"العشرة ما تهونش إلا على ولاد الحرام" مثل شعبى دارج ينطبق على تلك الجريمة التى وقعت فى حى فيصل بجنوب الجيزة، التى قتل فيها رجل طليقته بعد أكثر من 15 سنة عاشوها سويًا وأنجبا خلالها 3 فتيات، بل وأكثر من ذلك فقد أخفى جثتها داخل منزلها، ورغم علم الفتيات بتلك الجريمة التى ارتكبها والدهم، وبوجود جثة أمهم معهم داخل المنزل؛ إلا أنهم تعايشوا مع الأمر وكان شيئًا لم يحدث.
قبل 7 أشهر من تلك الجريمة وداخل منطقة عزبة جبريل التابعة لحى فيصل بالجيزة استأجر "محمد.م" 42 عامًا شقة سكنية؛ ليقيم فيها هو وزوجته وبناته الثلاثة "لؤلؤة" 15 عاما و"فيروز" 14 عاما و"ياسمين" 8 أعوام، بدأت حياتهم الجديدة روتينية الرجل يذهب كل صباح للعمل وزوجته تتجه إلى الـ"كوافير" الخاص بها لإدارته، بينما يذهب الفتيات لمدارسهن.
المنزل الذى شهد الجريمة
لم تستمر الحياة كثيرا على هذا المنوال وبعد أشهر قليلة بدأت الخلافات تظهر بين الزوجين، والسبب مشاكل الفتيات، فكانت الفتاة الوسطى "فيروز" صاحبة الـ14 عاما متحررة أكثر من اللازم، وهو ما رفضته الأم وحاولت تقويم سلوك ابنتها، بالنصح تارة وبالتعنيف والترهيب تارة آخرى، ولكن الفتاة لم تكن تلقى بالا لأمها نظرا لوقوف والدها فى صفها، وهو ما سبب خلافات عديدة بين الزوجين، انتهت بانفصالهما.
تقول "سماح.ع" ربة منزل وجارة المجنى عليها، الفتاة الوسطى "فيروز" كانت متحررة وترتدى ملابس غير مناسبة للفتيات على الإطلاق، وحينما انفصلت والدتها عن والدها حاولت والدتها السيطرة عليها ومنعها من تلك التصرفات، إلا أنها كانت تحتال عليها وتغادر المنزل فور خروجها للعمل وتعود قبل عودتها، ورغم صغر سن الفتاة التى لم تتجاوز الـ14 من عمرها؛ إلا أنها تسببت فى حدوث مشاجرة ضخمة بين عدد من الشباب بالمنطقة.
الموقع الذى شهد الجريمة
ماذا حدث يوم الجريمة ؟.. يقول "محمود.ع" 35 عاما عامل ومقيم بالعقار الذى شهد الجريمة، أنهم لاحظوا اختفاء زوجة المجنى عليه على غير عادته، وحينما استعلموا عن سبب ذلك من الفتيات أخبرتهم بأنها تجهز عروس فى مدينة 6 أكتوبر وستغيب عدة أيام، وبعد فترة فوجئنا بـ"محمد" (المتهم)، يعود للإقامة مع الفتيات فى المنزل، الأمر الذى بدأ غريبًا لنا خاصة بعد انفصاله رسميا عن زوجته، ولكننا اعتقدنا أنه يمكن أن يكون ردها إلى عصمته.
ويتابع "محمود" فى حديثه لـ"اليوم السابع"، أنه فى تلك الفترة بدأو يشتمون رائحة كريهة تخرج من منزل المتهم، وحينما سألناه عن ذلك أكد لهم وجود أكياس قمامة داخل المنزل، وانه سيقوم بالتخلص منها فى أقرب وقت، بعدها بفترة بدأ الرجل فى بيع أثاث المنزل، وبدأوا يشعلون البخور بداخله حتى تختفى الرائحة، التى بدأت تزداد يومًا بعد يومًا، حتى أصبحت لا تطاق.
وتقول "أم هبة" زوجة شقيق مؤجرة المنزل للجانى، والتى تقيم بذات العقار، عن كيفية اكتشافها جريمة قتل الرجل لزوجته، أن رائحة كريهة بدأت تنبعث من المنزل، وهو ما دفعها للشك فى أن أمرا ما غير طبيعى يحدث بالداخل، فأجرت اتصالا هاتفيا بمؤجرة الشقة "شقيقة زوجها" وأخبرتها بشكوكها، فحضرت مع نجلها وتوجهوا للمنزل، طرقوا الباب وطلبوا من المتهم الدخول واستعلموا عن تلك الرائحة فارتبك.
وتضيف "أم هبة" فى حديثها لـ"اليوم السابع"، حينما ارتبك الرجل تأكدوا أن هناك أمرا غير طبيعيا يحدث، فسألوه عن زوجته فأخبرهم بأنها فى الخارج، وحينما طلبوا الحديث معها، طلب منهم الانتظار لبرهة وسيجعلها تجرى اتصالًا بهم، بعده سألوه عن الرائحة الكريهة الخارج من منزله، فأخبرهم أن كلب ابنته الصغيرة "ياسمين" قد توفى وأنه دفنه داخل المنزل.
وتتابع "أم هبة"، أنهم طلبوا من المتهم "الكلب" لدفنه بأنفسهم ولكنه رفض، حينها تأكدوا أنه تخلص من زوجته، فواجهوه بذلك، فزاد ارتباكه وتوجه نحو غرفة النوم لمنعهم من دخوله، ولكنهم استطاعوا إبعاده عنها وبتتبع مصدر الرائحة تصل لجثة المجنى عليها، والذى تبين أنها أخفاها داخل شنطة سفر، فأبلغوا الأجهزة الأمنية بالواقعة، والتى ألقت القبض على المتهم.
اعترف المتهم فى التحقيقات بما نسب إليه من اتهامات مؤكدًا أنه بعد انفصاله عن زوجته احتفظت بالفتيات وأقاموا معها بمنطقة عزبة خير الله، وأنه اتفق معها على رؤيتهم من وقت لآخر، وأنه فى إحدى زيارته لأبنائه وفور انتهاء الزيارة خرجت إحدى الفتيات معه لتوصيله، لنهاية الشارع، ولكنها تأخرت فى العودة إلى والدتها فاعتدت عليها بالضرب.
وتابع المتهم، أنه حينما علم بواقعة ضرب زوجته لابنته غضب جدًا، وتوجه إلى مسكنها بعزبة خير الله، وتشاجر معها وأثناء شجارهما اعتدى عليها بالضرب وفقد السيطرة على نفسه، فخنقها حتى توفت، وأخفى جثتها داخل حقيبة سفر ووضعها داخل غرفة النوم، وعليه أمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.