تنعم ذاكرة التاريخ بزخم فى الأحداث الجلل فى جميع بلدان العالم، العلمية والأدبية والسياسية منها، وكذلك تحمل البشرية فى ذاكرتها أسماء العديد من الشخصيات العظيمة التى مرت على كراسى الحكم سواء فى الدول العربية أو الغربية، إلى جانب العلماء والأدباء اللذين خلدت ذكراهم بكتاباتهم واختراعاتهم التى كان لها تأثيرًا كبيرًا فى حياة مليارات البشر ممن عاشوا على سطح الأرض عبر قرون ممتدة، كما لا تغفل كذلك الكوارث الطبيعية أو تلك التى من صنع الإنسان، مما قد يطرأ عليها بالدمار والخراب.
تجسيد لمعركة كربلاء
نهاية معركة كربلاء بمقتل الإمام الحسين
واليوم الجمعة، الموافق 12 أكتوبر، تحل ذكرى معركة كربلاء التى انتهت بمقتل الإمام الحسين بن على بن أبى طالب وأهل بيته وأصحابه، فى ذات التاريخ من العام 680 ميلادية، وتسمى تلك المعركة أيضًا بـ"واقعة الطف"، وهى ملحمة وقعت على 3 أيام، وانتهت تلك المعركة بمقتل الإمام الحسين، والتى خاضها جيشه فى مواجهة جيش يزيد بن معاوية، وعلى إثرها لقب الحسين بـسيد الشهداء".
وتعتبر "واقعة الطف"، من أكثر المعارك جدلاً فى التاريخ الإسلامى فقد كان لنتائج وتفاصيل المعركة آثار سياسية ونفسية وعقائدية لا تزال موضع جدل إلى الفترة المعاصرة، حيث تعتبر هذه المعركة أبرز حادثة من بين سلسلة من الوقائع التى كان لها دور محورى فى صياغة طبيعة العلاقة بين السنة والشيعة عبر التاريخ، وأصبحت معركة كربلاء وتفاصيلها الدقيقة رمزًا للشيعة ومن أهم مرتكزاتهم الثقافية، وأصبح يوم 10 محرم أو يوم عاشوراء، يوم وقوع المعركة، رمزًا من قبل الشيعة "لثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف".
لوحة تصور معركة كربلاء
وصول كريستوفر كولومبوس إلى جزر البهاما
كما شهد اليوم الموافق 12 أكتوبر، واحدة من أهم الرحلات الاستكشافية فى تاريخ البشريةن حيث وصلت فى ذات اليوم من العام 1492 رحلة كريستوفر كولومبوس إلى جزر البهاما فى منطقة الكاريبى القريبة من أمريكا، وساد وقتها اعتقاد بوصول الرحلة إلى الهند.
وكريستوفر كولومبوس، رحالة إيطالى، ولد فى 31 أكتوبر 1451، وتوفى فى 20 مايو 1506، وينسب إليه اكتشاف العالم الجديد (أمريكا)، وقد عبر المحيط الأطلسى ووصل إلى الجزر الكاريبية فى 12 أكتوبر 1492، لكن اكتشافه لأرض القارة الأمريكية الشمالية كان فى رحلته الثانية عام 1498.
وقد تولدت لدى "كولومبوس"، فكرة هذه الرحلة والرغبة فى تحقيقها لثلاثة أسباب، هى الشهرة والثراء، إضافة إلى أن تعصبه لكاثوليكيته ولد عنده الرغبة فى ايجاد طريق آخر غير الطرق التى تمر ببلاد المحمديين - على حد تعبيره فى مدوناته البحرية – وأخيرًا بذله جهدًا كبيرًا فى الدراسة البحرية العملية الحديثة فى عصره، كما أقر علماء عصره أن العبور إلى شبه القارة الهندية وقارة آسيا لا يقتصر فقط على الرحلات المتجهة شرقًا، ولكن إمكانية الوصول ممكنة بالإتجاه غربا وذلك لكروية الأرض، وانطلاقا من وجهة النظر هذه قرر المغامرة معتمدًا على أحدث خرائط علماء عصره الإيطالى باولو توسكانيلى، وكذلك الألمانى مارتين بيكهام، وكلا العالمين متخصصان بالرياضات والفلك.
لوحة لكريستوفر كولومبوس
اغتيال رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب المصرى الأسبق
وإلى جانب الاكتشافات كان هناك من الفواجع الكثير، ففى 12 أكتوبر من العام 1990، اغتيل رئيس مجلس الشعب المصرى رفعت المحجوب، وذلك بإطلاق الرصاص عليه أثناء مرور موكبه أمام فندق سميراميس، فى القاهرة، نتج عنه مصرعه فورًا، ثم هرب الجناة على دراجات بخارية فى الاتجاه المعاكس، واتهم فى تلك الواقعة أفراد من الجماعة الإسلامية وحُكم عليهم بالإعدام بعد مرافعة القرن، ولكن بعد النقض لم يتم إعدام المتهمين وحكمت المحكمة على المتهمين بأحكام تتراوح من الأشغال الشاقة لعشر سنوات إلى البراءة.
ورفعت المحجوب، الذى ولد فى 23 أبريل 1926، كان من الشخصيات السياسية ذات التأثير، والخبرة فى عالم السياسة والبرلمان، فقد تخرج فى كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1948، وأكمل دراساته العليا حتى حصل على الدكتوراه فى الاقتصاد عام 1953، وتدرج فى الوظائف الأكاديمية حتى أصبح عميدا لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، كما تدرج فى العمل السياسى حيث تولى أمانة الدعوة والفكر بالاتحاد الاشتراكى العربى، وعينه الرئيس السادات عام 1972 فى منصب وزير برئاسة الجمهورية، وفى عام 1975 عينه نائبًا لرئيس الوزراء، وانتخب المحجوب أمينا للاتحاد الاشتراكى عام 1975.
اغتيال رفعت المحجوب
ذكرى زلزال 1992 المدمر فى مصر
وكان مصر، على موعد فى هذا التاريخ، أيضًا، مع كارثة طبيعية، حيث ضرب مصر فى هذا اليوم من العام 1992، زلزال بقوة 5.8 على مقياس ريختر، ما أدى إلى مقتل مئات الأشخاص، وإصابة آلاف آخرين، إضافة إلى تشريد أعداد كبيرة أخرى، وكان مركز هذا الزلزال جنوب غرب القاهرة بالقرب من الفيوم والجيزة، وكان مركزه السطحى بالقرب من دهشور على بعد 35 كيلومترا إلى الجنوب الغربى من القاهرة.
استمر الزلزال لمدة نصف دقيقة تقريبًا، مما أصاب معظم بيوت شمال مصر - القديمة منها - بتصدعات وبعضها تهدم، ورغم أن قوة الزلزال كانت 5.8 درجة على مقياس ريختر، إلا أنه كان مدمرًا بشكل غير عادى بالنسبة لقوته، وقد شهدت مصر حينذاك عدة توابع لهذا الزلزال استمرت على مدار الأربعة أيام التالية، وكان هذا الحدث هو الأكثر تدميرا من حيث الزلازل التى أثرت فى القاهرة منذ عام 1847.
وبعد 21 سنة من الزلزال، حدثت هزة أرضية فى مصر فى 12 أكتوبر 2013، وكانت امتداد لهزة أرضية فى اليونان بقوة 6.5 درجة على مقياس ريختر، وهذه الهزة تواكبت مع الذكرى الحادية والعشرين لزلزال 12 أكتوبر 1992 المدمر، والذى وقع فى الساعة الثالثة و9 دقائق عصرًا تقريبًا.
منح جائزة نوبل للسلام للاتحاد الأوروبى
وانتقالًا من تاريخ الكوارث، مُنحت جائزة نوبل للسلام، للاتحاد الأوروبى، فى ذات اليوم من العام 2012، وذلك لجهوده فى تعزيز السلام والتصالح والديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان بالقارة الأوروبية.
والاتحاد الأوروبى، هو جمعية دولية للدول الأوروبية يضم 28 دولة وأخرهم كانت كرواتيا التى انضمت فى 1 يوليو 2013، تأسس بناء على اتفاقية معروفة باسم معاهدة ماستريخت الموقعة عام 1992، ولكن العديد من أفكاره موجودة منذ خمسينات القرن الماض، ومن أهم مبادئ الاتحاد الأوروبى نقل صلاحيات الدول القومية إلى المؤسسات الدولية الأوروبية، لكن تظل هذه المؤسسات محكومة بمقدار الصلاحيات الممنوحة من كل دولة على حدة، لذا لا يمكن اعتبار هذا الاتحاد على أنه اتحاد فدرالى، حيث أنه يتفرد بنظام سياسى فريد من نوعه فى العالم.
ويحظى الاتحاد الأوربى بنشاطات عديدة، أهمها كونه سوق موحد ذو عملة واحدة هى اليورو الذى تبنت استخدامه 19 دولة من أصل الـ 28 الأعضاء، كما له سياسة زراعية مشتركة وسياسة صيد بحرى موحدة، واحتفل فى مارس 2007 بمرور 50 عام على إنشاء الاتحاد بتوقيع اتفاقية روما، وفى 23 يونيو 2016، قررت المملكة المتحدة عبر استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبى، لتصبح أول دولة فيه تقوم بذلك.
منح جائزة نوبل للسلام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية
وفى ذات الصدد، منحت جائزة نوبل للسلام لسنة 2013، لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لجهودها واسعة النطاق للقضاء على الأسلحة الكيميائية، ويقع مقر تلك المنظمة الدولية فى لاهاى، عاصمة هولندا، والتى تعمل على تنفيذ وتطبيق معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية التى تُطبق من قبل الأعضاء الموقعين والمصادقين عليها.
وتحاول المنظمة دعوة الدول غير الأعضاء فيها للإنضمام إليها والتوقيع على إتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، كما تسعى إلى تدمير السلاح الكيميائى، كما تقوم بدورها لحماية الأطراف التى يمكن أن تكون مهددة بالسلاح الكيميائى (سواء من دولة أخرى أو من جهة إرهابية)، وتعمل كذلك من أجل تكوين تعاون دولى من أجل الاستخدام الرشيد للكيمياء.