يبدو أن أزمة تكريم المخرج الفرنسى كلود ليلوش بمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ40 لن تمر مرور الكرام، فمنذ إعلان مهرجان القاهرة السينمائى عن تكريمه، لم تهدأ الأصوات التى تندد بذلك التكريم وتطالب بإلغاله سواء من رواد مواقع التواصل الاجتماعى ومحبى السينما، أو من السينمائيين أنفسهم، وذلك بسبب علاقة ليلوش بإسرائيل وتصريحاته عنها، حيث نقلت The Jerusalem Post أثناء مؤتمر صحفى عقد بالمعهد الفرنسى فى تل أبيب عام 2016 خلال فترة انعقاد الدورة الـ13 من مهرجان الفيلم الفرنسى فى إسرائيل قوله: "أنا سعيد للغاية لوجودي في تل أبيب، سعيد للغاية لوجودى فى إسرائيل أشعر دائمًا بالقرب من هذا البلد لقد كنت هنا لمرات عديدة وعندما أكون هنا أشعر أنني في بيتي.. إنها دولة أحبها كثيراً ".
ومع تصاعد الأصوات التي تطالب بإلغاء التكريم أصدر المهرجان بيانًا جاء فيه أن اللجنة الاستشارية العليا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي اجتمعت بشكل عاجل، وذلك لدراسة ما أثير في وسائل الإعلام ومن قبل بعض الفنانين والمثقفين حول دعوة المخرج الفرنسي كلود ليلوش لاستلام تكريم عن مجمل أعماله خلال دورة المهرجان الأربعين خلال الشهر المقبل وأن اللجنة اطلعت اللجنة على كل ما نُشر خلال الأيام الماضية من تصريحات أدلى بها ليلوش لمطبوعات إسرائيلية خلال تلقيه دكتوراه فخرية من قبل إحدى الجامعات، تمت ترجمتها لعدة لغات، ووجدت اللجنة أن كلها تأتي في نطاق المجاملات المعتادة من الفنانين عند زيارة أي دولة".
وأضاف البيان أنه "نظرًا لأن أعضاء اللجنة الاستشارية كأفراد، ومهرجان القاهرة كمؤسسة ثقافية وقفت طوال تاريخها مع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، فإن اللجنة تدعو الجميع لتزويدها بأي وثيقة تتضمن موقفًا سياسيًا معلنًا لكلود ليلوش ضد القضية الفلسطينية أو حقوق الشعب العربي، سواء كانت تصريحًا سياسيًا، بيانًا قام بالتوقيع عليه، أو أي شكل آخر للتضامن السياسي مع الموقف الإسرائيلي وعلى من يملك أي مادة تثبت هذا إرسالها للجنة على عنوان البريد الإلكتروني info@ciff.org.eg خلال أربعة أيام تبدأ مساء الأربعاء 17 أكتوبر حتى مساء الأحد 21 أكتوبر لتقوم اللجنة بدراسة المواد في اجتماع عاجل آخر واتخاذ قرار بشأن التكريم".
"كلود ليلوش" ولد بالعاصمة الفرنسية باريس فى 30 أكتوبر عام 1937، أول من صور أفلامه بنفسه فى الستينيات بكاميرا واحدة كان يحملها على كتفه وبهر العالم بأسلوبه الجديد الذى يترك حرية الحركة بعيداً عن صنع التقطيع ورسم الكادر التقليدى.
كلود ليلوش قدم العديد من الأعمال أبرزها فيلم "رجل وامرأة" عام 1966 ، والذي أسهم فى ترسيخ اسمه ونهجه، ونال عنه عدة جوائز فى مقدمتها جائزة الأوسكار عن أفضل قصة كتبت مباشرة للسينما كما رشح لأوسكار وجولدن جلوب وبافتا أفضل مخرج، كما فاز عن نفس الفيلم بالسعفة الذهبية، وقد ظل يمثل النجاح الأكبر للسينما الفرنسية في الخارج، كما اختير عضو لجنة التحكيم بمهرجان كان السينمائى عام 1967، ومن أفلامه أيضًا "الحياة للحياة" عام 1967، وفيلم 13 يوم فى فرنسا 1968، والذى رشح لجائزة الدب الذهبى لمهرجان برلين السينمائى، "الحياة الحب الموت" 1969، "السفاح" 1970، ورشح لجائزة أوسكار أفضل سيناريو عن كتابته فيلم "كل الحياة" عام 1974، و"رجل وامرأة بعد عشرين عاما" 1968، وفيلم "البؤساء" 1995" والذى رشح لجائزة بافتا، وحصل على الجائزة الذهبية من مهرجان شيكاغو السينمائي، و"هم والآخرون" 1981 والذى رشح للسعفة الذهبية بمهرجان كان، و"طريق طفل مدلل" 1988، " كانت أيام وأقمار 1990، "التاريخ الجميل" 1992 و"كل هذا من أجل ذلك" 1993، والفائز بالجائزة الكبرى لمهرجان مونتريال السينمائي، "الشجاعة فى الحب" 2005، "واحد زائد واحدة" 2015، و«الان سيداتي سادتي» 2001، وعرض في افتتاح مهرجان كان السينمائي في العام ذاته، و«الباريسيون» 2004، و"قصة المحطة" 2007، "حياة الجميع" 2017، كما يعد لأحدث أفلامه "أجمل سنوات".