هل من الممكن أن تكون قراءتك لكتاب ما سببا فى إنقاذك من الموت؟ ربما يبدو السؤال عبثيا، هذا ما لم يكن يتوقعه مؤلف الكتاب أو قارئ الكتاب نفسه، وهذا ما يخبرنا به الكاتب إدواردو جاليانو، حينما أخبره عضو فى الكونجرس المكسيكى أن كتابه "كرة القدم فى الشمس والظل" أنقذه من الموت.
فى كتاب "حياة الكتابة"، وهو مجموعة من المقالات المترجمة عن الكتابة، أعده وترجمه عبد الله الزماى، والصادر عن دار مسكيليانى للنشر، فى تونس، والصادر فى طبعته الأولى، عام 2018، يتحدث الكاتب الأوروجوايانى إدواردو غاليانو، يشير إلى أن عضوا سابقا فى الكونجرس، وهو المكسيكى فيكتور كوينتانا، بأن كتابه هذا أنقذ حياته من الموت.
وقصة إنقاذ عضو الكونجرس من الموت كما يرويها إدواردو غاليانو (3 سبتمبر 1940 - 13 أبريل 2015)، تتمثل فى أنه فى منتصف عام 1997، تم اختطاف فيكتور كوينتانا من قبل قتلة مأجورين، تم استئجارهم لمعاقبته على كشفه بعض الأعمال التى توصف بأنها قذرة، فما كان منهم إلا أن طرحوه أرضا وأوثقوا رباطه، وراحوا يركلونه حتى شارف على الموت، وقبل أن يجهزوا عليه برصاصة، بدؤوا النقاش حول كرة القدم.
وعلى الرغم من أن عضو الكونجرس فيكتور كوينتانا كان أقرب إلى الموت منه إلى الحياة، أدلى بدلوه فى النقاش. وانبرى يروى لهم قصصا عن كتاب "كرة القدم فى الشمس والظل"، ومع كل حكاية من صفحات هذا الكتاب، كانت ثمة دقائق تضاف إلى حياته. مر الوقت، والقصص تجئ وتمضى. وفى الأخير تركه القتلة، مضروبا ومحطما، لكنه حى، وبعدما انتهى عضو الكونجرس من حكاياته التى كان يسردها لهم من خلال قراءته للكتاب، قالوا له: "أنت فى مأمن"، وذهبوا بأسلحتهم إلى مكان آخر.
يشار إلى أن إدواردو غاليانو باحث وروائى وصحفى أوروغوايانى، ولد فى مونتيفيديو وترجمت كتبه إلى أكثر من عشرين لغة. قضى سنوات عديدة فى المنفى لأسباب سياسية فى إسبانيا والأرجنتين.
ساند إدواردو غاليانو الحركات المناهضة للعولمة بحضوره الفكرى ومشاركته فى مجلات عالمية وجرائد مثل لوموند ديبلوماتيك، وفى هذا العام مرت الذكرى الـ78 على ميلاده، كما مرت الذكرى الثالثة على رحيله.
من مؤلفات إدواردو غاليانو كتاب "شرايين أمريكا اللاتينية المفتوحة" وقد ترجم إلى أكثر من 20 لغة. ومن أشهر كتبه "ذاكرة النار"، "كتاب المعانقات"، "أفواه الزمن".
أما كتابه "كرة القدم فى الشمس والظل" فيقول إدواردو غاليانو: إن كرة القدم، هى مرآة للعالم. وهى تقدم ألف حكاية وحكاية مهمة. فيها المجد والاستغلال والحب والبؤس، وفيها يتبدى الصراع بين الحربة والخوف ونحن فى أوج ديانة السوق. انطلاقاً من أكثر من مئة مرجع، أعاد "غاليانو" إلى بؤرة الضوء حشداً كبيراً من الذكريات واللحظات الساحرة، تلك التى تنسينا أن كرة القدم الاحترافية "هى رهن بقوانين السوق".
"إنهم يلعبون اليوم من أجل الربح، أو لمنح الخصم من الربح، وهذا هو الأسوأ، ولكن يظهر على الدوام بين اللاعبين أناس يجعلون الوهم ممكناً".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة