"نار وغضب"، لم تكن تلك الجملة مثالية فقط لعنوان الكتاب الصادر حول الإدارة الأمريكية، عن الكتاب الصحفى الشهير، مايكل وولف، بل كانت وصفًا جماليًا أيضًا لمحتوى الكتاب وما أثاره من ردة فعل، فكان الكتاب المثير للجدل كالنار التى أشعلت غضب وضجة فى مختلف الأوساط العالمية وليست الأمريكية فقط.
وأبرز ما أثير حول تسريبات كتاب "نار وغضب"، من قبل حتى طرحه للبيع على الإنترنت، خلال الأيام الماضية، ليتصدر قائمة أكثر الكتب مبيعًا عبر الإنترنت، الهجوم الذى تبناه الكاتب ضد شخص الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بشكل مباشر، الأمر الذى أثار جنون "ترامب" شخصيًا، ليرد عليه، "فى الواقع أكبر نعمتين فى حياتى، رجاحة العقل وشدة الذكاء"، وتابع "من رجل أعمال ناجح جدا أصبحت نجما تلفزيونيا لامعا، ثم رئيسا للولايات المتحدة (من محاولتى الأولى)، أعتقد أن هذا يؤهل المرء لا أن يكون ذكيا بل عبقريا وراجح العقل جدا".
ولما كان للكتاب من صدى عالمى، فتناول الكاتب البريطانى، ديفيد هيرست، فى مقال تحليلى - نشرته شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية - بعض ما ورد فى كتاب "نار وغضب"، الذى نشر أسرارًا لأول مرة عن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وإدارته، وأسرته، حيث تناول الكتاب - الذى بنى على أكثر من 200 مقابلة - أشياء كثيرة منها الطموح السرى لـ"إيفانكا ترامب"، فى الرئاسة، والاحترام الذى يكنه ترامب، لقطب الإعلام مردوخ، وهو الاحترام الذى لا يبدو متبادلًا، كاشفا فى الوقت ذاته، أن فوز ترامب بالرئاسة كان السبب فى "ارتباكه"، كما أنه لم يكن مستمتعًا بمراسم أداء اليمين، فضلًا عن شعوره بالفزع من البيت الأبيض.
بداية نهاية الإمبراطورية الأمريكية على يد "ترامب"
وبرأى هيرست، فإن كرة النار والغضب المتمثلة فى ترامب تقدم للعالم خدمة، إذ تفرض على العالم إعادة التفكير فى نظام دولى بدون الولايات المتحدة الأمريكية، وكتب هيرست، أن مؤلف الكتاب مايكل وولف، رسم صورة ذكية واستصدر غلاف كتالوج كاملًا من الأدلة الدامغة على ترامب وإدارته، وحسب ما توصل إليه "هيرست"، بعد قراءته للكتاب، فقد خلص إلى بداية نهاية الإمبراطورية الأمريكية على يد ترامب، منوهًا بأن هذا ما يحدث الآن فى واشنطن، ومن هنا شدد هيرست على بعض النقاط الرئيسية فى الكتاب.
ترامب يحب الأشياء الكبيرة والصور الكبيرة وغير مؤهل
و"ترامب"، برأى الكاتب البريطانى، غير مؤهل لحكم البلاد فهو مغرم بالأسماء الكبيرة، يحب الصور الكبيرة وليست لديه القدرة على البت بأمر، وهو مسكون بالإعلام والصور، إنه "مغرم حرفيًا بالصور الكبيرة، يحب أن يراها، يحب أن يرى الأثر المترتب عليها، أشياء كبيرة، نحتاج إلى أشياء كبيرة"، هذا ما كان ينطق به فى كثير من الأحيان وهو يهتاج غضبًا، "هذا ليس شيئًا كبيرًا، أحتاج إلى شئ كبير، أحضروا لى شيئًا كبيرًا، هل تفهمون ماذا يعنى أن يكون الشئ كبيرًا؟"، وبهذا الشكل حل على الشرق الأوسط عقل "ترامب"، الضجر والمتذمر والفارغ تمامًا، فهو دائم العبارة، من الذى يملك السلطة والنفوذ؟ أعطونى رقم هاتفه".
الرعب بات يدب فى حلفاء أمريكا
وتابع هيرست، أن الرعب بات يدب فى حلفاء أمريكا لمدى عطالة وانعدام قدرة الرجل الذى يدير البيت الأبيض، فأول ما سيخطر ببال الزعماء الأجانب الذين يعتمدون على علاقات بلادهم العسكرية أو الاقتصادية مع الولايات المتحدة، هو أن ينأوا بأنفسهم قدر ما يستطيعون ويبتعدوا ما وجدوا إلى ذلك سبيلًا عن هذا الرجل الحارق لذاته، هذا الخاسر المتربع داخل البيت الأبيض، حتى لو اعتبروا أن 20% مما أورده "وولف"، فى كتابه هو من اختيارات أو مبالغات كبير الاستراتيجيين ستيف بانون، فإن الـ80% الباقية سيقال إنها مدمرة، حسب "هيرست".
فشل فى الشرق الأوسط.. ترامب شخص مدمر
ويقول "هيرست"، "لقد انتهت فكرة ترامب الكبرى لتحقيق نجاح خارق فى الشرق الأوسط قبل أن تبدأ برأى الكاتب، فإدارته ستقطع الخيط الأخير مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس، الطرف الوحيد الذى يمكن التفاهم معه بسبب قرار القدس، ولم يكن سحب التمويل الذى تقدمه الولايات المتحدة إلى منظمة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إلا البداية".
وأضاف "حتى بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، هو الآخر الذى من المفروض أن يكون أكثر المستفيدين من ترامب، الذى ألهمه بضم المستوطنات المحيطة بالقدس، لابد أنه بدأ يراجع نفسه بشأن الضرر الذى يمكن أن يسببه له ترامب، لن يكون باستطاعة دولة إسرائيل الاستمرار بهدوء فى توسيع حدودها أكثر فأكثر داخل الضفة الغربية إذا ما سحب البساط المالى من تحت أقدام السلطة الفلسطينية".
وبنفس الطريقة، لا بد أن تساور القوى الأوروبية التى ساعدت فى التفاوض على صفقة النووى مع إيران، هموم ثقيلة حول ما لدى ترامب من إمكانية لتحطيم ذلك الإنجاز النادر فى مجال السياسة الخارجية لأى إدارة أمريكية سابقة.
عدد الردود 0
بواسطة:
Sam
لا الا هنا ولا الا هناك
قال تعالى: إنا امرنا اذا أردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا صدق الله العظيم