مدير مستشفى الفرنساوى: نستقبل يوميا 900 مريض بالعيادات الخارجية و150 بالطوارئ مدير وقروض ميسرة بـ80 مليون جنيه
مدير الفرنساوى: المستشفيات الجامعية كانت فى حاجة شديدة للقانون الجديد لأنه يحدد العلاقة بينها وبين الأطباء
د. أحمد طه: الكوبرا التى لدغت الساحر التركى فى الأساس مصرية ودولة مصر العظيمة تعاملت مع الأمر بمنطق "القلب الكبير"
د. أحمد طه: المستشفيات الجامعية تتحمل أكثر من 60 % من الخدمة الطبية المقدمة فى مصر
د. أحمد طه: "التمريض فى مصر مبياخدش حقه كويس لا ماديا ولا معنويا"
بعد مرور عام كامل على تولى الدكتور أحمد طه، مدير مستشفى قصر العينى الفرنساوى، خاض خلاله حربا ضارية مع بعض المشكلات التى أصيب بها مستشفى الفرنساوى فيما يخص توقف الشركات عن توريد الأدوية والمستلزمات الطبية وأجور متأخرة للأطباء والموظفين بالمستشفى ونجح أخيرا فى ضبط المعادلة وإعادة المستشفى للمسار الصحيح كما خطط لها.
أكد الدكتور أحمد طه، أن الدولة المصرية العظيمة تعاملت بمبدأ "القلب الكبير" فى علاج الساحر التركى الذى أصيب بلدغة كوبرا كادت تودى بحياته لولا تدخل الأطباء المصريين واستخدام المصل المصرى، موضحا فى حوار شامل لـ"اليوم السابع"، أن المستشفيات الجامعية فى أمس الحاجة للقانون الجديد ولائحته التنفيذية لأنه يحدد العلاقة بين أعضاء هيئة التدريس والمستشفيات الجامعية.
وإلى نص الحوار:
ما هى استراتيجية الإدارة الجديدة لمستشفى قصر العينى الفرنساوى؟
أكد الدكتور أحمد طه أن مستشفى قصر العينى الفرنساوى واحدة من أهم المستشفيات الجامعية التابعة لجامعة القاهرة وأنها قامت على التعاون المشترك بين مصر وفرنسا وتم افتتاحها للجماهير المصرية عام 1995، موضحا أن المستشفى يمتلك إمكانيات ضخمة للغاية وأنها بدأت بطاقة استيعابية قوامها 1200 سرير و18 غرفة عمليات مجهزة باحدث الأجهزة والتقنيات الطبية و124 سرير بين رعاية مركزة ورعاية متوسطة وقسم مجهز للاستقبال والطوارئ وقسم للآشعة والتصوير الطبى وكذلك وحدة الكلى ورعايات مركزة متخصصة لنوع معين من المرضى.
وأشار الدكتور أحمد طه، أن المستشفى تحتوى على دور كامل مخصص لمرضى العيادات الخارجية يوميا من كافة التخصصات الطبية، معلنا أن العيادات الخارجية بالمستشفى تستقبل من 800 إلى 900 مريض يوميا، وأن المستشفى به وحدة لمناظير الجهاز الهمضى، وكذلك وحدة متخصصة فى الفحص الشامل.
كم عدد المرضى المترددين على طوارئ قصر العينى الفرنساوى يوميا؟
قال الدكتور أحمد طه أن طوارئ المستشفى تستقبل فى المتوسط 150 مريض بالطوارئ والاستقبال جزء منهم يتلقى الخدمة ويخرج مباشرة وجزء آخر يحتاج إلى فحوصات وآشعات وتحاليل داخل المستشفى وهنا يدخل المستشفى.
كم تبلغ مديونية مستشفى الفرنساوى؟وما أهم المشكلات التى صاحبت بداية عملك؟
قال: تسلمنا المستشفى فى 1 أكتوبر 2017 وكان يقع على عاتقنا مهمة إحياء المستشفى مرة أخرى بعد العديد من الشكاوى التى رفعت فى المستشفى من الجماهير، وقررت تشكيل لجنة عندما تسلمت المستشفى للوقوف على أهم المشكلات التى تعانى منها المستشفى، معلنا أن هذه اللجنة قدرت المديونية الخاصة بالمستشفى بـ 208 مليون جنيه كانت عبارة عن مستحقات لشركات الأدوية وشركات المستلزمات الطبية وشركات التغذية والنظافة والصيانة .
واستكمل: كان هناك مستحقات عبارة عن أتعاب وأجور للأطباء بالمستشفى لم تصرف لمدة عام كامل قبل أن أتولى إدارة المستشفى وكان هناك قروض ميسرة تم الحصول عليها من وزارة المالية بواقع 60 مليون جنيه وكذلك قرضا ميسرا بمبلغ 22 مليون جنيه من جامعة القاهرة وكل هذه القروض كانت واجبة السداد مما أدى إلى تدنى الخدمة الطبية وأدى كذلك إلى انصراف معظم الأساتذة من الأطباء الكبار بخلاف مشكلات الموظفين.
أوضح طه، أن كل هذه الأعباء المالية تمت مواجهتها بوضع خطة استراتيجية تم بنائها على 3 محاور الأول تعظيم الإيراد والثانى ترشيد الإنفاق والثالث يتمثل فى بذل كل الجهد لإعادة المستشفى لما كانت عليه قبل هذه المشكلات.
كيف نجحت إدارة المستشفى فى تحقيق خطتها الاستراتيجية للتطوير؟
أشار إلى أن إدارة المستشفى سلكت العديد من الطرق لتعظيم الإيراد داخل المستشفى أولها تحسين الخدمة الطبية بتوفير طبيب متواجد والأدوية وصيانة الأجهزة الطبية بشكل دورى ونظافة غرف العمليات والعنايات المركزة وفتحها للأطباء، معلنا أنه وجد نصف غرف العمليات البالغ عددها 18 غرفة، مغلق للصيانة عندما تسلم المستشفى، وكانت الإجراءات بالاتفاق مع الشركات الخاصة بتوريد الأدوية المستلزمات الطبية على جدولة المستحقات المتأخرة، قائلا: "تعهدت للأطباء والموظفين بصرف مستحقاتهم المتأخرة جزئيا مع الرواتب الجديدة وبالفعل تم صرف جزء كبير من هذه المستحقات مما أشعرهم بالانتماء للمستشفى".
وقال إنه ركز على صغار الأطباء فى صرف المستحقات لأن غيابهم عن المستشفى يخلق أزمة كبيرة لأنهم لا يملكون مورد آخر للعيش، مضيفا: "أعدنا مستشفى قصر العينى الفرنساوى إلى المسار الصحيح مرة أخرى بتوريد الأدوية والمستلزمات والاتفاق على الانتهاء من مشكلة الرواتب الخاصة بالأطباء والعاملين وكذلك التفكير فى افتتاح وحدات جديدة تستقطب المرضى مثل وحدة مرض السكر ومضاعفاته بالدور الثالث من المستشفى التى تخاطب شريحة كبيرة من الشعب المصرى حيث إن الذين يعانون من مرض السكر تبلغ نسبتهم 12 % بين المصريين بواقع 9 مليون مريض مصابون بمرض السكر من 15 – 20 % منهم يدخل فى واحدة من مضاعفات مرض السكر.
وتابع: "أنشأنا وحدة متخصصة لطب وجراحة الفم والأسنان لأول مرة بالفرنساوى وهذه الوحدة تعمل من 15 إلى 20 إجراء فى طب الفم والأسنان يوميا مما حقق دخلا كبيرا للمستشفى وكذلك تم إنشاء الوحدة العلاجية للسمنة والنحافة وكذلك وحدة لفحوصات القلب والأوعية الدموية وكذلك نعمل الآن على افتتاح وحدة علاج الألم لمرضى الأورام المستعصية على العلاج، شاكرا الدعم الكامل من قبل الدكتور محمد عثمان الخشت الذى لم يتأخر يوما عن الدعم الكامل للمستشفى الفرنساوى والمستشفيات الجامعية بصفة عامة والاستقلالية التى يمنحها فى اتخاذ القرارات طالما هناك التزاما بالخطوط العامة لإدارته.
ماذا عن الرعايات المركزة فى مستشفى قصر العينى الفرنساوى؟
قال إنه تم ضبط الرعايات المركزة بالمستشفى وتجديد 8 قاعات رعاية كانت متهالكة تستوعب 34 سريرا من أسٍرة الرعايات المركزة، موضحا أنه تم تصليح العديد من الاجهزة الطبية التى كانت معطلة، وكذلك تم إنشاء وحدة الإقامة النهارية بالطوارئ للمريض الذى يحتاج للاحتجاز بالمستشفى لمدة ساعتين أو ثلاثة فقط ويتم محاسبة المريض بالساعة مما يدر دخلا جيدا للمستشفى.
ما هى إجراءات المستشفى لترشيد الطاقة؟
تم استبدال جزء كبير من اللمبات التى كانت تضىء المستشفى بلمبات أكثر إضاقة وقوة وموفرة للطاقة وتم تنشيط إدارة شئون المقر المسئولة عن ترشيد المياه والكهرباء والغازات وخلافه، معلنا أن هذه الإجراءات ساهمت فى سداد قرض الجامعة البالغة قيمته 22 مليون جنيه وقرض وزارة المالية تم إرجائه لمدة عام بتفاوض مع الدكتور محمد معيط عندما كان نائبا لوزير المالية، وأن المستشفى سددت ما يقرب من نصف المديونية سابقة الذكر.
بوجهة نظرك.. ما الذى سيضيفه قانون المستشفيات الجامعية على بيئة عمل هذه المستشفيات؟
قال إن المستشفيات الجامعية كانت فى حاجة شديدة لهذا القانون لأنها منذ عام 1966 تدار هذه المستشفيات بقرار الجمهورى رقم 3300 الذى لا يوجد أى علاقة بين عضو هيئة التدريس والعمل بالمستشفيات الجامعية وبالتالى كان لابد من إيجاد صيغة علاقة بين عمل عضو التدريس والمستشفيات الجامعية.
وأوضح أن القانون الجديد أوجد صيغة تعاقدية لعمل عضو هيئة التدريس والمستشفيات الجامعية إضافة إلى أن القانون الجديد أعاد هيكلة المستشفيات الجامعية بوجود مدير تنفيذى لكل مستشفى مجلس أعلى للمستشفيات الجامعية برئاسة وزير التعليم العالى مما أوجد قوة للمستشفيات الجامعية فى توحيد بروتوكولات العلاج والربط بين هذه المستشفيات وبعضها وبينها وبين مستشفيات وزارة الصحة وعدم النظر لها على إنها وحدات منفصلة.
هل هناك نصا قانونيا خاصا بنزع بعض أعضاء المتوفى كـ"قرنية العين"؟
نعم هناك بعض النصوص القانونية القديمة التى تنص على ذلك وما حدث بأزمة "القرنية " بقصر العينى لم يخرج عن الإطار القانونى لأنه فى الحقيقة القرنية ليست عضوا من أعضاء الجسد ولكنها طبقة سطحية من القرنية لا يمكن تسميتها بأنها عضو وإنما نسيج يحمى آخرين من العمى وقد يعيد الإبصار مرة أخرى لمن فقدوه ولكن أرى حتمية احترام ثقافة الشعب المصرى فى هذا الأمر حيث إن هذه الثقافة تحترم قدسية المتوفى منذ أيام الفراعنة الذين حرصوا على تحنيط موتاهم.
واستكمل أنه لابد من مخاطبة عقلية الشعب المصرى التى ترفض المساس بحرمة المتوفى، قائلا: "أرى من الضرورى مراجعة بعض المواد فى القانون الحالى الذى يسمح للأطباء بالاستعانة ببعض الأنسجة مثل نسيج القرنية أن يحصلوا على موافقة أهل المتوفى وأعتقد أن هذا يستلزم العمل على تغيير ثقافة المصريين فى توصيل فكرة التبرع بأجزاء 8بسيطة من الجسد لحماية بنى آدم آخر يحتاج المساعدة مطالبا الإعلام ورجال الدين بتوصيل هذه الرسالة وخاصة أن الجسد سيأكله الدود بعد الموت".
ما هى كواليس علاج الساحر التركى من السم داخل مستشفى الفرنساوى؟
قال الدكتور أحمد طه، الكوبرا التى لدغت الساحر التركى هى فى الأساس كوبرا مصرية ونمتلك مضاد السم الخاص بها، معلنا أن هذا المضاد موجود فى مكانين فقط فى مصر والآخر كان يتم تصنيعه فى فرنسا التى انتهت من تصنيعه لأنه غير مطلوب بكثرة وكان لذلك لابد أن ينتقل المريض إلى القاهرة لأن القوانين المصرية تمنع إرسال المضاد كما أن الخبرة المصرية فى إعطاء المضاد بجرعات معينة مختلفة عن غيرها.
وأوضح أن العبقرية ليس فيما تم من إجراء طبى رغم أنه موجود لكن العبقرية الأكبر فى تناول السياسة المصرية لهذا الأمر وكيف أن مصر دولة عظيمة ذو حضارة رغم أنه قد يعتدى عليها بالقول واللفظ إلا أن المصريين عندما يُطلب منهم مد يد العون والخير لأى إنسان مهما اختلفوا معه يمدون هذه اليد بدون تردد وهذا تمثل فى أن السفارة المصرية فى وقت قصير للغاية أعفت المصاب من الكثير من الإجراءات الخاصة بالتأشيرة وتم نقله خلال ساعات إلى قصر العينى الفرنساوى التى تمتلك وحدة السموم على أعلى مستوى يخدمها 124 سرير عناية مركزة وأحيانا لا يصلح ذلك إذا كانت الحالة متأخرة وكذلك بناء على كمية السم التى دخلت الجسد ولدينا مريض أصيب بلدغة من الفيوم إلى القاهرة وتوقفت عضلة القلب فى الطريق ولكن مخه كان قد أصيب مما أدى إلى الوفاة، وهنا أستطيع القول أن مصر تعاملت مع قصة الساحر التركى بمنطق "القلب الكبير".
كيف ترى طبيعة عمل المستشفيات الجامعية فى مصر؟
قال إن المستشفيات الجامعية فى مصر تتحمل أكثر من 60 % من الخدمة الطبية المقدمة على مستوى القطر المصرى كله، والسبب فى ذلك المصداقية والثقة لدى المريض المصرى فى أساتذة الجامعات وإمكانيات المستشفيات الجامعية التقنية فى التكنولوجيا وغيرها، موضحا أن الفترة الحالية تشهد ربطا كبيرا بين المستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة ونطمح فى زيادة هذا التعاون.
كيف ترى أوجه القصور فى المستشفيات الجامعية؟
قال إن أوجه القصور تتمثل فى زيادة عدد المرضى عن القدرة الاستيعابية للمستشفيات الجامعية التى لا ترفض أى مريض مهما كانت ظروفه، وكذلك النقص فى بعض الأدوية بسبب العدد الزائد، وأيضا المستشفيات الجامعية تؤدى خدمة علاجية من الدرجة الأولى والثانية والثالثة فتجد مريض مصاب بجرح صغير ويأتى للمستشفيات الجامعية مع إنه من المفترض أن يتردد على مستشفيات أصغر وترك الجامعية للعمليات الكبيرة والأمراض المستعصية وهذا يتطلب نوعا ما من التنظيم لعدم إضعاف مرافق المستشفيات الجامعية.
كيف ترى مشكلات التمريض فى مصر؟
قال إن التمريض يعانى من مشكلات على المستويين الكم والكيف فالعدد قليل وغير مدرب تدريب جيد، موضحا أن أحد أهم الفروق بين الخدمة الطبية فى مصر ومثيلاتها فى كل دول العالم هو التمريض لأن التمريض فى الخارج مؤهل علميا وتدريبيا ونظريا ونفسيا ويحصل على حقوقه المادية بشكل كبير، قائلا: "التمريض فى مصر مبياخدش حقه كويس لا ماديا ولا معنويا".
واستكمل: "حتى نظرة المجتمع له خاطئة فالبعض ينظر إلى التمريض على أنه فئة دنيا وهذا خطأ كبير لأن التمريض بالفعل ملائكة الرحمة لأنهم اكثر الناس احتكاكا بالمريض فى وقت الحاجة فالطبيب يكشف على المريض ويشخص حالته ويتركه ويتبقى معه التمريض لحظة بلحظة ويمس الجانب العاطفى للمريض ففى وجهة نظرى أرى أن التمريض هو اهم مكون من مكونات الخدمة الصحية فى كل مكان فى العالم ولابد من الاهتمام بهم وتحسين بيئة العمل الخاصة بهم وتأهيلهم تدريبيا ونفسيا وتحسين نظرة المجتمع للتمريض".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة