شهد مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد فى دورته الـثامنة عرض فيلم المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى «كتابة على الثلج» وهو الفيلم الذى تدور أحداثه حول الانقسامات الأيديولوجية الفكرية والدينية والجغرافية فى فلسطين من خلال قصة 5 أشخاص حوصروا فى منزل صغير خلال الحرب فى قطاع غزة، لكن بمرور الوقت تظهر الانقسامات السياسية والاجتماعية فيما بينهم، ويحول التعصب الدينى وعدم قبول الآخر دون تضامنهم معا، وهو من إخراج وتأليف الفلسطينى رشيد مشهراوى وبطولة السورى غسان مسعود والمصرى عمرو واكد والفلسطينية عرين عمرى واللبنانية يمنى مروان والفلسطينى رمزى مقدسى.
الفيلم شهد حضورا كبيرا من الجمهور الذى ضم الجاليات العربية فى مالمو إضافة إلى عدد من السينمائيين والجمهور السويدى.. «اليوم السابع» التقت المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى للتعرف منه على ردود أفعال جمهور مهرجان مالمو على فيلمه وأهمية عرضه ضمن المهرجان وغيرها من الأمور.. وإلى نص الحوار.
كيف ترى مهرجان مالمو للسينما العربية فى دورته الثامنة؟
مهرجان هام لنا كسينمائيين فلسطينيين، خاصة أنه يقوم بدور هام وهو بوابة عبور لتوصيل الفيلم العربى إلى الأجانب ليستطيعوا مشاهدة أفلامنا ويحدث تبادل ثقافى من خلال السينما، خاصة أن أفلامنا العربية ليس لها منفذ لدور العرض الأجنبية إلا من خلال المهرجانات، إضافة إلى أن مالمو بها العديد من الجاليات العربية، وبالتالى يكون لهم فرصة مشاهدة سينما عربية، ومنذ زمن طويل أتردد على المهرجانات وسبق أن شاركت فى مهرجان مالمو بأفلامى إضافة إلى الإشراف على الورش وعضوية لجنة التحكيم فالمهرجان هام وكل عام يتطور بشكل أكبر من الأعوام السابقة.
على ذكر عدم توزيع الفيلم العربى فى دور العرض العربية والعالمية ما الذى ينقص الفيلم العربى ليتواجد مثله مثل الفيلم الأجنبى؟
السينما المصرية هى الوحيدة التى لها وجود فى دور العرض بالدول العربية، وذلك يعود إلى أنه تاريخيا مصر هى السباقه فى مجال السينما وتعتبر أم السينما العربية، لأن السينما فى مصر صناعة متكاملة وليس فقط مشروعا ثقافيا، كما أن هناك عادة لدى المصريين وهى عادة الذهاب إلى السينما، ويعود عرض الأفلام المصرية فى الدول العربية إلى أن مصر على مدار السنوات أصبح لها نجوم كبار ومشاهير لذلك السينما التجارية تجد لها مكانة بالدول العربية، وهو الأمر الغائب عن السينمات الأخرى، ولكن على مستوى الأفلام التى تعرض بالمهرجانات تجد أن أفلامنا الفلسطينية والمصرية تعرض معا، وقد تجد حجم وعدد الأفلام الفلسطينية أكبر من المصرية التى تشارك بالمهرجان، ونحاول أن يكون لدينا توزيع فى أكثر من بلد أجنبى مثل إسبانيا وكندا وغيرها ولكن التوزيع صغير وأقل مما ينبغى، ولن يكون للسينما العربية مكانة فى دور العرض العالمية إلا إذا وحدنا إنتاجنا وقمنا بعمل إنتاج مشترك على مستوى التمثيل والإخراج وغيرها من المجالات.
كيف ترى اختيار السينما المصرية كضيف شرف للمهرجان رغم انتقاد البعض لذلك؟
السينما المصرية بخير وفى السنوات الأخيرة قدمت مصر عددا من الأفلام الهامة على المستوى التجارى والفنى أيضا والتى طرحت قضايا هامة وقدمها شباب واعد، وهو ما جعل تلك الأفلام تعلق بالذهن، وفى رأيى السينما فى الوطن العربى تواجه مشاكل وصعوبات وأعتقد أن مصر أيضا تواجه نفس المشكلات فى صناعة السينما، ولكن بشكل أقل مما تواجهه السينما العربية، وذلك لأن هناك حركة سينمائية نشطة فى مصر.عودة إلى فيلم «كتابة على الثلج» قدمت العمل داخل لوكيشن واحد.. هل واجهت صعوبات فى التصوير؟
قمت بتصوير الفيلم فى تونس، لأن السيناريو والقصة من الممكن أن يتم تصويرها فى أى مكان، خاصة أن هناك صعوبة شديدة فى تصوير الفيلم داخل غزة، ولأن الفيلم يحتاج إلى بناء حى ومنزل بالكامل ولأننا قمنا بتفجير منازل وألقينا قنابل وهو ما لا يمكن تصويره داخل أستوديو لذا لم يكن هناك صعوبة كبيرة فى التصوير وسعدت بتقديمه لأن العمل شارك به ممثلون من دول مختلفة منهم عمرو واكد من مصر وغسان مسعود من سوريا ويمنى مروان من لبنان وغيرهم وأحببت أن أطرح فكرة أنهم منقسمون على بعض مثلما انقسم العرب جميعا وكان العمل تجربة هامة فى أن أتعامل مع ممثلين مختلفين حتى فى الجنسية.هل وجدت صعوبة فى لهجة عمرو واكد؟
كان معنا داخل التصوير مدرس من غزة وبعد كل مشهد نسأله عن اللهجة ونصلح ونعيد إذا ما كان هناك أخطاء، والحمد لله نجحنا فى تقديم اللهجة الغزاوية على لسان واكد بشكل كبير.
ألم تخش الانتقاد خاصة أن الفيلم يلقى الضوء على وجود انقسام فلسطينى فلسطينى داخل الدولة؟
لا أقدم فى فيلم «كتابة على الثلج» نقدا ذاتيا للفلسطينيين لأنى سبق أن قدمت ذلك من قبل، إضافة إلى أن كل أفلامى تدين الاحتلال، ولكننى ناقشت بالعمل فكرة اختلاف وجهات النظر والانقسام حول الطرح، لأننا بطبيعة الحال مختلفون على نفس الأرض وتفكير كل واحد منا مختلف عن الآخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة