سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على المأزق الذى تواجهه بريطانيا مع عدم التوصل إلى اتفاق بشان خروجها من الاتحاد الأوروبى رغم اقتراب الموعد النهائى للبريكست.
وقالت الصحيفة فى تقرير على موقعها الإلكترونى إنه عندما تظهر تريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا، على المنصة فى الاجتماع السنوى لحزب الحافظين هذا الأسبوع سيتطلب الأمر كل عزيمتها للفت الانتباه لدقات ساعة غير مرئية. 180 يوم فقط تفصل بريطانيا عن موعد خروجها، الخارج عن نطاق السيطرة، من الاتحاد الأوروبى.
وبعد عامين من المفاوضات، وصلت بريطانيا إلى لحظة العواقب للعملية المعروفة باسم البريكست. فالطبقة العازلة من الوقت التى حمت البلاد من انفصال فاشل محتمل عن الكتلة الأوروبية تزداد ضعفا، وقريبا ستختفى مع اقتراب التهديد بقيود تجارية كبرى جديدة.
وقد تجلت تداعيات هذا الأمر على حياة البريطانيين العاديين فى تقارير الصحف وفى بعض الأحيان تسريبات لتقارير حكومية سرية، ومن بين هذه التداعيات أنه فى ظل وجود رابط واحد للطاقة يربط إيرلندا الشمالية بباقى بريطانيا، فإن عدم التوصل لاتفاق بشأن البريكست يمكن أن يؤدى إلى ارتفاع كبير فى الأسعار وانقطاع متكرر فى الكهرباء، ويمكن أن ينهار نظام الطاقة مما يجبر الجيش على إعادة نشر المولدات من أفغانستان وحتى البحر الإيرلندى.
وبينما تتجه الأنظار إلى الموعد النهائى للتوصل لاتفاق بشأن البريكست، فإن الحكومة عينت وزيرا لضمان إمدادات الغذاء، وتخطط شركات الأدوية للاحتفاظ بمخزون من الأدوية المنقذة للحياة مثل الأنسولين يكفى لستة أسابيع، وتبحث نقل شحنات من لأدوية إلى البلاد لحين استئناف الواردات. هذا إذا كان الطائرات لا تزال قادرة على الهبوط فى بريطانيا، وهو أمر تدور حوله الشكوك بعد اعتراف الحكومة بأن الطائرات يمكن من الناحية النظرية أن تتوقف فى حالة الخروج المفاجئ.
وترى صحيفة "نيويورك تايمز" إن بريطانيا، من نواحى كثيرة، فى نفس الوضع الذى كانت عليه فى صباح اليوم التالى لإجراء الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبى، ليس لديها خطة واضحة.
ولا يزال القادة البريطانيون مشغولون بالصؤاعات، ويقدمون رؤى متعارضة مع دخول العد التنازلى للبريكست لمرحلته الأخيرة. فأنصار ما يسمى بالبريكست الناعم سيجعلون لندن مرتبطة بشكل وثيق بالقواعد والمعايير التجارية الأوروبية من أجل الحد من تأثر التجارة. فى حين أن معسكر البريكست الصعب يؤيدو النهاج المعاكس، وهو التخلى عن اتحاد الجمارك الأوروبى والسوق الواحد وتحرير بريطانيا لكى تضع قواعدها التجارية الخاصة بها.
وفى يوم الجمعة الماضى، اقترح بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطانية السابق والمؤيد الأساسى للخروج الصعب، البدء فى نهج تفاوضى أكثر صرامة، ملمحا إلى أنه قد يحاول الإطاحة بتريزا ماى فى الأسابيع المقبلة.
أما جيريمى كوربين، زعيم حزب العمال المعارض، فقد حشد أنصاره فى ليفربول الأسبوع الماضى، ووعد بأن البرلمان سيرفض أى اتفاق تعقده ماى.
وفى غضون ذلك، تقول نيويورك تايمز، هناك هدوء غريب كما لو أن بريطانيا تنظر لتعرف متى ستهب العاصفة. وعلى تويتر ، قارن الروائى روبرت هاريس الأجواء الراهنة بالفترة التى سبقت دخول بريطانيا الحرب العالمية الأولى عندما كانت السلطات يائسة وهى تنجر إلى الحرب بسبب زخم الأحداث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة