تمر اليوم الذكرى الـ112، لميلاد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية حسن البنا، المولود بقرية المحمودية بمحافظة البحيرة فى 14 أكتوبر عام 1906.
وأسس حسن البنا جماعته منذ 90 عامًا، ورغم أنه كان متأثرًا فى البداية بالفكر الصوفى عن طريق احتكاكه بالشيخ عبد الوهّاب الحصافى، شيخ الطريقة الحصافية الشاذلية فى عام 1923، والذى تحدث عنه البنا فى كتابه "مذكرات الدعوة والداعية"، لكنه تأثر أكثر بالأفكار المتشددة، لذا نسأل ما الأفكار التى تبناها البنا، ومن هم الذين استقى منهم مؤسس الجماعة الأول فكره؟
بحسب كتاب "داعش بين إفرازات الطائفية وظلامية الطرح" للكاتب ميشيل حنا الحاج، فإن حسن البنا تأثر بتعاليم وأفكار الإمام أحمد بن حنبل، كما تأثر بالجو الدينى الذى نشأ فيه والذى وفره له والده إمام الجامع الشيخ أحمد عبد الرحمن، وتأثر أيضًا ببعض الأفكار الصوفية، فكان يشارك فيما يسمى "الحضرة الصوفية".
فيما يقول الكاتب حسام تمام، فى كتابه "الإخوان المسلمون: سنوات ما قبل الثورة" إن البنا قام بتعريف جماعته فى البداية بأنها دعوة سلفية، وكان ذلك طبيعيًا فى تلك الفترة التى لم يسلم فيها تيار من سطوة السلفية، مشيرًا إلى أن حسن البناء تأثر بشكل كبير بالشيخ رشيد رضا، حين انتقل إلى كلية دار العلوم فى القاهرة، وفيها التقى وتعرف على محب الدين الخطيب، الرمز السلفى الذى سيكون لمكتبته فى القاهرة دور مهم فى نشر الأدبيات السلفية فى أواخر الستينيات، والتى تردد عليها البنا فى البداية.
وعن الشيخ رشيد رضا، وهو أحد رواد الفكر الإسلامى فى نهاية القرن التاسع العشر، يوضح كتاب "القومية والديمقراطية والثورة" للدكتور عبد الكريم الحسنى، أن الشيخ رشيد رضا كان متأثرًا بكتب ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب مؤسس الحركة الوهابية، والذى أنكر سلوك الطرق الصوفية، وهو ما قد يوضح سبب ابتعاد البنا أيضًا عن الطرق الصوفية، واتباعه الأفكار المتشددة.
ويشير الكتاب إلى أن حسن البنا أكثر من تأثر بكتب الشيخ رشيد رضا، الذى قال فى أحد كتبه "إذا رأيت الكذب والزور والرياء والنفاق والحسد وأشباها من الرذائل فاشية فى أمة، فأحكم على أمرائها وحكامها بالظلم والاستبداد وعلى علمائها ومرشديها بالبدع والفساد والعكس بالعكس".
ويوضح كتاب "أسرار التميز الإدارى والمهارى في حياة الإمام الشهيد حسن البنا" للكاتب محمد عبد الجواد، تأثر البنا بأفكار ابن تيمية مستعينا بمقولة لـ محمد عبد الحكيم خيال، قال فيها "خلال عصره ساد المنهج الجزئى القاصر، حيث جاء الإمام حسن البنا، وفى القرن الرابع عشر الهجرى، ومعه نزعة ابن تيمية فى اشتراطه للعلم والعمل معا، فالعقل لا يدل عليه علم لم يعمل به صاحبه، بل يدل عليه العلم الذى يعمل به، مفسرا بذلك قوله تعالى (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة