة فيها، فهنا بلاد كنا نعبد ربنا فيها قبل اكتشاف أمريكا وأستراليا.
وكشف البابا تواضروس عن الإفطار الذى يتناوله بعد الصيام، موضحاً أنه فى صيام الميلاد يُسمح فيه بتناول السمك، ولكن فى الصيام الكبير "55 يوما" ليس مسموحاً بتناول السمك، فبعد صيام الميلاد يتم تناول أى شىء دافئ أو جبن أو لحوم بسيطة، ولكن فى الصيام الكبير يجب الحرص، لأنه صيام تقشفى.
وأضاف أن فرحة الأعياد الكبيرة تعلو على أى حزن أو ضعف أو تجربة نتعرض لها فى الوطن، موضحاً أن حدث ميلاد السيد المسيح هو أكبر حدث تجديد فى حياة الإنسانية.
وأضاف: "البشر تخلوا عن صفات الطفولة لذلك كل شىء أصبح معقدًا، ونتج عن ذلك التعقيد وانتشار الأمراض النفسية بشكل كبير".
وقال البابا تواضروس الثانى إن والده توفى وهو فى الإعدادية، وأحسن تربيتهم، وباعتباره الابن الكبير، كان والده يهتم بالخط وظل يوماً كاملاً يعلمه قواعد "الهمزة"، وشكل الحروف، وقال له:"كل حرف بتكتبه بتولده، وما تكتبش حرف معوق"، وكان يعلمه دروسا عن البريد والبنك والسكة الحديد.
وأضاف أن والده كان يعلمه سماع قراءة جلال معوض فى الإذاعة لمقال الراحل محمد حسنين هيكل، موضحاً أن ذلك فى مراحل الصف السادس الابتدائى والإعدادية، وكان يشرح له كلمات مثل الديمقراطية والشيوعية وغيرها.
وأشار البابا تواضروس الثانى، إلى أن والدته كانت الصغيرة لأخوتها الست أولاد، وكانت بعد وفاة والده تمثل له الأم والأب، واهتمت به وأختيه الفتاتين، وكانت والدته تهتم يومياً بالطعام الحلو، مردفاً: "بيتنا لم يخل يوما من حاجة حلوة، ووالدتى هوايتها تزويق التورتة".
وذكر البابا تواضروس، أن كل تعليمه حكومى فى المدارس والجامعة، موضحاً أنه تعلم النجارة فى الإعدادية، وكان سعيداً عندما أهدته أسرته "منشار" هدية، فى الثانوية العامة، موضحاً أنه تعلم التصوير نظرى، وتعلم عمل عصير الجوافة، معرباً عن حبه لفاكهة الجوافة، لأنه يجعله يشعر بأنه مصرى لأنها مصرية المنشأ، مثل عصير القصب.
وأشار البابا تواضروس إلى أن الرئيس السيسى شخص أوجده الله فى زمن صعب، ويضع فى قلبه مسئولية كبيرة جداً، وكان ممكن آخرين فى مكانه لم يستطيعوا تحمله، وهو يحمل أثقال مصر كلها، والقوى التى تعيقه عن مسيرته كثيرة".
وتابع: "نشكر الله باعتباره قائد عسكرى عنده الشهامة العسكرية والإصرار العسكرى، والضبط والربط العسكرى، وعنده قدرة الإيمان العالية، وفى كل مرة يتكلم لازم يذكر اسم الله، والمسئول عندما يشعر بالمخافة الإلهية فهذا يعنى أنه يسير فى طريق صحيح".
وذكر أن الرئيس السيسى فى السنوات القليلة المسئول فيها أنجز إنجازات عظيمة، مقدماً التحية وكل التقدير له، مردفاً: "ربنا يديله الصحة والفكر والقوة".
من ناحية أخرى، استطرد :"أرجو أن يكون لأمريكا دور إيجابى، وعندما تم اختيار ترامب، استشعرنا تغيير كبير عن الرئيس الذى سبقه، ونتمنى أن يكون سلوكيات الإدارة الأمريكية فى الشرق الأوسط عاقلة وتؤدى إلى سلام العالم".
وفى رسالته للشعب المصرى قال: "أفرح بانتمائى للشعب المصرى، وانتمائى لمصر واعتزازى بها، وأشعر بذلك فى كل الدول التى زرتها، ومصر لها كيان وحضور واهتمام عند الآخرين يفوق الوصف، نحن فى وطن محظوظ تاريخاً وحضارة وفكراً وتنوعاً وثقافة، وفى كل شىء، وأقول للشعب، من فضلكم اجتهدوا وكل الشعب يشترك فى بناء مصر التى نحلم بها من أجل أجيالنا وأجيال أولادنا، مصر تحتاج جدية فى العمل، وأن ننظر للصالح العام، ولا ينظر الإنسان لنفسه فقط، ومصر تاريخها الطويل يشهد أنها بلاد ناجحة ولن تنكسر".
وفى كلمته للاعب محمد صلاح: "الرياضة فن، والأهداف التى يحققها ساحرة، يسمونه فرعون الكرة المصرية، وهو صورة حلوة للمصريين".
وعن الدكتور مجدى يعقوب، قال البابا تواضروس: "إنسان فاضل، وإنسان مصرى، مصر تعيش بداخله وفى قلبه، وأحييه تحية خاصة لاختياره أسوان لمركزه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة