انطلقت، مساء اليوم، الاحتفالية الخاصة بمؤتمر وزراء الثقافة العرب، التى تستضيفه القاهرة بالتزامن مع بالاحتفال بمرور 60 عاما على إنشاء وزارة الثقافة المصرية، وذلك بدار الأوبرا بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم، وعدد من وزراء الثقافة العرب وجميع قيادات وزارة الثقافة.
فى البداية سلم الدكتور محمد زين العابدين، وزير الثقافة التونسى، شعلة المؤتمر إلى مصر لاستضافتها مؤتمر وزراء الثقافة العرب لمدة عامين، معبرا عن سعادته بانعقاد المؤتمر فى مصر، مشيرا إلى أن الدورة الحالية سوف تناقش الكثير من التحديات الثقافية التى تواجه عالمنا العربى.
من جانبه قال وزير الثقافة الفلسطينى الدكتور إيهاب بسيسو، إنه سعيد بحضوره وتواجده فى مؤتمر وزراء ثقافة العرب، الذى تحضنه مصر القادرة على مواجهة التحديات والتى تعمل على تحقيق وانتصار العدالة.
وأكد إيهاب بسيسو أن ما يهمنا هو أن تكون فلسطين حاضرة بعاصمتها القدس، وهو الرد الثقافى على عروبة القدس عاصمة لدولة فلسطين، ونؤكد بشكل أساسى أن تواجد فلسطين فى المؤتمر هو انتصار للعدالة وقيم الإنسانية وهى المفتاح الذى سنتحدث عنه فى المؤتمر للتلطع نحو المستقبل.
بينما قال سعود هلال الحربى، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مدير منظمة الألسكو، إن هذه مناسبة سعيدة فيما يخص الشأن الثقافى العربى، إضافة إلى أنها مناسبة جميلة بسبب مرور 60 عاما على إنشاء وزارة الثقافة المصرية التى تعد وزارتنا جميعا، وهذا المؤتمر فرصة لتبادل الثقافات فيما يخص العالم العربى.
وعبر الدكتور سعود هلال الحربى، المدير العام للمنظمة العربية والتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، عن سعادته بإقامة مؤتمر وزراء ثقافة العرب، فى دورته الحادية والعشرين فى مصر، قائلا: "إننا نتحمل مسئولية عظيمة على المستوى الإنسانى ونعمل على الارتقاء بعالمنا العربى".
وأوضح سعود هلال: "نحن نريد ثقافة ترتقى بالإنسان العربى أينما كان، ثقافة متصالحة مع الآخر ومتوازنة بين ماضيها وحاضرها وتمهد لمستقبلها، نريد ثقافة تواكب القوة التكنولوجية والثروة المعرفية".
وتابع سعود هلال: " القدس فى أعيننا، ولقد عقدنا ندوة بمقر منظمة الألكسو عام 2018 نؤكد فيها أن القدس عربية ومسجلة فى موقع التراث العربى".
ومن جانبه، قال محمد زين العابدبن وزير الثقافة التونسى، إنه بخالص الود يشكر مصر على استضافتها لمؤتمر وزراء الثقافة العرب، رئاسة وحكومة وشعبا ويشكر أيضا منظمة الألكسو.
وأوضح محمد زين العابدين أن مؤتمر وزراء ثقافة العرب رسالة قوية بقيمة ثفافتنا فنحن نسعى لنبذ العنف والإرهاب، مضيفا أن وقت استضافة تونس للمؤتمر سعينا لتقديم جزء من أحلام وزراء الثقافة العرب، فقمنا بتأسيس بيت الشعر العربى، وبيت الرواية أيضا، ومركز الإبداع الرقمى والمنارة الثقافية.
وأكد محمد زين العابدين أن تونس سعت إلى تكريس مبادئ الثقافة وعملت على احتضانها من دول حوض البحر المتوسط، كما استضافت تونس مؤتمر الناشرين العرب على هامشه، وأقيمت ندوة فكرية حول تجمع وزراء الثقافة العرب للتحدث عن الكتاب، كما استضفنا مهرجان المسرح العربى.
ومن جانبها وعبرت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، خلال كلماتها الافتتاحية، عن سعادتها، لاستضافة الدورة الحادية والعشرين من المؤتمر، على أرض مصر، وللمرة الثانية، فى الوقت الذى تحتفل فيها الوزارة المصرية بمرور 60 عاما على تأسيسها، مشيرة إلى أن الوزارة تعمل على استعادة دور مصر الريادى، مضيفة أن المؤتمر سيتعرض لأكثر من قضية أساسها الإنسان العربى.
كما ألقت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وجاءت نص الكلمة كالتالى: "أتوجه بأسمى آيات الفخر لوجود الأشقاء العرب على أرض مصر، فنحن نمتلك مصيرًا مشتركًا وخطوات راسخة نحو المستقبل، فمؤتمر وزراء الثقافة العرب فى دورته الحادية والعشرين، يعمل من أجل تنفيذ مشروع ثقافى يحسم العلاقة بين الماضى والحاضر لبلوغ المستقبل، خاصة أننا نملك الكثير من المبدعين والمفكرين والمثققين من المحيط إلى الخليج ونحظى بتراث تاريخى رغم عواصف العولمة".
وأضافت: "لسنا أمة فقيرة الموارد، ونستطيع أن نقدم مستقبلا ثقافيا وإنسانيا رغم التحديات الكبيرة التى تواجه أمتنا العربية، وعلينا مواجهة التطرف الفكرى والإرهاب".
وتابعت وزيرة الثقافة أن هناك فجوة كبيرة بين المؤسسات الثقافية والتنمية المستدامة، وضعف الصناعات الثقافية فى النشر والموسيقى والمسرح، وأيضًا فى حركة الترجمة.
واستطردت: نحتاج إلى المشاركة لمكافحة التطرف والحفاظ على التراث العربى ولتحقيق العدالة على نطاق أوسع، ولا بد أن ننفتح على الثقافات الأخرى، والعمل على تعزيز الريادة التنموية والتقدمية والتنافسية على الصعيد الدولى، ولا بد من النهوض بحركة النشر وتطوير الحرف التراثية لكى تواكب العصر التكنولوجى المتطور، فنحن نحتاج إلى التواصل من أجل أن تشرق شمس الرقى.
ومن جانبه قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الثقافة العربية المعاصرة تقف اليوم فى مفترق طرق حقيقى وتعانى من معضلة حقيقة، ولا بد أن تجدد نفسها، وفى الوقت نفسه تتواصل مع التاريخ.
وأضاف أحمد أبو الغيط: "الثقافة ليست نشاطا تجميليا، لأنها فى حقيقة الأمر هى المحرك الحقيقى للأحداث، وهى مرتبطة بقضايا الأمن القومى وتتصل مباشرة بالوعى السائد فى المجتمع، وبدون ثقافة نفقد نسيج الرحمة ونفقد التواصل عبر الأجيال".
وأضاف أحمد أبو الغيط أن الثقافة فى العالم تعتز بقيمتها الثقافية ومسيرتها الغنية، مؤكدًا أن الثقافة كائن حى يتطلب دائما التجديد ونحن قادرون على التواصل، وعلينا أن نوسع من دائرة النشر لنواكب العالم ونهتم بمجال الترجمة من وإلى العربية.
كما ألقى أبو الغيط الضوء على الدول العربية التى دمرتها العمليات الإرهابية والحروب ومدى تأثير الثقافة على الأطفال اللاجئين، خاصة السوريين الذين يدرسون اللغات الأجنبية فقط، متمنيًا أن يساهم مؤتمر الثقافة العرب فى تحقيق ربط ثقافى مشترك بين الدول العربية.
وبعد إلقاء الكلمات الافتتاحية قدمت فرق قصور الثقافة استعراضات فنية أمام وزراء الثقافة العرب فى رحاب دار الأوبرا، ثم انتقل الوزراء إلى المسرح الكبير لمشاهد الحفلة الفنية، بعرض العرض المسرحى "ملحمة التنوير" من إخراج خالد جلال.
وتزينت دار الأوبرا المصرية بأعلام مصر ولافتات تحمل رقم 60 وشعار الدورة الـ21 للمؤتمر "القدس فلسطينية"، وصورة القدس وخريطة الوطن العربى، وشعار وزارة الثقافة.
وتم نصب عدة مسارح ببهو الأوبرا التى ستقام عليها استعراضات الفلكلور، ووضعت صور لعمالقة الفن والأدب عند مدخل المسرح الكبير أمثال عبد الحليم حافظ، أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، شادية، يوسف إدريس، توفيق الحكيم، سيد درويش، عادل إمام، صلاح چاهين، نجيب محفوظ، عمر الشريف، يوسف وهبى، عباس العقاد، حافظ إبراهيم، عبد الرحمن الأبنودى، طه حسين وفاتن حمامة، صلاح أبو سيف، يوسف السباعى وثروت عكاشة.