"عندى حلم بأنه فى يوم ما سيعيش أطفالى الأربعة بين أمة لا يُحكم فيها على الفرد من لون بشرته، إنما مما تحويه شخصيته"، هكذا قال القس الأمريكى الشهير مارتن لوثر كينج، فى خطابه الشهير الذى سماه "لدى حلم"، والذى ألقاه عند نصب لنكولن التذكارى فى 28 أغسطس 1963 أثناء مسيرة واشنطن للحرية معبرا عن رغبته فى رؤية مستقبل يتعايش فيه السود والبيض بحرية ومساواة وتجانس.
وبعد ذلك التاريخ سالف الذكر، بنحو عام منحت الأكاديمية السويدية للعلوم، القس الأمريكى مارتن لوثر كينج، جائزة نوبل للسلام، وتحديدا فى 14 أكتوبر 1964، ليكون فى ذلك الوقت أصغر من يحصل عليها، باعتباره أهم الشخصيات التى ناضلت فى سبيل الحرية وحقوق الإنسان، والمنادى بضرورة حصول الأفارقة الأمريكيين على حقوقهم المدينة فى المساواة.
مارتن لوثر كينج أثناء منحه جائزة نوبل
عاش مارتن لوثر كينج، حلم الحرية والمساواة، ناهض الفكر العنصرى، ووقف ثائرا فى وجه هذه الأفكار، وكما أيد السلم، رفض العنف بكل أنواعه، ليكون مثالا لرفاقه ومؤيديه ومناصريه، ومات الرجل ومن بعدها تحققت المطالب التى طالما نادى بها.
لكن بعد هذه السنوات كيف حال أبنائه وأطفاله بعد نحو 55 عاما من الحلم الذى أطلقه من أجلهم؟ لعل هذا الحلم تبخر الآن وأصبح الوضع الحالى لأبنائه أمرا يُشعر لوثر كينج بالحزن والغضب لو علم به.
فقد وقف أبناء كينج، ديكستر كينج، ومارتن لوثر كينج الثالث، فى مواجهة شقيقتهما، بيرنس كينج، متنازعين أمام القضاء، فى النزاع حول أهم مقتنياته وهما كتاب الإنجيل، الذى أدى الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، اليمين الدستورى عليه إبان ولايته الثانية، بجانب جائزة نوبل للسلام، وذلك حسبما ذكرت جريدة "CNN”" الأمريكية، فى يناير 2015.
وبحسب التقرير فإن "بيرنس" تتهم شقيقيها بمحاولة بيع المقتنيات، ووصفت النزاع القانوى القائم بـ"الصفحة المخزية فى تاريخ عائلتنا".
وذكر التقرير، أنه فى عام 2006، فشلت محاولة لبيع وثائق أخرى لـ لوثر كينغ من بينها كتب ومخطوطات و مسودات لخطبته الشهيرة "لدى حُلم" التى كانت معروضة للبيع فى مزاد علنى بدار "سوثبى" بمبلغ 30 مليون دولار، والجموعة تعرض الآن فى "كلية مورهاوس" بأتلانتا.