لم يكد يمر عام على حادث الواحات الذى وقع يوم الجمعة 20 أكتوبر، وأسفرت عن استشهاد 16 بطلا، بعدما داهمت قوات الشرطة وكراً للإرهابيين، حتى نجحت أجهزة الأمن فى الثأر لجميع الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، ومنعوا تقدم هذه العناصر نحو القاهرة، حيث كانوا يعقدون العزم لاستهداف مؤسسات الدولة وتنفيذ سلسلة من الأعمال التخريبية، وأسقطت أجهزة الأمن كل أفراد الخلايا الإرهابية التى كانت تتمركز فى هذه المنطقة وطهرتها بالكامل من الإرهاب.
الثأر للشهداء وتطهير المنطقة من الإرهاب مر بعدة مراحل، فلم تمر سوى أيام قليلة، على الواقعة، حتى داهمت قوات الأمن منطقة الواحات مرة أخرى للثأر لأرواح الشهداء الأبرار، حيث أسقطوا عددا كبيرا من العناصر المتطرفة، من خلال ضربات أمنية ناجحة استهدفت تمركزات الإرهابيين.
شهداء حادث الواحات
وفى 31 أكتوبر 2017 تم القضاء على عدد كبير من العناصر الإرهابية بطريق الواحات، وتحرير النقيب محمد الحايس من أيدى العناصر الإرهابية.
الشهيد المقدم أحمد جاد جميل
وأعلنت أجهزة الأمن فى 16 نوفمبر 2017، نجاحها فى ضبط إرهابى أجنبى، شارك فى حادث الواحات، وتبين أنه يدعى عبد الرحيم محمد مسمارى، ليبى الجنسية، حيث كان مسؤول الدعم والمعيشة بخلية الواحات، وأنه كُلِّف بتدريب عناصر الخلية على حمل السلاح وتصنيع المتفجرات، حيث ولد الإرهابى عبد الرحيم محمد مسمارى، فى مايو عام 1992، ويقيم فى مدينة درنة الليبية، واتفق مع زملائه فى المدينة الليبية على تكوين بؤرة إرهابية داخل الأراضى المصرية، بقيادة الإرهابى المصرى عماد الدين أحمد محمود عبدالحميد، والذى لقى مصرعه فى القصف الجوى للبؤرة، ثم تلقى الإرهابى، تدريبات بمعسكرات داخل الأراضى الليبية، على استخدام الأسلحة الثقيلة، وتصنيع المتفجرات، ونجح مع عناصر أخرى فى التسلل للبلاد لتأسيس معسكر تدريبى بالمنطقة الصحراوية بالواحات كنواة لتنظيم إرهابى، تمهيدًا لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية الوشيكة تجاه دور العبادة المسيحية وبعض المنشآت الحيوية فى إطار مخططهم لزعزعة الاستقرار بالبلاد.
الشهيد الرائد أحمد عبد الباسط
وتورط «المسمارى» فى العديد من الأعمال التخريبية التى وقعت داخل الأراضى المصرية، منها تنفيذ حادث استهداف حافلة تقل بعض المواطنين الأقباط أثناء توجههم لدير الأنبا صموئيل بالمنيا فى 26 مايو 2017، إذ أثبت الفحص الفنى سابقة استخدام بعض الأسلحة المضبوطة مع خليته، فى تنفيذ ذلك الحادث.
الأمن يسيطر على «الظهير الصحراوى الغربى»
«الظهير الصحراوى الغربى» كان بمثابة قبلة العناصر الإرهابية لإقامة معسكرات به، للتدريب بها على العمليات الإرهابية، وتصنيع المتفجرات والقنص عن بعد، وتنفيذ الأعمال التخريبية، إلا أن الأجهزة الأمنية كانت لهذه الخلايا الإرهابية بالمرصاد.
وفى هذا الإطار، داهمت قوات الشرطة عددا من المعسكرات الإرهابية منذ ملحمة الواحات التى وقعت قبل عام من الآن، وأثمرت هذه المداهمات عن مقتل بعض العناصر المتطرفة وضبط عناصر أخرى.
«وسائل إعاشة وأوراق تنظيمية وأسلحة ومتفجرات»، هذا ما تبقى من معسكرات الإخوان فى الظهير الصحراوى الغربى، حيث عثرت الأجهزة الأمنية على وسائل إعاشة متمثلة فى قطع من الجبن وخضراوات وبطيخ، وبراميل مياه، ودراجات هوائية وبخارية للتحرك بها، وتم العثور على أسلحة عبارة عن بنادق آلية وطلقات خاصة بها، ومواد متفجرة وقنابل مجهزة للتفجير، فضلًا عن العثور على الأوراق التنظيمية التى كشفت مخططات الجماعة الإرهابية خلال الفترة المقبلة، والتكليفات الصادرة لهم من القيادات الإرهابية الهاربة للخارج خاصة فى تركيا وقطر لتنفيذ أعمال تخريبية تستهدف أمن واستقرار البلاد، وآليات التواصل مع الهاربين للخارج.
اللافت للانتباه أن معسكرات الإرهابيين بالظهير الصحراوى الغربى، قد اختفت تدريجيًا، بسبب الملاحقات الأمنية والضربات الاستباقية التى تنتهجها وزارة الداخلية، ولم يتبق سوى مجموعة من الفئران التى فضلت الزحف للكهوف الجبلية ظنًا منها بأنها بمنأى عن الشرطة، لكن العيون الساهرة كانت لهم بالمرصاد، حيث استهدفت أجهزة الأمن خلية بطريق أسيوط سوهاج الغربى فى الغنائم، وقُتل 9 أشخاص فى مواجهات مع الشرطة.
المعلومات والأرقام تؤكد اختفاء المعسكرات الإرهابية والعناصر المتطرفة، بفضل الضربات الاستباقية ضد التنظيمات الإرهابية والتى جنبت البلاد العديد من عملياتها الآثمة، وأسفر ذلك عن القضاء على 992 بؤرة إرهابية وبحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة والعبوات الناسفة.
محمد الحايس: سأعود قريباً لعملى
«سأعود قريبًا لعملى لأداء واجبى برفقة زملائى وملاحقة الخارجين عن القانون»، كانت هذه كلمات البطل الرائد محمد الحايس لزملائه كلما زاروه.
وأكد «الحايس» أنه فخور بما قدمه برفقة زملائه من تضحيات من أجل الوطن، مؤكداً أنه كان يرغب فى نيل الشهادة فى سبيل الله، وأنه لم يشعر لحظة بالخوف طوال مدة احتجازه، وأنه كان على يقين بأنه سيعود مرة أخرى لثقته فى الله.
وبدوره، قال الدكتور علاء الحايس، والد بطل ملحمة الواحات، إن ابنه بخير ويخضع للعلاج الطبيعى ويتحسن بصورة ملحوظة، مضيفًا لـ«اليوم السابع»، أنه سيعود للعمل فور انتهاء العلاج.
زيارة الرئيس الى الضابط محمد الحايس بالمستشفى
ويعد «الحايس» من الأبطال الذين سجلوا أسماءهم فى سجل الشرف بوزارة الداخلية، حيث صمد لمدة 11 يومًا، بعد احتجازه من قبل العناصر الإرهابية فى حادث الواحات.
وأصيب الحايس بشظايا فى الركبة اليمنى ويدى اليمنى واليسرى بها شظايا، وتم استعدال الأطراف خلال إجراء العملية الجراحية.
وأكد زملاء الحايس أنه معروف عنه البطولة والإقدام منذ أن كان طالبًا بكلية الشرطة، محبوبًا لدى جميع زملائه، حريص على أن يضحى بنفسه من أجل الآخرين.
زوجة الشهيد «أحمد جاد الله»: «زوجى شرفنا حيًا وميتًا»
بالرغم من مرور عام على استشهاد العقيد أحمد جاد الله جميل يوسف، ضابط الأمن الوطنى، فى ملحمة الواحات، إلا أن أسرته مازالت تتعامل وكأنه حى يعيش بينهم، تذهب بناته لقبره لزيارته والتحدث له. وتقول زوجة الشهيد، أمنية أحمد أمين، مر هذا العام علينا بصعوبة، وقد يكون العام الأصعب فى حياتنا، حيث فقدنا الزوج والأب، فقد كان «الشهيد» كل شىء فى حياتنا، فطالما ملأ حياتنا فرحًا وسعادة. وتضيف الزوجة فى حديثها، لم يكن «أحمد» شخص عادى، فقد كان «ملاك» يسير على الأرض، أحبه الجميع، فما بالك بأهله وأسرته، كان كريمًا عفيف اللسان، بشهادة الجميع يحرص على الإنفاق فى الخير، وقد خصص من راتبه الشهرى جزءًا لله.
الشهيد أحمد جاد أثناء الحج
وأردفت زوجة الشهيد، كان «أحمد» شجاعًا، لا يهاب الموت، فقد أقدم برفقة زملائه على ملحمة الواحات ولم يولوا الدبر، فهو البطل الشجاع الذى طالما ضبط «الدواعش» وأسقطهم، فكانت مأمورياته فى قلب الصعيد ناجحة، فلم يهاب الموت لحظة، فقد استشهد بشرف، ليشرفنا فى حياته ومماته.
والدة الشهيد أحمد زيدان: سقوط الإرهابيين أثلج قلبى
كانت الأم تنتظر أن تراه «عريس» يزفه أصدقاؤه لعش الزوجية، لكنها رأته «عريس» يزفه الزملاء لجنة الرحمن، بعدما استشهد البطل الرائد أحمد طارق زيدان فى ملحمة الواحات المعروفة.
الشهيد أحمد زيدان
«وحش العمليات الخاصة» هكذا كان الأصدقاء والزملاء يصفون الشهيد «أحمد» المعروف بشجاعته، وإقدامه على حماية الوطن وصون مقدراته.
«نفيسة على حسن»، والدة الشهيد، قالت لـ«اليوم السابع»، لدى ثلاثة أولاد «عبد الرحمن» و«منة»، وبينهم «أحمد» الذى كان محبب لقلبى، فقد كان بمجرد عودته من العمل يملأ الدنيا علينا فرحة وسرور.
وأضافت الأم، كان «أحمد» صاحب وجه بشوش، «ولد زى الفل»، كان حلم حياتى أفرح به، لكنه ذهب لمكان أفضل، فلن نكون أحن عليه ممن خلقه.
وعن كواليس عام مر عليها دون ابنها، قالت والدة الشهيد، «مر هذا العام صعب وقاسى، فلم أنس يومًا من الأيام ابنى، ومن يستطيع ينسى فلذة الكبد، فقد كان «أحمد» كل شىء بالنسبة لى، لكن مازلت صابرة رابطة، أقرأ له القرآن، وأذهب لقبره لزيارته كل أسبوع».
وتابعت الأم «مفتقدة «دخوله» على بوجهه الضاحك، وجلسات المزاح، وأدعو الله ألا يحرم أم من ابنها، فهو الموت نفسه، وأسأله أن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا».
وقالت الأم، بدأت نيران قلبى تهدأ لحد ما، عندما عرفت بسقوط الإرهابيين فى قبضة الأمن مؤخرًا من خلال عمليات أمنية ناجحة، وكنت متأكدة أن حق ابنى لن يضيع أبدًا.
وينتمى الشهيد «زيدان» للدفعة 2013، وعقب تخرجه تم تعيينه فى قطاع العمليات الخاصة بقطاع سلامة عبدالرءوف، وأثبت كفاءة عالية أهلته للخروج فى مداهمات ضد الخلايا الإرهابية.
وانضم «زيدان» لقوائم الشرف، بعد استشهاده فى ملحمة الواحات، عقب إصابته فى قدمه، حيث رفض أصدقاؤه الأبطال ترك جثمانه وقاموا باقتياده داخل المدرعة رقم «3» وإجراء الإسعافات اللازمة حتى لقى ربه متأثرًا بإصابته، لتصعد روحه الطاهرة إلى بارئها بعد سلسلة بطولات ونجاحات نفذها الشاب الصغير الذى لم يتجاوز عمره الخامسة والعشرين، لكنه حرص على ضم اسمه لقوائم الشرف باستشهاده كما كان يرغب ويتمنى.
الشهيد المقدم أحمد فايز
الشهيد النقيب إسلام مشهور
الشهيد النقيب كريم فرحات
الشهيد العميد امتياز كامل
الشهيد الملازم أحمد-حافظ
الشهيد النقيب عمرو صلاح