تعد المحطة النووية لتوليد الكهرباء بالضبعة بقدرة 4800 ميجا وات استكمالا لتاريخ طويل من التعاون بين مصر و روسيا منذ سنوات عديدة، حيث أكدت الشركة الروسية المسئولة عن إنشاء المحطة خلال لقاء الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء مع مسئولى الشركة على هامش زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لموسكو، التزامهم التام بكل بنود التعاقد على تنفيذ المرحلة الأولى من البرنامج النووي المصرى لتوليد الكهرباء.
وأكد الدكتور أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا تعد بمثابة خارطة طريق واضحة لمشروع المحطة النووية بالضبعة بقدرة 4800 ميجا وات ، مؤكدا أن الشركة الروسية المسئولة عن إنشاء المحطة أكدت للدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء التزامها الكامل بكل بنود التعاقد التى تمت بين الجانبين المصرى و الروسية.
وأوضح حمزة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" ، أن الشركة الروسية المسئولة عن إنشاء المحطة النووية اعلنت أنه سيتم الانتهاء من الأعمال الخاصة بتصميمات المفاعلات النووية الأربعة بقدرة 1200 ميجا وات لكل مفاعل فى 2020 ، موضحا أنه سيتم البدء في إنشاء أول مفاعل نووي في نفس العام.
و يرى حمزة أن تنفيذ المحطة النووية بالضبعة يعتبر تحقيق لحل المصريين الذى طال لأكثر من 60 عاما منذ طرح المشروع النووى و لكنه لم يخرج للنور، مضيفا أن الإرادة السياسية للدولة وراء خروج هذا المشروع القومى للنور و تحقيق حلم المصريين.
و تابع حمزة أن التعاقد مع الشركة الروسية ايشترط تسليم المحطة بنظام المفتاح ، مضيفا أن نظام المفتاح هو عبارة عن تسليم المحطة لوزارة الكهرباء بعد الانتهاء منها بالكامل لمراجعتها و التأكد من إنشائها وفقا للمعايير المتفق عليها.
و قال حمزة إن التعاقدات التى تقوم بها الشركة الروسية حالياً تتم بالتوازي مع أعمال التصميمات الخاصة بالمشروع ، مشيرا إلى أن تصميمات المحطة النووية تستغرق سنوات فى بعض الاحيان و لكن القيادة السياسية حريصة على تشغيل أول مفاعل فى موعده المحدد فى 2022، والباقى تباعًا حتى عام 2026.
الجدير بالذكر أن مشروع المحطة يستخدم مفاعلات نووية من الجيل الثالث طبقاً لأحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا، ويحتوى هذا الجيل على تصميم آمن ومقاوم لخطأ المشغل أى "العامل البشرى"، ويزيد عمر المحطة على 60 عامًا، ولها قدرة غير مسبوقة على مقاومة الحوادث الضخمة فيمكنها أن تتصدى لإصطدام طائرة وزنها 400 طن وسرعتها 150 متر فى الثانية، وتمتاز المفاعلات النووية أيضًا بالتشغيل الآمن دون أية تأثيرات سلبية على البيئة المحيطة به، كما تضمن هذه المفاعلات عدم التسرب الإشعاعى عن طريق الفلاتر والحواجز المتعددة، وتحتوى على نظام التحكم الآلى الحديث.
كما يوفر هذا المشروع عدداً من المزايا الإجتماعية والإقتصادية والحضارية حيث أنه يوفر حوالى عشرة آلاف فرصة عمل جديدة لشباب المحافظة خلال فترة التشييد التى تمتد على قرابة ثمان سنوات، فضلاً عن ما لا يقل عن 4 آلاف فرصة عمل أخرى بعد التشغيل، وسيترتب على المشروع رواج إقتصادى وسياحى سيكون له عظيم الأثر بعد تشغيل المشروع على منطقة الضبعة ومحافظة مطروح بكاملها .
و تستوعب أرض الضبعة 8 محطات نووية ستتم على 8 مراحل، المرحلة الأولى تستهدف إنشاء محطة تضم 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء بقدرة 1200 ميجا وات بإجمالى قدرات 4800 ميجا وات بتكلفة 5 مليارات دولار للمفاعل بإجمالى 20 مليار دولار.
