لم تكن قنوات الإخوان إلا "مصحة" استقطبت المرضى النفسيين من الفشلة الباحثين عن الشهرة، فكانوا أشبه بالمرتزقة الذين يحاربون فى أرض المعركة ليس دفاعا عن وطن أو عرض بل مقابل حفنة من مالٍ زائل، فهذا محمد ناصر كاتب أغانى مغمور ومقدم برامج خاوية، اعتاد مهاجمة الإخوان حين كان موظفا فى وزارة الثقافة مديرًا للمكتب الفنى لصندوق التنمية الثقافية قبل أن يغادر الوزارة محتجًا على تعيينه فى درجة أقل من التى يستحقها، وبعد ثورة 30 يونيو اقتضت "السبوبة" أن يرتمى فى أحضان الإخوان.
اتخذ محمد ناصر من "النحت" صنعة، فكتب للمخرج محمد خان سيناريو فيلم "كليفتى" عام 2003، وللمخرجة نادين خان فيلم "هرج ومرج" وشارك بالتمثيل فى فيلمى محمد خان "بنات وسط البلد" و"فى شقة مصر الجديدة"، وكتب العديد من الأغنيات من بينها "مش نظرة وابتسامة" لسيمون، وشارك لفترات طويلة فى إعداد البرامج والتمثيل مثل "حسين على الناصية" مع الفنان الراحل حسين الإمام، لكن كل ذلك لم يحقق له الشهرة التى يبتغيها فكان لدولارات الإخوان الكلمة العليا.
يشخص علم النفس الشخصيات الباحثة عن الشهرة، أنها تحاول جاهدة أن تجد لها قدمًا ضمن المشاهير نظرا لشغفهم ولهثهم المبالغ فيه وراء حاجات تحقيق الذات، مما يجبرهم على التنازل عن أسمى مبادئهم وقيمهم، محاولين الظهور بعباءة لا تمت بصلة لهويتهم، ولا يدركون أنهم قد دفعوا الثمن غاليًا فى سبيل ذلك، هذا النموذج ينطبق على محمد ناصر ذلك الاسم الذى لم نسمع عنه قبل 30 يونيو وبعدها أخذ ينعق كالبوم لينشر سمومه.
لم يستحِ ناصر من التصريح بكفره علانية – على الهواء مباشرة – إذ قال: "أنا كافر، أنا كافر بالدين اللى بيعبده شيخ الأزهر أحمد الطيب، وكافر بالإله اللى بيعبده محمد حسان وعلى جمعة وكافر كمان بالإله اللى بيعبده الملك عبد الله ملك السعودية"، فليخبرنا بأى إله يؤمن؟! وما موقف شيوخ الفتنة الذين يفتون بقتل كل خارج عن الملة ؟ هل يستحلون دمه أم وضعوا أيديهم على آذانهم فهم لا يسمعون ؟!
وعن موقف الشرع من المصرح بكفره، قال ابن العربى: "لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جداً أو هزلاً، وهو كيفما كان، كفر؛ فإن الهزل بالكفر كفر، لا خلاف فيه بين الأمة. فإن التحقيق أخو العلم والحق، والهزل أخو الباطل والجهل، فإذا حصل الاستهزاء بالله، أو بالرسول صلى الله عليه وسلم، أو بالدين من شخص عاقل، غير مكره، فإنه يكفر بذلك، ويعتبر ذلك ردة عن الإسلام".
وقال النووى فى منهاج الطالبين: "الردة هى قطع الإسلام بنية، أو قول كفر، أو فعل، سواء قاله استهزاء، أو عنادا، أو اعتقادا".. وقال الزركشى فى "المنثور": "من تكلم بكلمة الكفر هازلا ولم يقصد الكفر، كفر.. وفى " البحر الرائق " لابن نجيم الحنفى: "من تكلم بكلمة الكفر لاعبا، كفر عند الكل، ولا اعتبار باعتقاده".
وكما خلع ناصر عباءة الدين حين صرح بكفره عاد وارتداها مرة أخرى، واعتقد أن الدين حكرًا على أمثاله من المدعين، فهاجم الفنان محمد صبحى الذى تحدث فى أحد لقاءاته عن دور الدين فى المدارس ليشن ناصر هجومًا حادًا عليه قائلا: "أنت تعرف إيه عن الدين؟ "حد يقول لمحمد صبحى يخرس، أنت أخرك تصلى إذا كنت بتصلى أصلًا".
لم يكتف ناصر بإعلان كفره بل مارس أشكالا متنوعة من الترهيب إذ حرض على قتل ضباط الشرطة، وقال نصا: "اقتلوا ضباط الشرطة، كل زوجة ظابط جوزك هيتقتل بكرة، أو بعده هيتقتل هيتقتل، الثوار لو كملوا لحد مارس هيسقطوا النظام"، وأرشد مجرميه بمعلومات وبيانات بعناوين ضباط الشرطة.
تعهد محمد ناصر الهارب فى تركيا للقيادات الإخوانية بتجنب الحديث عن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى برنامجه بعد أن سبه دون قصد قبل أن يمنع من الظهور، إذ نسى نفسه على الهواء حين كان يدلل على أن أوروبا تتعنت ضد الرئيس التركى فى بعض المواقف على الهواء قائلا "أوروبا منبر التنوير، أوروبا داعية التحرر مطلعة عين أم اللى جابو رجب طيب أردوغان"، وتلقى على الهواء تعليمات بسرعة إنهاء الحلقة معلنا أنه سيحصل على إجازة لمدة 10 أيام، وحين عاد أعلن توبته وواصل الهجوم على الدولة المصرية وترويج الأكاذيب.
محمد ناصر وأمثاله من الكومبارسات ليس لديهم قضية يتبنوها، فالأهم من كل ذلك المتاجرة بالأحداث السياسية والتربح منها، وإن توفرت له الفرصة فى مصر ما غادرها وأخذ فى مهاجمة الإخوان، لكنه اختار أحضان النظامين التركى والقطرى متنكرا فى ثوب الوطنية، ليروج لأفكارهما المتطرفة، فسقط فى بئر الخيانة، وتقاسم هو وزميله معتز مطر السب والقذف دون أى مهنية إعلامية.
محمد ناصر مدرج ضمن 187 متهمًا على قوائم الشخصيات الإرهابية لمدة 5 سنوات، بعد أن كشفت تحقيقات قطاع الأمن الوطنى عن أن قيادات تنظيم الإخوان الهاربين اتفقوا على وضع مخطط عام لإعادة تنظيم صفوف عناصر المجموعات المسلحة وتصعيد العمل المسلح داخل البلاد، وانتقاء عناصر قتالية جديدة تحت مسمى "طلائع حسم"، كما يواجه دعوى إسقاط جنسية تحمل رقم رقم 38710 لسنة 71 ق بمحكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة، لإشاعته أخبارا كاذبة ومضللة الغـرض منها زعزعة الاستقرار الداخلى فى مصر وعرقلة مسيرة الدولة ومحاولة بث الفتنة الطائفية بين أطياف الشعب المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة