اعتاد نبيل الجندى، مهندس، السير بصندوق طعام على كورنيش الإسكندرية فى مواعيد ثابتة ليطعم العشرات من القطط المنتشرة على الشاطئ في هواية تحولت إلى عشق للحيوانات الأليفة.
المهندس نبيل الجندى، يبلغ من العمر 61 سنة، عاش حياته فى الولايات المتحدة الأمريكية، ويمتلك ورشة حدادة، وعندما عاد منذ 13 سنة كانت زوجته الأمريكية قد انفصلت عنه، ورفض نجله العودة معه وفضل البقاء بالخارج، فعاد وحيدًا لإخوته وما تبقى من عائلته.
الوحدة أجبرت نبيل الجندي منذ 10 سنوات على اقتناء حيوانه المفضل وهو قط واحد، وبعد اكتمال عامه الأول كان لابد أن يزوجه فأحضر له قطة، وأنجبت قططًا كثيرًا، لتصبح عائلته بعد 10 سنوات 21 قطًا وقطة، يتجولون بأنحاء منزله، ويتعاملون معه على أنه الأب الحنون.
يوم عم نبيل يبدأ فى التاسعة صباحًا ، يرتدى ملابسه ليذهب إلى السوق، ويشترى نحو 13 كيلو من الأسماك، أو علب التونة، ليعود سريعًا يقوم بسلق السمك وخلطه بالعيش، ثم يضعه فى صندوق مرفقًا به زجاجات مياه نظيفة، ويذهب إلى مكانه المفضل بمنطقة سبورتنج على البحر، وبمجرد وصوله تتوافد عليه عشرات القطط التى تشتم رائحته، وتتهافت عليه فى انتظار فتحه الصندوق، وإخراجه الطعام الذى يضعه لهم على ورق كراتين، حتى لا يتسخ، كما يضع لهم المياه النظيفة، وينتظرهم حتى ينتهوا، ثم يقوم بتنظيف الأرض والشارع، حتى لا يتضرر أحد من بقايا الطعام.
ويقول نبيل: "حين عدت من أمريكا حاولت أن أفتح ورشة للحدادة هنا، ولكنى أغلقتها بعد 6 أشهر، فأصبحت وحيدًا ، ولكن القطط ملأت علي حياتى، والكثير من أقاربى والجيران، حاولوا منعى عنهم ولكنى لا أستطيع لحبى الشديد لهم".
ويضيف نبيل: "لا أقوم بإطعام القطط فقط، ولكنى إذا اكتشفت أن أحدهم مصاب أو مريض، أقوم بأخذه معى إلى المنزل، والذهاب معه إلى الطبيب، ثم أقوم بعدها بعلاجه، حتى يشفى وأطلقه مرة أخرى إلى الشارع، إذا رغب فى ذلك".
ويوضح نبيل: لا أربى فى منزلى القطط الشيرازى والرومى فقط، فأنا أحب القطط بشكل عام، لذلك فلدى كل الأنواع وخاصة القطط البلدى، ولهم مواعيد تطعيمات محددة، ونظافة واستحمام.
ويقول نبيل، لدى ابن عنده الآن 30 سنة ولكن لظروف الحياة الصعبة والمشاغل التى لديه ، لا يستطيع أن يأتى إلى مصر، فهو يعيش بأمريكا، لذا فهو يهاتفنى تليفونيًا طوال الوقت ليطمئن على حالى وأطمأن عليه، واخوتى هنا يزورونى، ولم أفكر فى الزواج مرة أخرى، لأنه لا توجد سيدة ستقبل العيش مع شخص يعيش مع 21 قطة، ولا أستطيع أن أتركهم لأى سبب.
ويضيف نبيل: الكثيرون حاولوا أن ينبهونى إلى وجود فيروسات وأمراض بالقطط، ولكنى لن أستطيع ان أتخلى عنهم مهما كان السبب، مشيرًا إلى أن سنه الكبير قد يمنعه من رعايتهم فى يوم ما، ولكن إلى أن يحدث ذلك فسيظل يطعم القطط مهما كلفه الأمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة