الحل فى علاج إدمان الإنترنت.. كيف تحولت مواقع التواصل لأدوات دمار للعلاقات الاجتماعية

الإثنين، 08 يناير 2018 09:00 م
الحل فى علاج إدمان الإنترنت.. كيف تحولت مواقع التواصل لأدوات دمار للعلاقات الاجتماعية إدمان الإنترنت أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مواقع افتراضية تحمل شعار " ضحك ولعب وجد وحب"، هو العالم الافتراضى الذى صنعه معظم الأشخاص وخاصة الشباب لأنفسهم ليقضوا فيه معظم يومهم.

هذه المواقع استطاعت أن تجعلك سجينا محاصرا داخل هذا العالم الذى تتسابق عليه إلى أن يصل الأمر بك إلى حد الإدمان لتصبح خارج نطاق العلاقات الأسرية الحقيقية، يجمعكم سقف واحد ولكن كل شخص غريب فى بيته مشغول بعالمه الخاص، بين لايك وكومنت وأحاديث كتابية بعضها جادة والأخرى فكاهية، وضياع وقت كثير بين الأصدقاء الذى تبنى معهم علاقات خلف شاشة الجهاز،  تقضى أكبر قدر من وقتك.

 ولكن السؤال هنا: ما هى نتائج التوغل فى عالم مواقع التواصل الاجتماعى بعيدا عن علاقاتك الأسرية؟ وما هى الأضرار الجسيمة التى تلحق بهذه العلاقات؟

 

مواقع التواصل تؤثر على علاقات الأبناء الاجتماعية بالأسرة

 

توصلت نتائج دراسة  تحمل عنوان" تأثير شبكات التواصل الاجتماعى على العلاقات الاجتماعية للأسرة" وهدفها التعرف على أثر استخدام أفراد الأسرة المصرية للتكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتهاعبر شبكة الإنترنت، إلى أن استخدام الأبناء لبعض مواقع التواصل الاجتماعى قد يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية بالأسرة .

ـ تؤثر مواقع التواصل الاجتماعى على العلاقات العاطفية  وتسبب الطلاق
 

وعن دور مواقع التواصل الاجتماعى فى التفكك الأسرى،  أظهرت دراسة حديثة قام بها باحثون من جامعة بوسطن الأمريكية،  أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعى يمكن أن يتسبب بالفوضى فى العلاقات العاطفية، حيث كشف الباحثون عن وجود علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعى ك "الفيس بوك" و"تويتر" والمشاكل الاجتماعية المتعلقة بالطلاق والعلاقات العاطفية ، لافتة أن الغيرة التى يسببها "فيسبوك"، تزيد من المشاكل والمشادات بين الأزواج فى جميع الأعمار .

وأظهرت نتائج دراسات أخرى أجراها الدكتور " روسل كلايتون" من جامعة "ميسورى"، وأساتذة بجامعة بوسطن الأمريكية ، وشملت الدراسة مستخدمى فيسبوك الذى يتراوح أعمارهم بين 18 و82 سنة، أن استخدام فيسبوك، كان مؤشرا كبيرا على ارتفاع معدل الطلاق بين الزوجين وتزايد معدل المشاكل بينهما  .

ـ إدمان مواقع التواصل الاجتماعى يزيد من الخلافات الزوجية
 

وفى المجال نفسه كشفت العديد من الدراسات عن أن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعى يزيد نسبة الخلافات الزوجية، وتؤكد إمكانية تطور هذه الخلافات بسبب إدمان التكنولوجيا بما يتسبب فى انفصال الزوجين.

 

"أخصائى العلاج النفسى": مواقع التواصل تخلق جوا صامتا 
 

قالت الدكتورة أسماء عبد العظيم، أخصائى العلاج النفسى، "لليوم السابع" أن مواقع التواصل الاجتماعى بمغرياتها وعروضها استطاعت إبهار عدد كبير من الأشخاص وقصرت المسافات بينهم بشكل من أشكال التواصل يمكن أن نطلق عليه " التواصل الصامت "، وعلقت على صاحب الفكرة قائلة:"  قيل عن مارك صاحب هذه التقنية والذى دشن فكرة " الفيس بوك" أنه شخص انطوائى ورغم ذلك قام بخلق موقع للتواصل من خلف حجاب، وشجع الأشخاص على التواصل فى صمت مما قلل من لغة الحوار بإمكانية استخدام وسيلة  يمكن استسهالها اجتماعيا" .

 

التقنية الحديثة لها دور فى غياب لغة الحوار والتستر خلفها لاستغلال السىء
 

وعن أضرار استخدام مواقع التواصل الاجتماعى على العلاقات الأسرية، أوضحت أن استخدام هذه التقنية الحديثة قلل من التفاعل والحوارات الحقيقية بين الأهل والأصدقاء والأزواج، وأدت إلى غياب لغة الحوار والتفاعل بينهم، وأضافت قائلة: " إن هذه التكنولوجيا الحديثة ساهمت فى أن يكون لها دور كبير فى الخيانة الزوجية من قبل أشخاص يعتقدون أن الخيانة هى التى تتم بشكل صريح فقط، وأن ما يقوم به على مواقع التواصل هو شكل من أشكال التسلية ولا يمكن اعتبارها نوعا من أنواع الخيانة لأنها مختبئة خلف قناع وتجعلهم يشعرون بالأمان لأن هذه التقنية مختبئة ولا يمكن لأحد الاطلاع عليها".

وألقت الضوء على الخطورة الناتجة عن إقامة صداقات والدخول على جروبات على مواقع التواصل بأنها تؤدى إلى الوقوع فى بعض الكوارث من قبل الباحثين عن المتعة والأمان والحنان، مختبئين خلف هذه الوسيلة الصامتة.

.. الترابط الأسرى يتحقق بمعالجة إدمان الإنترنت وحل المشاكل بدلا من الهروب خلف اللغة الصامتة
 

أما عن كيفية عودة الترابط الأسرى التى أفسدتها هذه التقنية الحديثة، فقالت عبد العظيم،" لابد أن نعالج الإدمان، عن طريق إقامة جلسات معرفية وسلوكية لدى الأزواج لمعالجة مدمنى الإنترنت، وعمل جلسات إرشادية أسرية نعيد من خلالها لغة الحوار بين الأزواج، وتغيير مفاهيمنا عن مواقع التواصل بأنها ليست سوق للأمان والمتعة وتعويض حالات النقص فى الاشباع العاطفى والأمان، ولكن علينا معرفة الأسباب الخفية خلف مشاكلنا ونحاول حلها من خلال وقفة جدية، وأنه يجب على الأزواج الوضوح مع أنفسهم والتقريب من بعضهم بدلا من الانشغال بمواقع خلف قطعة حديدية تعمل على الاغتراب والعزلة " .

 

وأضافت أن السبب وراء انشغال الشباب بهذه التقنية هو الشعور بالفراغ، ولذلك يمكن أن نقضى على هذه المشكلة عن طريق توجيه الشباب للعمل وتغيير ثقافتهم وتوسيع طاقتهم الرياضية وقوتهم البدنية ويقع على الدولة الدور الرئيسى فى توفير هذه الدواعى، لأن الشباب لديهم قوة جسدية وعقلية إذا تم استثمارها ستصبح عنصر بناء فى المجتمع بدل من استخدامهم كعناصر هدامة .

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة