أكد المستشار الدينى لرئيس الجمهورية عضو مجلس النواب الدكتور أسامة الأزهرى أن الخطاب التكفيرى الصارخ حيثما وجد يوجد معه حتما بالتوازى وبنفس القوة الإلحاد ورفض فكرة الدين كليا.
وقال الأزهرى- فى ندوة بعنوان "تجديد الخطاب الدينى فى مواجهة الفكر المتطرف" عقدت اليوم الخميس، ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الأهرام الثقافى الذى تستضيفه جامعة البحرين- أن التيارات المتطرفة تستند إلى عدد من المفاهيم تختطف بها العقول وتخترقها، لافتا إلى أن تلك المفاهيم تستند على 5 ركائز أو قواسم مشتركة، فإذا انتشرت تلك الجرثومة يتحول الشاب من متدين إلى متطرف ثم تكفيرى فقاتل.
وأضاف الأزهرى أن هذه الركائز هى: الحاكمية أو التكفير، الجاهلية، الولاء والبراء، الفرقة الناجية، وحتمية الصدام، لافتا إلى أن بدايات كل التيارات المتطرفة من "الإخوان" إلى "داعش" تأتى من الحاكمية.
وأوضح أن كتاب "ظلال القرآن" لسيد قطب حين بدأ يرسخ لفكرة التكفير، خلص من أسس فكره إلى نظرية فى غاية الغرابة لم يصل فيها إلى تكفير الجيل المعاصر بل نقلها إلى جيل الآباء فكفرهم ثم إلى الأجداد فكفرهم، مشيرا إلى أن سيد قطب نقل التكفير إلى الجيل الماضى، حتى وصل إلى نظرية غريبة سماها "انقطاع الدين عن الوجود".
وقال الأزهري: "هذا الكلام الآثم هو الكلام نفسه الذى سمعناه فى الخطبة المشؤومة لزعيم "داعش" أبى بكر البغدادى والتى قال فيها أن "داعش" وجد بسبب انقطاع الدين عن الوجود".
وأضاف أن الفرد إذا استساغ فكرة التكفير والجاهلية وتحول إلى الولاء والبراء، وتحت هذه النقطة يتم تفكيك فكرة الوطن، ويتحول إلى حفنة تراب لا قيمة لها، وبعدها ينتقل الفرد إلى فكرة الفرقة الناجية ثم حتمية الصدام وهنا يتحول إلى قاتل يحمل السلاح.
وشدد الأزهرى على رفض أى فكر يؤدى إلى الصدام سواء من مدخل دينى أو فلسفى مثل "صراع الحضارات".
وقال: "هناك أمران لابد من إطفائهما: التطرف الدينى واللادينى، وأمران ينبغى صنعهما: تثبيت شخصية الإنسان والانطلاق لصناعة الحضارة، فغاية الإسلام وهدف الشريعة هو صناعة الحضارة".
وأضاف أن "تجديد الخطاب الدينى، هو دعوة وصرخة للخروج من الفرض الضيق المتمثل فى محاربة الإرهاب والتطرف وإنجاز هذه المهمة حتى ننطلق إلى صناعة الحضارة".