قال محمد فايق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن مصر حاليا تمر بظروف عصيبة أشبه بمرحلة ما بعد 1967، لأنها تتشابه معها في وجود العديد من الصعوبات والتحديات التي تواجهها مصر.
وأضاف :"أمامنا تحديات كبيرة من محاربة الإرهاب و خفافيش الظلام إلى تحديات التعليم و الصحة و البنية التحتية وغيرها".
وأضاف فايق، فى بيان صادر عنه منذ قليل حول تفاصيل كلمته في حفل توزيع جوائز الانتاج الدرامي المتميز في مجال حقوق الإنسان لعام 2018:"خلال تلك الفترة في أعقاب الهزيمة العسكرية عام 1967 – كنت وقتئذ وزيراً للإرشاد القومى المسئول الأول عن الإعلام – وكان مطلوبا إعداد الدولة لحرب التحرير و الخروج من الهزيمة إلى النصر – ووقتها قام الجيش بدور منذ البداية على أكمل وجه " معركة رأس العش – ضرب المدمرة إيلات – حرب الإستنزاف".
وتابع فايق: « في ذلك الوقت عرفت دور الفن و الفنانين في تأسيس الوعي و شحذ الهمم، ففى ذلك الوقت كان مع الإذاعة و التليفزيون جيش وطنى من الفنانات و الفنانين، منهم أم كلثوم و عبد الحليم حافظ و محمد عبد الوهاب و فريد الأطرش و سعاد محمد و فايزة أحمد و صباح و نجاة ، و كان فيه بليغ حمدى و كمال الطويل و الموجى و القصبجى و السنباطى ، وغيرهم كثيرون من المطربين و الملحنين العظام وكان الجميع يؤدى واجبه بكل إخلاص و حماس».
وأشار رئيس المجلس القومى لحقوق الانسان، إلي أنه فى ذلك الوقت لم تكن هناك رقابة على الأعمال الفنية و الدراما إلا ضمائر الكتاب و المخرجين، ومن هنا تدفق الإبداع على الإذاعة و التليفزيون ، فوجدنا المخرج محمد فاضل – و كان مجرد شاب صغير فى التليفزيون خريج كلية الزراعة – يخرج لنا مسلسل القاهرة والناس الذى يتعرض لمشاكل الناس فى هذا الوقت العصيب، ويثير اهتمامهم وحماسهم و إحساسهم بالمعركة، وقتها لم يتم تكليف أحد ولم بطلب شيئاً من أحد فى هذا الجيش من الفنانين إلا و أجاب بسرعة مذهلة و إبداع .
واستعرض فايق أحد هذه التكليفات كان للسيدة أم كلثوم، قائلا : « طلبتها و قلت لها " أنا عايز منك أغنية وطنية قصيرة 7-8 أبيات سيتم تصويرها تليفزيونياً نرفع بها معنويات الناس وتتكلم عن مصر وتعطى الأمل بالنصر، وقالت لى: " أنا مسافرة إسكندرية و عربيتى واقفة على الباب ، لكن مش حسافر إلا لما أعملك هذه الأغنية» وبالفعل وبعد أقل من ساعتين إتصلت بى أم كلثوم و قالت لى " إيه رأيك فى القصيدة دى " و تلت 7 أبيات من قصيدة لإبراهيم ناجى أول بيت فيها :« أجل إن ذا يومٌ لمن يفتدى مصر فمصر هى المحراب و الجنة الكبرى»، إلى أن قالت فى آخر بيت «شباب نزلنا حومه المجد كلنا و من يفتدى للنصر ينتزع النصر»، وبعد ثلاثة أيام إتصلت بى السيدة أم كلثوم وأسمعتنى الأغنية بعد أن لحنها رياض السنباطى .
وتابع: «عقب ثورة يناير 2011، تم التشكيل الجديد للمجلس القومي وشارك في عضويته أثنين من كبار الفنانين المصريين وهما الفنانة الكبيرة المخرجة إنعام محمد علي والفنان الكبير محمد صبحي، وكانت الأهداف التي أعلنتها الثورة كلها ترتبط بحقوق الإنسان ( حرية – كرامة – عدالة اجتماعية) وكان مطلوبا من المجلس الجديد الارتقاء بحالة حقوق الإنسان و زيادة الوعي بهذه الحقوق عند الناس.
وأضاف رئيس المجلس القومى لحقوق الانسان:"انبثق من اللجنة الثقافية فى المجلس، لجنة فنية على رأسها المخرجة الكبيرة إنعام محمد على و معها الفنان محمد صبحى و آخرون، و خرجت اللجنة بفكرة تكريم أكثر الأعمال الدرامية و الفنانين التزاما بمبادئ حقوق الإنسان".
وأضاف: « تحمست لهذه الفكرة وقتها من واقع تجربتى الشخصية، فقد عرفت أهمية الفن و الدراما فى إستنهاض الأمة فى أصعب الأوقات»، قائلا « ، أن الفن و الدراما تحديدا من أهم الوسائل للاتصال بالناس و مخاطبة وجدانهم، فنحن في أشد الحاجة لهذا الجيش من الفنانين تكونوا أنتم و كل الذين كرموا قبلكم طليعة هذا الجيش، فالفن هو باعث النهضة و دافع إلى التقدم، نريد عودة هذه الروح إلى الفن بجميع أشكاله ، و تحريره من سطوة الإعلان و هيمنة المصالح ، من أجل وطن غالى علينا جميعاً من أجل مصر» .