اختتم الرئيس عبد الفتاح السيسى، الثلاثاء، زيارته إلى موسكو، وتوجه إلى منتجع سوتشى للقاء الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
وقالت مصادر مطلعة، إن "بوتين" جهز للسيسى استقبالًا أسطوريًا، يتضمن مفاجآت عديدة، أبرزها استقبال فوق العادة وغير مسبوق لأى رئيس فى تاريخ روسيا، وسرب طائرات فى استقبال السيسى بمجرد دخول المجال الجوى لمنتجع سوتشي.
وأضافت المصادر، أن "بوتين" سوف يصطحب السيسى فى سيارته فى جولة بمنتجع سوتشى، بالإضافة إلى برنامج ترفيهى حافل وحفل عشاء ومحادثات ودية ومشاهدة عرض السيارات، وجولة فى إقليم ستافروبول الروسى لتناول منتجات المزرعةالروسية من التفاح الجديد.
وأوضحت المصادر، أن الرئيس بوتين سيجرى جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس السيسى فى "سوتشي"، يعقبها كلمتين للزعيمين أمام وسائل الإعلام.
وقالت المصادر، إنه من المقرر أن يتم، خلال قمة السيسى وبوتين، بحث استئناف الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ والغردقة، فى إطار العلاقات المميزة التى تجمع بين البلدين، وكذلك التعاون فى مجال السياحة، كما سيتم بحث التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب، إضافة إلى بحث الأوضاع فى المنطقة خاصة فى سوريا وليبيا، وآخر تطورات القضية الفلسطينية.
ويرافق الرئيس السيسى، خلال الزيارة وزراء الخارجية والكهرباء والنقل والتجارة والصناعة، فضلًا عن رئيس جهاز المخابرات العامة.
وكان الرئيس السيسى استهل نشاطه فى موسكو، الاثنين، بلقاء رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسى تيجران سركسيان، لبحث اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوراسى.
ويضم الاتحاد الأوراسى 5 دول هى: "روسيا وبيلاروسيا وقيرجيزستان وكازخستان وأرمينيا".
وأشار الرئيس فى بداية اللقاء مع رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسى، إلى أهمية العلاقات التى تربط بين مصر ودول الاتحاد الأوراسى على المستوى السياسى والتاريخى والثقافى والاقتصادي.
وأعرب الرئيس عن تطلع مصر لتنمية وتطوير هذه العلاقات فى مختلف المجالات، فى ظل التوجه الاستراتيجى لدى مصر لتعزيز العلاقات مع دول الاتحاد الأوراسى بما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين.
وأشاد الرئيس بمستوى التعاون بين مصر والاتحاد الأوراسى فى ضوء قرب انعقاد الجولة الأولى للمفاوضات بين الجانبين للتوصل إلى اتفاق تجارة حرة، بما يُساهم فى زيادة ومضاعفة معدلات التبادل التجارى وتنمية الاستثمارات المشتركة، وبما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين، خاصة فى ضوء تطوير البنية التحتية فى مصر، لاسيما فى مجالات الغاز والكهرباء والطاقة والموانئ وشبكة الطرق الحديثة، بالإضافة إلى ما توفره اتفاقيات التجارة الحرة التى تربط بين مصر والدول العربية والأفريقية والأوروبية من أفضلية لنفاذ السلع المصدرة من مصر، الأمر الذى من شأنه توفير كافة سبل النجاح للاستثمارات الأجنبية.
ومن جانبه، أعرب رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسى، عن تقدير الاتحاد لمصر ولعلاقات التعاون البناء بين الجانبين، مشيرًا إلى حرص الاتحاد الأوراسى على تعزيز هذه العلاقات والانطلاق بها إلى آفاق أرحب، ومؤكدًا الحرص على بدء المفاوضات مع مصر للتوصل لاتفاق تجارة حرة بين الجانبين، خاصة فى ضوء ما يلمسونه من تقدم على صعيد نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى، وكذلك ما تتمتع به مصر حاليًا من استقرار.
وأوضح "تيجران ساركسيان"، أن الاتحاد الأوراسى يهدف إلى تعزيز الروابط التجارية بين الدول الأعضاء به، وتعزيز حرية نقل السلع والخدمات ورؤوس الأموال والأيدى العاملة، فضلًا عن تنسيق السياسات فى مجالات التجارة والطاقة والصناعة والزراعة والنقل، وهو الأمر الذى ينعكس على القيمة المضافة للتعاون بين الاتحاد الأوراسى والدول الأخرى من خارجه.
وشهدت زيارة الرئيس السيسى لمجلس الفيدرالية الروسى (الغرفة العليا بالبرلمان الروسي) استقبالًا حافلًا من جانب "فالنتينا ماتفيينكا" رئيسة مجلس الفيدرالية الروسى، ونواب البرلمان الروسي.
وقالت "فالنتينا ماتفينكو"، إنه لشرف كبير لنا أن يكون الرئيس عبد الفتاح السيسى أول رئيس دولة فى العالم يتحدث أمام مجلس الفيدرالية الروسى، مشيرة إلى أنها أجرت مباحثات بناءة للغاية مع الرئيس السيسي.
وأضافت رئيسة مجلس الفيدرالية الروسى، فى كلمتها أثناء تقديمها للرئيس السيسى قبيل إلقاء كلمته أمام المجلس، أنها تتذكر جيدا اللقاء الذى جرى مع الرئيس السيسى خلال زيارة رسمية لها لمصر العام الماضى، حيث أجرت مباحثات تتعلق بسبل دعم أواصر العلاقات المصرية الروسية، وهو ما عكس أيضا حرص الرئيس السيسى على تأكيد الاحترام المتبادل بين البلدين والحفاظ على مصالح بعضهما البعض.
وأوضحت ماتفينكو، أن ذلك اللقاء الذى جرى فى مصر رسم خطوطا وآفاقا للتعاون بين البلدين على الصعيدين الدولى والمحلى، وكذلك البرلماني.
وأكدت رئيسة مجلس الفيدرالية الروسى، على أن الرئيس السيسى شخصية سياسية مرموقة يتسم بالحكمة وبعد النظر، وأنه مخلص إخلاصا كبيرا لبلاده، مشيرة إلى أنه أمضى الجانب الأكبر من حياته العملية فى القوات المسلحة وحصل على رتبة المشير التى تعد أعل رتبة عسكرية فى مصر.
وأضافت أن الرئيس السيسى ترك الخدمة العسكرية عام 2014، وتولى رئاسة مصر حيث حظى على تأييد شعبى كبير إبان ترشحه، ونقلت رئيسة مجلس الفيدرالية عن الرئيس السيسى بعض العبارات التى قالها فى مارس 2014، حيث ذكرت أن هذه الأقوال تعكس شخصيته، حيث قال:" لقد كنت وسأظل مدى حياتى جنديًا يخدم وطنه، وعندما أترك الزِّى العسكرى ساظل أعتبر نفسى جنديا كلّف بخدمة وطنه فى المستقبل".
واختتمت رئيسة مجلس الفيدرالية الروسى، كلمتها قائلة أن هذه الأقوال هى لجندى يحب وطنه.
وكان أعضاء مجلس الفيدرالية الروسى قد استقبلوا الرئيس السيسى بحفاوة وترحاب شديدين وتصفيق حاد يعكس مدى حرصهم على العلاقات بين البلدين، واحترامهم وتقديرهم لدور الرئيس السيسى لتطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وكذلك دوره فى دعم مسيرة الأمن والاستقرار وإحلال السلام فى ربوع منطقة الشرق الأوسط وكذلك فى جهوده فى مواجهة الإرهاب
من جانبه، أعرب الرئيس السيسى، عن سعادته البالغة وتقديره العميق، لدعوة المجلس الفيدرالى الكريمة للحديث من على هذا المنبر، وإتاحة الفرصة له كى يتواجد بينهم، كأول رئيس أجنبى فى مجلس الفيدرالية، مخاطبًا الشعب الروسى العظيم، حاملًا له رسالة تحية وتقدير عميقة من شعب مصر، الذى يعتز بما يجمع بين بلدينا من روابط تاريخية، لا تزال أصداؤها حاضرة حتى الآن، وإننى أتطلع لأن يمثل لقائى معكم، نقطة انطلاق جديدة لإثراء علاقات الصداقة بين بلدينا، فى بعدها البرلمانى، لتتجاوز إطارها الرسمى إلى آفاق شعبية أوسع، تنميها وتدفعها إلى الأمام.
وأضاف الرئيس فى كلمته التاريخية، أن العلاقات الوطيدة بين مصر وروسيا، التى نحتفل هذا العام بمرور خمسة وسبعين عامًا على تأسيسها، دائمًا ما تميزت بالعمق والخصوصية، وهو ما تجلى فى وقت الأزمات والشدائد، فقد كانت روسيا دائمًا، شعبًا وحكومةً، أول من قدم يد العون لمصر لاستعادة الأرض المحتلة، كما أن مصر لن تنسى مساهمة روسيا فى معركتها للبناء والتعمير، حينما ساعدتها على بناء السد العالى، وغيره من المشروعات الكبرى، خلال حقبة هامة من تاريخها الحديث، "وأود أن أؤكد أن هذه المواقف التاريخية الداعمة، ستظل دائمًا عالقة فى أذهان المصريين، وأن هذا الإرث القيم من التعاون المشترك، سيظل محل تقدير بالغ من الشعب المصري".
وقال السيسى، إن الزخم الذى تشهده مختلف مجالات التعاون بين مصر وروسيا، على مدار السنوات الخمس الأخيرة، لهو خير دليل، على ما تنطوى عليه علاقاتنا من عمق ورسوخ، وهو الأمر الذى انعكس فى مستوى التنسيق والتشاور المستمر، بين المسئولين فى البلدين، وفى إطلاق الحوار الإستراتيجى بينهما، فضلًا عن نمو حركة التجارة إلى أرقام غير مسبوقة، لا تزال فى سبيلها إلى الارتفاع، مضيفًا:" أتطلع للانتهاء خلال الأعوام المقبلة، من مشروع عملاق، وهو بناء محطة الطاقة النووية بالضبعة، والتى أثق أنها ستغدو علامة مضيئة جديدة، فى مسيرة التعاون بين البلدين، وصرحًا ضخمًا فى بنيان شراكتنا الممتدة".
وتابع الرئيس: "وبالمثل، فإننى أنظر إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية فى شرق قناة السويس، كمثال آخر على عمق شراكتنا، ونقطة انطلاق جديدة، من أجل تعزيز الاستثمارات الروسية فى مصر، فنحن نتطلع دائمًا، لخبراتكم واستثماراتكم، فى إطار من التكامل بيننا، من أجل المساهمة فى إنجاز ما يتم تدشينه، من مشروعات عملاقة على أرض مصر، وأود أن أؤكد لكم، أن الباب سيبقى مفتوحًا أمام المستثمر الروسى، للاستفادة من المميزات الكبيرة، التى تتيحها السوق المصرية، كبوابة تجارية واستثمارية ضخمة، للعديد من الدول الأفريقية.. والعربية.. والأسيوية".
وأشار السيسي، إلى أن جهودنا توجت بالنجاح فى استئناف حركة الطيران المباشر بين القاهرة وموسكو، فى أعقاب زيارة الرئيس "بوتين" إلى مصر فى ديسمبر 2017، مضيفًا:"إننى على ثقة، بأنه فى إطار الروح الإيجابية التى تسود العلاقات الثنائية بينمصر وروسيا، سيعود الطيران قريبًا بين المدن الروسية والمصرية الأخرى، من أجل استعادة تدفقات السائحين الروس، الذين طالما لاقوا كل ترحاب وتقدير ومودة.. فى بلدهم الثانى مصر".
وأكد الرئيس، على أن المواقف الروسية الداعمة لإرادة المصريين، فى أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو، وما شهدته العلاقات من تقارب، قد أتاح متابعة التطورات المتلاحقة على مدار السنوات الخمس الماضية، التى نجح خلالها المصريون فى استعادة أمنهمواستقرارهم، والحفاظ على كيان دولتهم العريقة، ومؤسساتها الوطنية الراسخة، ليجنبوا بلادهم نيران الفوضى، حيث استطاع الشعب المصرى استحضار مخزونه الحضارى العميق، ليفرض إرادته، وينقذ هويته، ويحقق قفزات هائلة على صعيد تمكينالشباب والمرأة، ويمضى فى تنفيذ إصلاحات اقتصادية جريئة، ليصبح ما تحقق من إنجازات، واقعًا حيًا شاهدًا على قدرة المصريين على تخطى الصعاب، والعبور إلى المستقبل بثقة وتفاؤل.
وأوضح الرئيس السيسي، أن مصر بينما تمضى فى طريقها إلى هذا المستقبل، تتطلع إلى تعزيز مستوى التنسيق والتواصل مع روسيا، وفتح آفاق جديدة للتعاون، لاسيما فى مواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها خطر انتشار وتمدد الإرهاب، الذى يتشح زورًا باسم الدين، بحثًا عن أهداف خبيثة، ومصالح ضيقة، لفئات لا تعرف أديانًا ولا أوطانًا، فأصبحت عدوًا للإنسانية بأسرها، إلا أن القضاء على هذه الآفة الخطيرة، يستوجب منا مواجهة جماعية من منظور شامل، نخوض من خلاله، معركة العقول والقلوب ضد أفكار التطرف والانغلاق، مع إيلاء الاعتبار اللازم للبعدين الاقتصادى والاجتماعى، بجانب الإجراءات العسكرية والأمنية.
و فى هذا السياق، أشار السيسى، إلى أن مبادرة تجديد الخطاب الدينى، التى تم إطلاقها من مصر منذ سنوات، من أجل مواجهة خطاب التطرف والأفكار المغلوطة والتفاسير الملتوية، التى تجافى صحيح الدين، وتنافى قيمه الحميدة، منوهًا بالدور المقدر الذى يقوم به الأزهر الشريف فى هذا الشأن، كمنارة للإسلام المعتدل، الذى يعلى من قيم التسامح وقبول الآخر، منوهًا إلى العملية الشاملة سيناء 2018، وما حققته القوات المسلحة وقوات الأمن المصرية من نجاحات باهرة، من أجل حصار بؤر الإرهاب والسيطرة عليها بشكل كامل، فضلًا عن اتخاذ التدابير اللازمة لحماية أمن مصر وحدودها، وتأمينها من مخاطر تسلل المقاتلين الأجانب، وتهريب المخدرات والاتجار فى البشر، فضلًا عن التصدى لموجات الهجرة غير الشرعية عبر السواحل المصرية إلى أوروبا.
وأضاف الرئيس:"وكما يمثل الإرهاب تهديدًا خطيرًا على الإنسانية بأسرها، فإن تفكيك مفهوم الدولة الوطنية، تحت وطأة الأزمات المتلاحقة، يشكل خطرًا وجوديًا على أمن المنطقة والعالم كله، فلا يكفى أن منطقتنا العربية لاتزال تعانى من أقدم وأعقد أزمة فى التاريخ المعاصر، متمثلة فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، بعدما عجز المجتمع الدولى عن إيجاد حل عادل وشامل لهذا الصراع الممتد، يعيد للشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة، بل وتلاحقت باقى أزمات المنطقة، لتؤجج الصراعات الطائفية، وليخيم شبح تفكك وانقسام الدولة ومؤسساتها الوطنية، ليفرض مزيدًا من التحديات والإخطار الجديدة، الأمر الذى يستدعى منا العمل معًا، وتسخير الطاقات وشحذ الهمم، لمواجهة الإخطار المشتركة.. التى تحيق بنا".
وقال السيسي:"لقد أصبحنا جميعًا فى خندق واحد، فلم يعد أحدًا بمنأى عن الخطر، ولم يعد بالإمكان تخطى تلك الأزمات فرادى، أو بدون تحمل كافة أعضاء المجتمع الدولى لمسئولياتهم، سواء عبر الإسراع بتحقيق التسوية السلمية للنزاعات، أو التصدى بحزم للأطراف التى تقف وراء الإرهاب، وتُغذيه بالقول أو الفعل.. أو المال".
وأكد أن ما يزيد من حدة الأزمات الراهنة فى المنطقة، هو تصاعد حدة الاستقطاب، الذى لن يؤدى فى النهاية، إلا لتفاقم الواقع المضطرب من حولنا، وأقولها بصراحة، لم يعد هناك مجالًا للاصطفاف فى محاور، لفرض رؤى بعينها، أو الانضمام لتكتلات، هدفها الانطواء على نفسها، والادعاء بأن تلك المخاطر لا تعنيها، فلا سبيل للوصول لمستقبل أفضل، إلا بتحقيق مزيد من التعاون، وتنسيق المواقف فى إطار من الاحترام والتقدير المتبادل، وتفهم الاختلاف والتنوع وثقافة الآخر، والالتزام بالقانون الدولى وبمبادئ الأمم المتحدة، التى يجب أن تظل كيانًا جامعًا لنا، من أجل نظام دولى فعال يسوده السلام والأمن، بما يساعد على التركيز على تحقيق التنمية والرخاء، وتلبية تطلعات شعوبنا، وصولًا لنظام عالمى أكثر استقرارًا.
وأضاف السيسي: "كما ذكرت فى كلمتى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضى، فإنه لا مجال للحلول الجزئية للنزاعات والصراعات الداخلية.. أينما كانت، وإنما المعالجة الشاملة، التى تضمن الحفاظ على وحدة وسيادة الدول، وسلامتها الإقليمية، وتُعيد لم شمل أبناء الوطن الواحد، بما يسمح بإعادة البناء والإعمار، مع ضمان عدم إفلات المفسدين والمخربين والإرهابيين من المحاسبة.
ولعلكم تشاركوننى الرأى، بأن تلك المعالجة الشاملة للأزمات، لن تتسنى بدون توافر الإرادة الجماعية للمجتمع الدولى، وبحيث يكون الخيار الأممى هو مظلتنا الجامعة لتحقيق هذا الغرض، ففى سوريا على سبيل المثال، لا بديل عن تحريك العملية السياسية التى ترعاها الأمم المتحدة، إلا بالإطلاق الفورى لأعمال لجنة صياغة الدستور، كخطوة أولى نحو استئناف المفاوضات وإنهاء الأزمة فى سوريا، بشكل يحفظ وحدة هذا البلد الشقيق وسلامة مؤسساته.. ويلبى طموحات أبنائه".
وفيما يتعلق بليبيا، قال الرئيس السيسى، إن رؤيتنا للحل تقوم على ضرورة الالتزام بالحل السياسى، وما يتطلبه من تحقيق تقدم، فى تنفيذ مبادرة المبعوث الأممى للحل السياسى الشامل فى ليبيا، بكافة عناصرها، والتى تم تبنيها منذ أكثر من عام، ولا تزال ترواح مكانها، وذلك جنبًا إلى جنب مع توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، كى تتمكن من القيام بمهامها بفاعلية، والمتمثلة فى الدفاع عن ليبيا ومواجهة مخاطر الإرهاب، وهو المسار الذى تقوم فيه مصر بدور محوري.
ولفت السيسى، إلى أن روسيا ستظل الصديق الوفى، الذى يمكن دائمًا الاعتماد عليه، لاسيما فى ظل تقارب الرؤى والدعم المتبادل فى مختلف المحافل الدولية، حتى وإن تباينت وجهات النظر حيال بعض القضايا، فإن ذلك يعد حافزًا على إثراء الحوار، وتأكيدًاللحاجة لمزيد من التنسيق والتعاون، وصولًا للسُبل المُثلى لمواجهة التحديات المشتركة.
وقال الرئيس:"إننى على ثقة، فى أن لقائى مع رئيس الوزراء "ميدفيديف"، ومباحثاتى غدًا مع صديقى الرئيس "بوتين"، ستسهم فى تحقيق نقلة جديدة، فى مستوى التعاون والتنسيق والتقارب المشترك، إزاء مختلف القضايا الثنائية والتحديات الإقليمية والدولية.. الراهنة.
وفِى ختام كلمته، جدد الرئيس شكره الخاص لرئيسة وأعضاء المجلس الفيدرالى الروسى، لاستقباله فى مجلسهم الموقر، معربًا عن خالص امتنانه لحفاوة اللقاء وكرم الضيافة، الذى لمسه منذ وصوله إلى الأراضى الروسية، مؤكدًا تفاؤل مصر، قيادةً وحكومةً وشعبًا، بمستقبل العلاقات المصرية الروسية، فى ظل القيادة الحكيمة للرئيس "بوتين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة