عانت واحة سيوة، على مدار العقود الماضية من عدم توافر الطاقة الكهربائية الكافية لإقامة مشروعات صناعية، وإنارة المنازل لساعات محدودة، فى ظل اعتماد الواحة على محطة توليد الكهرباء بالديازل، لبعدها عن الشبكة الموحدة للكهرباء، حيث تقع سيوة جنوب غربى مرسى مطروح بنحو 320 كيلومترًا، وشهدت السنوات الـ 3 الأخيرة حدوث طفرة كبيرة فى توافر الكهرباء، من خلال الاستفادة من الطاقة الشمسية، فى إنارة العديد من المناطق والتجمعات السكنية البعيدة والنائية، والتى عانت من مشكلة عدم توصيل الكهرباء لبُعدها الجغرافى عن الشبكة الكهربائية.
أقامت الحكومة المصرية بالتعاون مع الجانب الإماراتى، واحدة من أكبر محطات توليد الطاقة الكهربائية فى مصر، وهى محطة "شعب الإمارات" بمنطقة الشحايم فى مدينة سيوة بطاقة 10 ميجاوات، والتى تم إنشائها بتكلفة 25 مليون دولار منحة إماراتية، ومقامة على مساحة 48 فدان كمرحلة أولى، ويمكن التوسع فى إقامة عدد من المحطات على المساحة المخصصة للمحطة وهى 138 فدان وتم افتتاحها عام 2015، لتستفيد منها واحة سيوة والمشروعات الاستثمارية بها، وتساهم المحطة فى توفير استهلاك نحو 5 ملايين لتر من الديزل سنوياً مع تفادى انبعاث نحو 14 ألف طن من ثانى أكسيد الكربون سنوياً.
أكد المهندس سعيد خليل رئيس قطاع كهرباء مطروح، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن استخدام الطاقة الشمسية فى سيوه، يساهم فى المحافظة على الطبيعة البكر للواحة وتقليل التلوث البيئى، من خلال تقليل زمن تشغيل الديازل نهاراً، وإتاحة الفرصة لتوصيل أحمال جديدة للمشروعات الاستثمارية مثل مصانع تعبئة المياه وثلاجات حفظ التمور ومعاصر الزيتون وغيرها، إضافة إلى توفير استهلاك الوقود والزيوت وإطالة عمر الماكينات بمحطة توليد كهرباء سيوة.
وأشار رئيس قاع كهرباء مطروح، إلى أنه فى بتاريخ 28 أكتوبر 2013 صدر القرار الوزارى رقم 508 لسنة 2013، بتشكيل لجنة مشتركة للتعاون مع الجانب الإماراتى فى مشروع التغذية الكهربية للمناطق والقرى والتجمعات الغير مرتبطة بالشبكة الموحدة، باستخدام الخلايا الفوتو فلطية.
وأضاف "خليل" بأنه تم اختيار الموقع لكونه الموقع الأفضل من حيث خفض تكاليف إنشاء الطرق وخفض تكلفة مد الكابلات الكهربائية للربط بين المحطة الشمسية ومحطة التوليد القائمة، كما يساهم فى تقليل الفاقد الكهربائى لقرب محطة الطاقة الشمسية من مركز الأحمال والمحطة القائمة، إضافة إلى سهولة أعمال الصيانة للمحطة الشمسية وسهولة تأمينها لقربها من المحطة القائمة ومناطق عسكرية.
ويساهم دمج المحطة الشمسية، مع محطة التوليد الحالية فى موقع واحد، مما يؤدى إلى سهولة وتقليل تكلفة التشغيل.
وبدأت أعمال التركيبات للمحطة الشمسية خلال شهر أكتوبر 2014 وانتهاء الأعمال فى 18 فبراير 2015 بنسبة 100 وبدأ التشغيل التجريبى بتاريخ 21 فبراير 2015 وافتتاح المحطة ودخولها الخدمة يوم 5 مارس 2015.
وتولت شركة البحيرة لتوزيع الكهرباء تنفيذ أعمال تركيب موزع جهد 22 كيلو فولت بعدد 1 خلية و2 خلية جهد 11 كيلو فولت للربط مع محطة الطاقة الشمسية، ومد كابل الربط بطول 2 × 1680 متر مقطع 3 × 300 مليمتر جهد 18/30 كيلو فولت.
كما تم تركيب 2 محول قدرة 5 م.ف.أ جهد 11/22 ك.ف بمعرفة شركة البحيرة لتوزيع الكهرباء. وساهمت محطة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، فى تخفيف الأحمال والتكاليف عن محطة توليد الكهرباء بالديازل، كما توافرت الإنارة بالمنازل وتشغيل الأجهزة الكهربائية المنزلية بالواحة على مدار الساعة، إضافة إلى توفير الطاقة اللازمة للمشروعات السياحية والصناعية وغيرها بالواحة.
228934-سيوة-منورة-بالطاقة-الشمسية-(8)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة