سعى نحو تحقيق حلم الثراء السريع، ولم يبالى بالطريقة التى سيحقق بها ذلك، قانونية أو غير قانونية، مشروعة أو غير ذلك، لم يكن فى ذهنه سوى الأموال الطائلة التى سيجنيها من وراء فعلته، فقرر خيانة الأمانة الملقاة على عاتقه بحكم وظيفته، وعمله بأحد المصالح الحكومية، وقرر اختلاس أموال العملاء، إلا أن تلاعبه وتزويره لم يشفعا له، ولم يوفرا غطاء لحمايته، فسقط سريعاً فى يد أجهزة الأمن.
"م.ع" 36 عاماً موظف بمكتب بريد "غمازة" بدائرة قسم شرطة الصف، استغل وظيفته فى سرقة أموال العملاء، حيث اعتاد المتهم على مغافلة العملاء والمودعين، حينما يتسلم منهم دفتر الحساب، لوضع الأرباح السنوية، ويقوم بعملية صرف للمبالغ المالية المودعة بالدفاتر، واستخراج إيصالات بسحب تلك الأموال، والاستيلاء عليها لنفسه، مختاراً ضحاياه بعناية من كبار السن، حتى لا يلاحظوا فعلته.
المتهم "م.ع"، اختلس مبالغ مالية ضخمة تخطت 875 ألف جنيهاً، تنوعت ما بين مبالغ صغيرة وكبيرة، من حسابات العملات، وتسببت فعلته فى خسائر مالية كبير لجهة عمله، بلغت نحو 187 ألف جنيه، نتيجة سحب تلك المبالغ الضخمة من حسابات المودعين، وذلك لكون مكتب البريد يستثمر تلك الأموال فى مشروعات تدر دخلاً يدفع منه قيمة الفوائد للعملاء، وهو ما توقف نتيجة سحب ذلك المبلغ المالى الضخم.
وكالعادة ولأنه لا توجد جريمة كاملة، بدأت خيوط المؤامرة التى قادها الموظف تنكشف شيئاً فشيئاً، حتى انكشف أمره بشكل كامل، ما دفعه للانقطاع عن العمل هرباً من المساءلة القانونية، إلى أن تمكنت أجهزة الأمن من ضبطه، وأحيل للنيابة العامة التى باشرت التحقيقات معه، وقررت إحالته لمحكمة الجنايات لمحاكمته باتهامات اختلاس مال عام والتزوير فى أوراق رسمية، وتسلمت محكمة الاستئناف ملف القضية تمهيداً لتحديد جلسة لمحاكمته أمام قاضى الجنايات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة