تتميز واحة سيوة، بزراعة وإنتاج أجود أنواع البلح والزيتون وتصنيع مشتقاتهما، وتعد سيوة التى تقع جنوب غربى مرسى مطروح بنحو 320 كيلو متر، هى الأشهر بين واحات مصر والعالم، وتكتسب شهرة عالمية فى مجال السياحة العلاجية والأثرية والسفارى والتخييم فى الطبيعة البكر.
ويساعد المناخ القارى للواحة التى تبعد حوالى 60 كيلومترا من الحدود الدولية مع ليبيا، على زراعة وإنتاج أفضل أنواع التمر، ويقدر عدد النخيل بها بنحو 700 ألف شجرة، من بينها نحو 500 ألف شجرة مثمرة، تنتج نحو 50 ألف طن من الأصناف المتنوعة.
وفرضت الأصناف المتنوعة للتمر السيوى، وجودها فى الأسواق المحلية والدولية، لتميزها بالجودة وتعدد أصنافها، خاصة فى ظل الكميات الكبيرة التى تنتجها الواحة من التمر، وهو ما جذب انتباه مؤسسة جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعى بدولة الإمارات العربية، وبدأت فى الاستثمار والمساهمة فى الحفاظ وتنمية التمور فى واحة سيوة، وبدأت قبل 4 سنوات فى تنظيم مهرجانا دوليا سنويا للتمور المصرية، وتنظيم ندوات علمية وبحثية تهدف لتنمية زراعة وتصنيع التمر بمشاركة خبراء ومؤسسات علمية دولية وعالمية، إلى جانب إقامة معرض لأنواع التمور بمشاركة عارضين من المزارعين والمصانع والمصدرين من مختلف محافظات مصر وبعض الدول العربية مثل ليبيا والسودان والسعودية، وغيرها.
وتستعد حاليا المؤسسة الإماراتية لإقامة مهرجان التمور فى دورته الرابعة، خلال شهر نوفمبر المقبل بالتعاون مع محافظة مطروح ووزارات الزراعة والصناعة والتجارة.
ورصدت كاميرا "اليوم السابع" خلال جولة بواحة سيوة المساحات الشاسعة المنزرعة بأشجار النخيل وتابعت مراحل جنى البلح ودخوله مصانع التجفيف والتعبئة والتغليف.
وكشف عبد العزيز زكريا، أحد أبناء سيوة المهتمين بالحفاظ على البيئة، عن أن هناك حوالى 10 مصانع لتعبئة وتجفيف التمور بسيوة، تعلن عن أسعار شرائها للبلح من المزارعين، ويتراوح سعر توريد كيلو البلح بين 10 و15 جنيها، حسب النوع والجودة، وهو ما يزيد الخيارات أمام المزارعين لبيع إنتاجهم من التمور للمصنع الذى يدفع له أعلى سعر.
وتمر عبوة البلح بعدة مراحل قبل طرحها فى الأسواق، فعقب جنى أو حصاد المزارعين للبلح، يتم بيعه للمصانع، ليمر بمرحلة التبخير ومرحلة الفرز والتنقية، ثم الغسيل والتجفيف، ثم الفرز مرة أخرى واختبار المنتج، قبل نقله إلى قسم التعبئة فى عبوات كبيرة وصغيرة الوزن، ثم قسم التغليف، وهناك مراحل أخرى فى بعض المنتجات مثل إنتاج التمر المحشو بالمكسرات بأنواعها المختلفة أو الشيكولاتة، بعد نزع النواة من الثمرة، ليكون المنتج جاهزا للعرض والتسويق فى السوق المحلى أو تصديره للخارج، كما مصانع التمور فى سيوة، أنواع متعددة من مربى البلح والرُب أو عسل البلح.
أكد المهندس حسين السنينى مدير مديرية الزراعة بمطروح، على أن المنتجات لزراعية بسيوة، يتميز معظمها بأنها " organic " حيث لا تستخدم الكيماويات فى عملية الزراعة، كما تتم مكافحة الآفات فطريًا، وهو ما جعل لمنتجات سيوة شهرة خاصة داخل مصر وخارجها، مشيرًا إلى أن البلح السيوى، يصدر إلى إيطاليا وفرنسا وبعض دول أفريقيا وآسيا، لخلوه من الكيماويات واستخدام الأسمدة العضوية والحيوية فقط، مؤكدًا أن مديرية الزراعة تقدم الدعم الفنى وتوفر المبيدات لمكافحة سوسة النخيل، بعد موسم حصاد البلح، كما أن محافظة مطروح تتحمل نصف ثمن مبيدات مكافحة سوسة النخيل، عن صغار المزارعى للتخفيف عليهم.
وأضاف السنينى، أنه يتم التعامل مع بعض حالات إصابة أشجار النخيل بالتنسيق مع الجهات المعنية، من خلال إطلاق مجموعة من الطفيليات الحيوية وعدم اللجوء للمبيدات الكيماوية إلا فى أضيق الحدود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة