رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الخميس، أن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مسئولة عن إدخال البلاد فى حرب باردة مع الصين.
واستشهدت الصحيفة -فى تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني-على ذلك بذكر أن الإدارة الأمريكية وافقت بالفعل على بيع أسلحة بقيمة 330 مليون دولار لتايوان فى الشهر الماضى، هذا بخلاف احتدام الحرب التجارية الكلامية بين الجانبين، وارتفاع حدة الهجوم الخطابى من جانب مسئولى الإدارة الأمريكية ضد بكين.
وسلطت الصحيفة الضوء على الهجوم الذى شنه نائب الرئيس الأمريكى مايك بينس الأسبوع الماضى ضد الصين بسبب محاولاتها شن أعمال قرصنة وتجسس داخل الولايات المتحدة، وسرقة بعض الأسرار التكنولوجية، وممارسة أعمال تجارية غير عادلة، فضلًا عن قمع حقوق الأقليات العرقية والدينية بداخل أراضيها -على حد قوله.
وأعلن بينس أن البيت الأبيض يعتبر بكين -حاليًا- ندًا فى عصر "التنافس بين القوى العظمى" – وهو ما يعتبر خروج واضح عن المسار الذى أعتادته الإدارات الأمريكية السابقة والتى آملت فى استيعاب الصين الصاعدة باعتبارها طرف قادر على تحمل مسئولياته فى النظام العالمي.
وتعليقًا على ذلك.. نقلت الصحيفة عن الكاتب والمحلل السياسى جوش روجين قوله "أن أهمية خطاب بينس تنطوى فى تلميحه بأن الولايات المتحدة سوف تواجه حتمًا العدوان الصينى الاقتصادى والاستراتيجى، وسوف تعارض قمعها الداخلى، وترغم حكومتها على تغيير سلوكها فى كل من الجبهتين "الداخلية والخارجية"، معتبرًا أن السياسة الجديدة التى تنتهجها واشنطن تجاه الصين، والتى تزدوج بالقومية الاقتصادية والعجرفة -على حد تعبيره- كانت من المستحيل أن تفكر فيها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
وناقشت لجنة تابعة للكونجرس مختصة بحقوق الإنسان فى الصين أمس /الأربعاء/ أوجه القمع الشامل الذى تقوم به بكين ضد أقلية الإيجور المسلمة فى منطقة شينجيانج فى أقصى غرب البلاد، حيث تشير التقارير إلى أن ما يصل إلى مليون من الإيجور والأقليات الأخرى تم اعتقالهم فى معسكرات لإعادة التأهيل السياسى، كما قام رئيسا اللجنة السيناتور ماركو روبيو والنائب كريستوفر سميث بالكشف عن مشروع قانون يسعى لإدانة حملات القمع الصينية فى شينجيانج، وحثا الحكومة الأمريكية على النظر فى فرض عقوبات ضد بعض القادة الصينيين.
وتابعت "واشنطن بوست": أن السجال بين البلدين يبدو مستمرًا، فقد تعهدت إدارة ترامب الشهر الماضى بفرض رسوم على جميع الواردات الصينية إذا رفضت بكين التخلى عن الممارسات التجارية التى تصفها واشنطن بالشرسة، بما فى ذلك شرط أن تقوم الشركات الأمريكية بتسليم الأسرار التجارية فى مقابل الوصول إلى السوق الصينى، وسرقة الملكية الفكرية من الشركات الأمريكية، غير أن الرئيس الصينى شى جين بينج لم يحرك ساكنًا؛ بل تعهد بتعزيز الصناعات المحلية وزيادة الصادرات وصب مليارات الدولارات فى مشاريع البنية التحتية.