برعاية "تنظيم الحمدين" القطرى الإرهابى، وبمؤامرة من دولة الاحتلال الإسرائيلى، لمنع التصعيد من جانب قطاع غزة ضدها، وافقت تل أبيب على دخول شحنات وقود قطرية إلى القطاع دون موافقة السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، فى تجاهل تام لدورها وتعزيزا للتواجد القطرى فى غزة لتحقيق مصالح إسرائيل.
وبدأت إسرائيل منذ أمس الثلاثاء، ضخ السولار القطرى إلى محطة الطاقة فى القطاع، حيث دخلت شاحنة سولار أولى عبر "معبر كرم أبو سالم"، ومن المتوقع دخول 5 شاحنات أخرى خلال الأيام المقبلة.
الوقود القطرى لغزة
وقال مسؤولون فلسطينيون لوسائل إعلام إسرائيلية، إن الخطوة تمت على عاتق الجانب الإسرائيلى ودون موافقة السلطة الوطنية الفلسطينية بضغط من الدوحة.
وستقوم إسرائيل بنقل السولار القطرى من أجل تشغيل محطة الطاقة فى غزة على مراحل، حيث ستزود الدوحة القطاع بنحو ربع مليون لتر للسولار، وتزيد هذه الكمية خدمة الكهرباء فى البيوت من 3 ساعات يومية إلى 6 حتى 8 ساعات، وذلك فى محاولة من النظام القطرى لامتصاص غضب سكان القطاع ضد تل أبيب ومنع أى مواجاهات تستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلى.
وقال مسئولون إسرائيليون مطلعون على قضية نقل السولار القطرى إلى غزة أن الخطوة ستنسق مع الأمم المتحدة، التى ستراقب أن تصل الشاحنات فى غزة إلى هدفها، ويأمل المسئولون أن لا يعوق موظفو السلطة فى الجانب الفلسطينى للمعبر مرور شاحنات السولار التى تمولها قطر.
نتانياهو
وذكرت صحف إسرائيلية، أن السلطة الفلسطينية قد منعت إدخال السولار إلى القطاع الأسبوع الماضى لأن التمويل القطرى، ومقداره 10 مليون دولار، لم يمر عبرها بصورة رسمية. وبلغ امتعاض السلطة من الخطوة حد الضغط على الشركة الإسرائيلى للطاقة، "باز"، والتهديد بإلغاء التعاقد معها فى حال قامت بنقل السولار.
وفى إطار تحايل دولة الاحتلال على السلطة الفلسطينية برعاية قطر، تبحث إسرائيل فى الوقت الراهن طرق لنقل الأموال إلى غزة لتجاوز العقوبات الفلسطينية، فواحدة من الخطط التى تدرسها الحكومة والجيش الإسرائيلى هى اقتطاع مبالغ من الضرائب التى تنقلها إسرائيل للسلطة، ونقلها إلى القطاع، فى حال قام رئيس السلطة بقطع التمويل لحكومة غزة كما توعد بمقدار 95 مليون دولار.
شاحنات الوقود القطرية
وقال مسئول فلسطينى لهيئة البث الإسرائيلى، إن السلطة ستقطع علاقاتها مع إسرائيل فى كل المجالات فى حال أقدمت على خطوة من هذا القبيل.
وفى أول نتائج التدخل القطرى فى غزة للحيلولة دون تعرض دولة الاحتلال لأى مناوشات من جانب القطاع، أفادت هيئة البث الإسرائيلى الإثنين الماضى، أن حركة حماس خفضت من سقف مطالبها مقابل تهدئة الأوضاع فى القطاع، بما فى ذلك وقف التظاهرات عند السياج الحدودى وإطلاق البالونات الحارقة نحو إسرائيل.
وفى السياق نفسه، قال رئيس الحكومة الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، مساء أمس الثلاثاء، إنه يسعى من أجل إيجاد حل للوضع فى غزة يعيد الهدوء والأمن متهما الرئيس الفلسطينى بخنق القطاع، على حد زعمه.
وقال نتنياهو، إن إسرائيل تسعى لتخفيف الأوضاع فى قطاع غزة لمنع التصعيد فى الحدود الجنوبية، مضيفا خلال مؤتمر صحفى "إننا نبحث عن حل يعيد الهدوء والأمن للمستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة – فى إشارة للمساعدات القطرية - إننا نعمل بحزم وقوة بين حين وحين لكى نمنع وقوع إصابات بالأرواح فى الجانب الإسرائيلى".
وتشير وسائل إعلام عبرية، إلى أن وقف تحويل مبلغ حوالى 96 مليون دولار الذى ترسله السلطة الفلسطينية شهريا إلى قطاع غزة قد يدفع حركة حماس نحو حرب جديدة مع إسرائيل.
وفى وقت سابق من الأسبوع الجارى، كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، أن قطر بدأت تحويل أموالا إلى قطاع غزة عبر إسرائيل بموافقة الولايات المتحدة والأمم المتحدة، فى تجاوز لمعارضة السلطة الفلسطينية.
وقالت إن إسرائيل تلقت عبر الأمم المتحدة أموالا قطرية لـ 6 أشهر من زيادة فى الوقود لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة فى القطاع – ما سيمكن توفير ساعات إضافية من الكهرباء .
وأفادت الصحيفة اللبنانية أيضا أن الأمم المتحدة سوف توفر أموالا لدفع أجور الموظفين الحكوميين فى غزة لثلاثة أشهر، وأن إسرائيل وافقت مبدئيا على توفير تصاريح لـ 5000 تاجر فى غزة لدخول أراضيها لإجراء الأعمال.
وتأمل إسرائيل أن يؤدى تخفيف نقص الكهرباء الحاد فى غزة إلى تراجع احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية شاملة فى القطاع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة