اطلع الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمس، على النسخة الألمانية من كتاب "كلمات القائد.. الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان"، والذى أطلقته دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبى فى جناحها المشارك بمعرض فرانكفورت للكتاب.
وأطلقت الدائرة سلسلة من الترجمات من الكتاب بمناسبة الذكرى المئوية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، وتزامناً مع "عام زايد"، ويضم الكتاب مختارات من أقوال الوالد المؤسس مترجمة بالألمانية، وسبق إصدار الكتاب باللغات العربية، والإنجليزية، والفرنسية، وستصدر طبعات لاحقة باللغات الإسبانية والصينية والروسية والهندية.
وبهذه المناسبة قال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبى، "يعد إصدار كتاب "كلمات القائد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان" باللغة الألمانية أحد المبادرات التى نكرس من خلالها فكر الشيخ زايد على المستوى الدولى، خاصة أن إطلاق هذه الطبعة تم فى أكبر معرض دولى للكتاب فى العالم، وذلك ضمن خطة للترويج للإرث الغنى للوالد المؤسس على نطاق واسع، فقد ترك الشيخ زايد أثراً عميقاً من خلال تأسيسه للدولة على أسس الحكمة والتحاور ومد جسور التعاون مع شعوب العالم، ما جعل من دولة الإمارات دولة رائدة فى بناء الإنسان والعمل الدولى المشترك".
من جهته قال عبد الله ماجد آل على، المدير التنفيذى بالإنابة لقطاع دار الكتب فى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبى، "قدم الشيخ زايد، نموذجاً للقائد الفذ صاحب الرؤية الثاقبة فى إدارة الدولة وبناء الإنسان، وعمل طوال حياته على تكريس قيم التنمية والرفاه والعمل الخيرى والتعاون الدولى، ما جعل دولة الإمارات فى مقدمة الدول المؤثرة فى محيطها وعلى الصعيد الدولى أيضا، ومساهمة منا فى نقل تجربته الإنسانية العميقة إلى الآخرين عملنا على إصدار كتاب يجمع أقواله بعدة لغات حية، وذلك احتفاءً بإرثه الخالد وترويجاً لفكره المستنير بلغات العالم".
ويرصد الكتاب العديد من الخطب والتصريحات التى قالها الشيخ زايد، حيث كان يركز على أسس الحكم الصحيح، فهو فى نظره سر نجاح الدولة باعتبارها كياناً يخدم الشعب ويقوده ويعزّز مطامحه، واستخدم تعبير "المسؤول فى خدمة المواطن "كصيغة أخلاقية لصورة الموظف الصالح والمسؤول النبيل، ومنه أسس لمبدأ المواطنة داعياً إلى الاستخدام الصحيح والخيِّر للثروات، وإلى الانفتاح على العلوم الحديثة.
تكشف الأقوال المختارة فى الكتاب عن عمق تفكير الشيخ زايد وتنوع رؤيته وسعة أفقه. فتراه فى خطب عديدة يعطى الشباب اهتماماً دائباً وعميقاً، فهم فى نظره أساس المستقبل ومفتاح النجاح، كما كان يدعو بحكمة وتبصر إلى احترام المرأة وإعطائها مكانها فى كل مناحى الحياة والمسؤوليات والأعمال.
واظب الشيخ زايد على بناء نهضة مدنية تحقق للإمارات مكانة مرموقة بين كبريات الأمم، نهضة كان يريدها كلية، تشمل العمران والاقتصاد والحياة الاجتماعية والثقافة والتنمية بمفهومها الشامل، وتقوم على حقوق معلومة وضع على رأسها حرية التعبير وضمان كرامة الفرد.
الجانب السياسيى من أقواله ظل محتكمًا إلى هاجس العدل، والذى بقى يؤطّر نظرته إلى العيش المشترك، وهكذا ظل يناهض الحروب ويدعو إلى الحوار، ويدافع عن حقوق الشعوب المسلوبة.
لم يكن ازدهار الإمارات ودول الخليج العربى بعامة منفصلاً فى نظر الشيخ زايد عن مستقبل العالم العربى وسائر دول الجوار، فمضى يدعو إلى الإخوة، وإلى التعاون، وإلى التضامن بين الشعوب، عربية كانت أو غير عربية، أما عن السياسة المثلى فى نظره، فكان يدعو إلى الانفتاح والحداثة التى تقوم على الأصالة وتنهل من موروث يجعلها مليئة بالخصوصية المميزة، كما كان يدعو إلى تنزيه الإسلام وتنقيته من النزعات الاحترابية والإرهابية التى يلصقها به البعض، عن جهل أو عن مصلحة مشبوهة ونوايا سيئة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة