هناك صراع دائم بين الاتجاه المحافظ داخل الولايات المتحدة الأمريكية وبين شركات التكنولوجيا فى وادى السيلكون، وهو الأمر الذى يجعل هناك مشكلات مستمرة بين الطرفين واتهامات متبادلة، وحديثا تم تصعيد الأمر للمحاكم.
جوجل وتويتر
إذ قدم "جيمس دامور" وهو مهندس سابق بشركة جوجل تم طرده من العمل بعد كتابة مذكرة مثيرة للجدل حول التنوع داخل الشركة، دعوى قضائية ضد عملاق التكنولوجيا، واتهم جوجل بأنها غير متسامحة تجاه المحافظين فى الشركة، إذ ادعى "دامورى" أن الموظفين البيض من الاتجاه المحافظ منبوذين داخل الشركة وتتم معاقبتهم بشكل أكبر من غيرهم.
تتضمن الدعوى القضائية رسالة من "راشيل ويتستون"، التى كانت بمثابة أحد كبار المسئولين التنفيذيين فى جوجل، كتبتها عام 2014 وتشكو فيها من الخطاب السياسى "المتحيز والمضاد" فى الشركة التكنولوجية العملاقة، وإلى أى مدى يوجد مشكلات لدى الموظفين من هذا الأمر.
وشغلت ويستون منصب نائب الرئيس الأول للاتصالات والسياسات العامة لعدة سنوات قبل الانتقال إلى شركة " أوبر".
جيمس دامور
ذكر موقع "إندبندنت" البريطانى أن الدعوى، قدمت أمس الاثنين 8 يناير، يدعى "دامور" خلالها أن عددا من مدراء جوجل وضعوا "قوائم سوداء" للموظفين المحافظين، وتتم معاملتهم بشكل عنصرى، كما أن هناك ادعاءات بأن جوجل تقوم بطرد الموظفين بناءً على اتجاهاتهم.
كما أن دعوى "دامورى" تدعى أن هناك تحيزا ثقافيا نحو تعزيز التنوع والعدالة الاجتماعية التى أدت إلى ظهور نوع جديد من العنصرية داخل الشركة، ويؤكد دامورى أن جهود جوجل لزيادة تمثيل المرأة والأقليات العرقية يعد تمييزا غير القانونى ضد الأغلبية.
وقال متحدث باسم جوجل فى بيان "نحن نتطلع إلى الدفاع ضد دعوى السيد دامور فى المحكم".
جدير بالذكر أن وزارة العمل الأمريكية اتهمت جوجل فى عام 2017 الماضى بالتمييز الشديد فى الأجور ضد المرأة، وهذا بعد أن قدمت مجموعة من النساء دعوى جماعية ضد جوجلتدعى فيها التمييز المنهجى فى الأجور مقارنة مع الرجال.
ناشط محافظ يقاضى تويتر
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، جاءت دعوى "دامورى" فى نفس اليوم الذى رفع فيه الناشط المحافظ "تشارلز جونسون" دعوى قضائية ضد تويتر لحظره من المنصة فى عام 2015، وهذه القضايا تمثل أحدث الدلائل على جهد واسع من جانب بعض المحافظين للطعن فى شركات نزاهة شركات التكنولوجيا، حيث تنصب جميعها على أساس أنها تفضل الليبرالية، ما يعكس الحساسيات السياسية السائدة فى وادى السيليكون.
تشارلز جونسون
ويزعم "جونسون" أن موقع تويتر انتهك حقه فى حرية التعبير عن طريق تعليق حسابه بشكل دائم بعد تغريدة سعى فيها لجمع الأموال لاتخاذ إجراءات ضد ناشط أسود اللون، وقدم الدعوى فى المحكمة العليا للدولة فى سان فرانسيسكو، حيث يقع المقر الرئيسى لشركة تويتر، وأكد جونسون فى الدعوى أن الدافع الحقيقى لتويتر فى حظره هو قمع الأصوات المحافظة على الإنترنت، وأن الشركة تتبع "قواعد غامضة وغير موضوعية" عند تعليق حسابات المستخدمين.
ورفض تويتر التعليق على الدعوى، يوم الاثنين، لكن المتحدث باسم الشركة قالت إنه يتم التصرف واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع المستخدمين من انتهاك شروط الخدمة، بما فى ذلك خطاب الكراهية أو أى خطاب يهدف إلى التحريض على العنف ضد الناس أو الجماعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة