على بعد خطوات من مقر نقابة الصيادلة، بجاردن سيتى، فى الساعة 2:30 ظهرا، امتلأ قسم الطوارئ بمستشفى قصر العينى، بالعديد من الجرحى بإصابات مختلفة، بعدما شن عدد من "البودى جارد" المجهولين وآخرين يرتدون "جلاليب" هجوما على مقر النقابة باتحاد المهن الطبية، قبل نصف ساعة من ذلك الموعد.
لم تكن الإصابات فقط بين البودى جارد، بل كان من بين المصابين أحد أعضاء المجلس، والدكتور إسلام عبد الفاضل، والذى تمت إصابته بمطواة فى رقبته، وبأنفه، وأعلى عينيه، والذى حرر بدوره محضرا ضد الدكتور محى عبيد نقيب الصيادلة، لما تعرض له من اعتداءات داخل النقابة، خاصة أن تلك هى المرة الثانية التى يتم الاعتداء عليه فيها بالنقابة، بالإضافة إلى الدكتور عمرو زكريا عضو مجلس النقابة والذى أصيب بكسر فى الساق.
بدأت الأحداث، فى السادسة من صباح اليوم الثلاثاء، عندما استقبل مقر اتحاد المهن الطبية، والذى يضم داخله مقر نقابة الصيادلة، مجموعة من أفراد شركة أمن خاصة وبعض الأشخاص الذين يرتدون "جلاليب"، بصحبة بعض أعضاء مجلس النقابة الـ7، والذين أسقط النقيب عضويتهم بالمجلس وصعد آخرين، والذين فور وصولهم شهد المقر مشادات ساخنة بينهم وبين البودى جارد التابعين لشركة الأمن الموجودة بالمقر منذ عدة أشهر، إلا أن البودى جارد القدامى حاولوا الاحتماء بمكاتب الاتحاد، وسارعوا بدخولها، مما أدى إلى تهشم زجاج أحد المكاتب تماما، وتم طردهم، وسيطرة شركة الأمن الجديدة على النقابة تماما.
سادت فى تلك اللحظة حالة من الهدوء الحذر، حيث استأنف الموظفون العاملون بالاتحاد والنقابات الأربعة "الأطباء، الصيادلة، الأسنان، البيطريين"، أعمالهم حتى دقت الثانية ظهرا، كان هناك حديث خافت بين بعض أعضاء الاتحاد، والذى تضمن ضرورة أن يتم إخلاء المبنى من الموظفين، وصرفهم مبكرا حرصا على سلامتهم، وهو ما تم بالفعل، وبعد ذلك بحوالى 15 دقيقة، تعالت أصوات صريخ وكر وفر بين كل الموجودين بالنقابة من صيادلة، وأفراد الأمن التابعين للشركتين، وعددا من المجهولين الذين حلموا أسلحة بيضاء، وعصيان خشبية، وأحدثوا مشادات وخناقات وتم تبادل الاعتداءات لطرد كل من هو موجود بالمقر، وبدأت حالات الإصابة فى الظهور.
لم يجد عدد من أعضاء مجلس اتحاد المهن الطبية وقتها، ملجأ لهم سوى مقر نقابة الأطباء، المقابل لهم، وسارعوا بالتوجه إلى دار الحكمة، وتم عقد اجتماع لبحث التعامل مع تلك الأزمة، بالتزامن مع ما شهده الاتحاد أمس من قرارات متضاربة صادرة عن هيئتى مكتب، وتم إغلاق مقر الاتحاد، ليعود بين يدى شركة الأمن القديمة.
من ناحيته، اعتبر الدكتور محى عبيد نقيب الصيادلة، ما شهدته نقابة الصيادلة اليوم، نوع من المؤامرة والبلطجة، حيث تم التآمر، على حد وصفه، والاتفاق على عمل عقد مع إحدى شركات الأمن مع أعضاء المجلس المعزولين بنقابة الأطباء، لافتا إلى أنه كان من المنتظر أن يكون دور الأطباء داعما لوقف الأزمة، مشيرا إلى أن الأعضاء السبعة تم عزلهم من عضوية مجلس النقابة، وتم صدور أحكام قضائية تدعم القرار، قائلا: "طهرنا النقابة فى 5 دقائق، وما حدث فى اجتماع الاتحاد أمس، كان نتيجة لعدم قدرة نقيب الأطباء السيطرة على أحد أعضاء نقابته، والممثلين لنقابة الأطباء بالاتحاد".
وأضاف عبيد، فى فيديو بثه على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى: كان هناك ضغوط تتم على بعض أعضاء هيئة مكتب اتحاد المهن الطبية الجديدة، ومساومات مالية، حتى لا يتم تشكيلها، إلا أنهم عندما وجدونا قارئين الفاتحة، ومتفقين على تشكيلها، انسحبوا، كما أنهم رفضوا تنفيذ زيادة المعاشات إلى 800 جنيه والتى تقدمت بها أنا والدكتور ياسر الجندى نقيب أطباء الأسنان، منذ 19 مارس الماضى، مشيرا إلى أن تلك الأحداث التى تشهدها الصيادلة، بدأت فى الظهور فى نقابة الأسنان".
وتابع نقيب الصيادلة: "لن نسمح لمن يرغب فى تفكيك الاتحاد فى نقابة الأطباء، فى تنفيذ مخططه، خاصة أننا لدينا أموال به تصل إلى 3 مليارات جنيه لم تستثمر بعد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة